الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات امرأة في الزواج والانجاب

صاحب الربيعي

2006 / 1 / 8
العلاقات الجنسية والاسرية


تسعى المرأة في المجتمعات المتخلفة نحو إقامة علاقات عاطفية متعددة بهدف الفوز بالزوج، لتحصل من خلاله على الاعتراف الاجتماعي بأنوثتها. وإن فشلت ينعتها المجتمع بالعانس، وتلك المفردة لاتخلو من الحط لقدرها وشأنها الاجتماعي وما يسبب لها من أزمات نفسية تنعكس على مجمل تصرفاتها وسلوكها الاجتماعي.
وإن حققت مسعاها في الفوز بالزوج الذي ينقذها من براثن العنوسة، ويمنحها اعتراف اجتماعي بأنوثتها. تجاهد لتحقيق هدفها اللاحق هو إنجاب الأطفال الذي يُخضها وزوجها لأعراف وقيم المجتمع وعند تحقيقهما هدف المجتمع، تتناسل الأهداف الاجتماعية الأخرى في تربية الأطفال وتقاسم مهام الأسرة....وغيرها.
وإن اخفقا الزوجين في إنجاب الأطفال ولم يحققا الهدف الاجتماعي المنوط بهما يتوجب عليهما تعرية أحدهما للأخر والكشف عن مسببه، فإن كان الزوج نال قسطه من التداول على ألسنة أفراد المجتمع. وإن كانت الزوجة نالت أقساطاً لاحصر لها من الألسن التي تطالها وتوصمها بالعقم الذي لا رجاء منه وترتفع رايات المطالبة المصحوبة بالتبريرات بضرورة اقتران الزوج بامرأة ثانية، تعوضه عن سوء حظه في زواجه الأول!.
وتحت ضغوط العائلة والمجتمع، تتفكك الأواصر بين الزوجين. والعقيم من طرفي معادلة الزواج يضعف موقفه أمام الطرف الآخر وكذلك أمام المجتمع. وغالباً ما ينتهي الأمر بفسخ عقد الزواج، وإن استمر رابط الزواج ضعفت الرابطة العاطفية والعلاقة الإنسانية بينهما.
تقول ((سحر خلفية))"زوج كريه لامرأة عقيم، ومن أنا؟ امرأة اعتاد وجودها رغم العقم، تنظف بيته، تطبخ له، تستسلم لنزعاته البهيمية والسادية ولاتلوم أو تعاتب بعد أن اعتادت ويئست".
تحت هذا الضغط النفسي (الأسري والاجتماعي) يسعى كل طرف في اللاوعي لتحميل الآخر سبب تعاسته في الحياة، ويتم تفسير أي سلوك أو تصرف من الطرف غير العقيم على أنه تعبير عن حالة رفض الآخر بل أنه مسعى لتنفير الآخر وإجباره على طلب الطلاق.
وتستعر حالة الغيرة عند الطرف العقيم ويطلق العنان لهواجسه في إدانة الآخر الذي كان السبب في الكشف عن حالة عقمه أمام المجتمع وجعله عرضة للحط والطعن وتستمر حالة الإسقاط للذات على الآخر سعياً للتخلص من حالة الأسر داخل سجن الأسرة الواحدة.
وقد يسعى أحد الزوجين لتنفير الآخر من خلال تصرفه وسلوكه المنافي للفعل الإنساني بغرض إجباره على طلب الطلاق، وبالتالي تحميله مسؤولية إضافية أمام المجتمع وإنقاذ نفسه من براثن الإدانة الاجتماعية لفعل التخلي عن الآخر الذي لايتحمل المسؤولية عن حالة العقم كونها من خاصة السماء.
ومن أحد أساليب التنفير كأن يقوم الزوج بمغازلة نساء أخريات أمام الزوجة بغرض الحط من قدرها وشأنها الاجتماعي أو يعمل أحد الطرفين على ممارسة فعل الخيانة الزوجية لتسقيط الآخر اجتماعياً.
تعبر ((سحر خلفية)) عن تلك الحالة قائلةً:"كان يغازل النسوة أمامي ويحاول إغواءهن على مسمع مني، وكان يهمل وجودي إهمالاً تاماً كما لو كنت غير موجودة على الإطلاق. في البداية كنت أعبر عن احتجاجي واستهجاني وقرفي بطريقة من الطرق، وحين يئست من إمكانية تغيير طباعه ما عدت أقول شيئاً، لكن خيالاتي باتت تقول الكثير".
إن حالة التيئيس والتنفير وما يمارسها أحد طرفي علاقة الزواج، بغرض التخلص من الآخر حتى يطلب الطلاق بنفسه ويتحمل لوحده تداعيات الطلاق اجتماعياً دون الآخر. يفرض على كلا الطرفين ضغوط نفسية لاحصر لها، لأن حالة الطلاق ذاتها ليست سهلة في مجتمعات تحكمها الأعراف والقيم الاجتماعية والدينية وما تفرضه من توجهات وأحكام قاسية.
إن المرأة المتزوجة التي تعيش حالة من الإذلال والحط من كرامتها من الزوج بين فترة وأخرى، أهون عليها من حالة الإذلال والحط من قدرها وشأنها الاجتماعي كل دقيقة حين تكون امرأة مطلقة!. وتحت هذا الضغط النفسي بين الخيار السيىء والخيار الأسوأ تختار المرأة الأول هروباً من واقع وتداعيات الخيار الثاني الذي لاتحكمه سلوك وتصرفات الزوج وأنما سلوكيات وتصرفات مجتمع بكامله يسعى لفرض توجهاته غير الإنسانية على المرأة المطلقة في كل مناحي الحياة.
إن مسعى المرأة المتواصل لتحقيق الأهداف الاجتماعية للفوز بالمكانة الاجتماعية جاء على حساب الكثير من أهدافها الإنسانية وما يمكن أن تساهم به في خدمة المجتمع، وعطل العديد من المواهب والكفاءات النسوية في المجتمعات المتخلفة.
إن الأهداف الاجتماعية المفروضة على المرأة في المجتمعات المتخلفة جعلها تزرح تحت خيارين لاغير: أما القبول بالواقع الاجتماعي المفروض عليها وتحمل تبعاته النفسية إرضاءً للمجتمع، وإما الخروج على أعراف وقيم المجتمع وتحمل كافة التبعات المترتبة على ذلك!.
تعبر ((سحر خلفية)) عن حالة اليأس على لسان امرأة مصابة بحالة العقم قائلةً:"ألا يكفي أني ما عدت أصلح لشيء، لا للعيشة، ولا للفرشة وشجرة بلا ثمر يحل عليها القطع".
إن سعى المرأة نحو تحقيق الأهداف الاجتماعية وعلى حساب أهدافها الإنسانية يمكن لمسها بوضوح في المجتمعات المتخلفة، ولايمكن اعتبارها حالات شاذة في ظل غياب إحصاءات دقيقة صادرة عن مؤسسات اجتماعية متخصصة بشؤون الأسرة. وتفرض مجتمعات العيب رقابة وحصار على أية معلومات أو إحصاءات تؤشر لحالة النخر لذاتها وتسعى جاهدةً لإبراز مؤشرات متحيزة تظهرها، بمظهر المجتمعات المثالية الخالية من الأزمات الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرا?ة ثمانينية كورية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون الكوري


.. عازفة على أوتار الأمل




.. دراسة مغربية حديثة ترصد أثار زلزال الحوز على الحقوق الاقتصاد


.. الناشطة الحقوقية عضو فيدرالية رابط حقوق النساء بجهة درعة تاف




.. المحامية وعضوة فيدرالية رابطة حقوق النساء فتيحة اشتاتو