الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مللنا الانتظار , كفى من هدر الزمن

محمد التهامي بنيس

2016 / 12 / 29
المجتمع المدني


مللنا الانتظار , كفى من هدر الزمن

إن لعبة السياسة في خضم الأزمة الحكومية الراهنة , لا تحتاج إلى الجنون كثيرا قدر ما هي في حاجة إلى العقل ولو قليلا حتى لا يجعل اللاعب السياسي مشاعر المواطنين لعبة انتقام طفولية . فإقامة علاقة تحالف أفضل مع هذا الحزب أو ذاك , لن يكتب لها النجاح , إذا لم تضع نصب عيني من يمارسها مصلحة الوطن ومشاعر وتطلعات المواطنين , لأنها ستعالج غلطة متبادلة قامت بين العدالة والتنمية والاستقلال , بغلطة متبادلة بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار. أو بغلطة بين مجموعتين متصارعتين حول مصالح ذاتية على حساب مصلحة الجماهير المنتظرة وعلى حساب مصلحة البلاد . فكما كان التوازن مفقودا في الغلطة الأولى وأفشل تشكيل الحكومة , سيكون مفقودا في الثانية , وسيعمق الهوة بالغلطة الثالثة . وإذا ركز اللاعبان الأساسيان على أوهام قد تفضي إلى حماقات ومزيد من الشطط والخسارات , تعتبر سياستهما ناقصة عقل ولها رهانات قبيحة تعتمد انعدام الثقة والبحث عن مجانين آخرين لحل محنة العقل الغائب , فليس من الحكمة في شيء أن نضع الوطن ومواطنيه تحث شهوة الآخرين الذين لا تجهل غرائزهم , واللجوء إليهم بهاجس التعويض فقط , فذلك لا يخرج عن وهم التعويض - حسب أسلوب علماء النفس- ولا يتعدى كونه يفضي لفرقعة إعلامية تعكس النزوع إلى الحل اللاعقلاني من نموذج الفرقعة الإعلامية لحميد شباط , والتخلي عن الواقعية والموضوعية . لا بد إذن من البحث عن حلول واقعية لتكون ردا حاسما على مشعلي حرائق في خضم الأزمة الظرفية . فالوقائع على أرض الواقع تتطلب حيازة الحكمة في التعاطي مع الموضوع الشائك , وليس بإثارة إشكالية جديدة أو إشكالية بعيدة عن الموضوعية والواقعية . فهناك المرجعيات . وهناك الكفاءات . وهناك القانون . وهناك الأخلاق . وهناك قبل هذا وذاك مصلحة الوطن العليا التي لا تتطلب حلفاء مصطنعين , أي توصيف بينهم لا يسد الذرائع , وسيبقى ترقيعا لا يساعد على بناء الدولة المؤسسية والحقوقية , وخدمة مصالح المواطنين , وتكريس قيم المواطنة , التي ستكون وحدها وصفة للقوة الأخلاقية المانعة لإشعال الحرائق . وهي وصفة الرهان الذي يقي سياستنا من أعراض الجنون حتى لو كان الجنون خاصية الزعيم وفق ديناميكية الجماعة , لأن كل حزب سياسي يحترم مبادئه , لا بد أن يدبر شؤونه وعلاقاته وتصريحاته , على مبدأ القرار الجماعي , وليس بالانفراد في تصدير إشكال مرضي يتطلب علاجه وقتا وجهدا مضنيا , يكون من الأولى أن يصرف فيما يعود على الشعب بالخير والاستقرار . وهي ليست دعوى بأي حال إلى الارتكان والانزواء وتكريس مقولة الفاسقين لموسى عليه السلام ( لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا , إنا هاهنا قاعدون ) فحل الأزمة مسؤولية على عاتق جميع الأحزاب المعنية , وهي جميعها في المحك لأن الحزب الأغلبي المكلف أمينه العام بتشكيل الحكومة , يحتاج لبعضها احتياجا يجب أن يقوم على تقارب البرامج وتكاملها من أجل صياغة برنامج مشترك , وليس على المنطق العددي أو توزيع الغنائم , والحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ( حديث شريف ) ولا بد من التخلي عن المشتبه للتعجيل بإخراج هذا المولود مهما كانت الولادة عسيرة أو قيصرية . فجلالة الملك استعجل الأمر بعد وقت طويل , والشعب ينتظر صابرا . ولكن للصبر حدود

فاس . محمد التهامي بنيس 29 – 12 - 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط