الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخلاق والدين

احمد مصارع

2006 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نسبية الأخلاق , واطلاقيات الدين , تحمل من المعاني امكانات أن يكون الدين ضعيفا , والحامل الأخلاقي قويا , والعكس ممكن آخر , أي دين قوي وأخلاق ضعيفة , وما بينهما يكمن اسمنت الحرية , والكرامة الإنسانية , فان كان الاسمنت فاسدا , فلا شيء يمكن له أن يلتحم , وحين ينعدم الرابط ألعلائقي , ينتفي فراغ الامكان بأسره للقضية ولمعكوس منطوقها , الأمر الذي يشبه قطارا يسير بلا سكة .
أو في الطلب البذيء , أو في المنقول المعقول : أرنا الله جهرا ؟
في الأخلاق بعض دين , وليس الدين كله , وفي الدين أخلاق ولكن ليس الأخلاق كلها , فمن الذي سيسعى نحو التقارب من الآخر؟ والصيغة مفتعلة مالم , يتضح الرابط , من نوع ضرورة التطور والتقدم , وبصيغة أقرب للواقع حتمية التغير , حيث لا ثابت مطلق إلا الله , الذي هو مصدر كل شيء , في التحليل النهائي , يوحي ويتحكم , ولكنه لا يتسلط من أجل أن يحكم .
الحرية وفقا لشريعة الله , كلية صحيحة , ولكنها غير معروفة عمليا , في الحياة الدنيا , والآخرة لله مطلقا , ومن هنا يعود الضوء المتراقص على المرايا الخلبية للظهور ثانية , ليخدع كل عطشان بلا مائية السراب .
ما لعمل ؟ بل ماهو الحل؟
لن تكون في قبري ولن أكون في قبرك , بل لن تستطيع الاالحكم بما ظهر لك مني , فماهو جواني عندي لا يعلمه إلا الله , فإذا استطعت المخادعة على طريقة المرايا الخلبية فقد تغفر لي والله لايغفرلي أبدا , والله اعلم , ولكني واثق جدا بأن كل استغفار لا يكون مغافلا لله رب العالمين , أو أن نعبد آلهة نصنعها من التمر واللبن , ومرة أخرى من العسل وخمر العنب , وبذلك نعود نحو مسالة تسيير قطار بلا سكة .
العقل حين يتفكر بدون فراغ , لابد له أن يتمازج ويتحد مع اسمنت الحرية والكرامة , بل مع الوجدان الخفي والسببي صانع الحياة التاريخية أو الاجتماعية .
حين لا نميز في الإنسان , بوضوح بين عقله الظاهر , ووجدانه الخفي , فكيف يمكن لنا أن نميز الفرق بين الأرض والسماء , بل مابين الإنسان والحيوان ؟
ينتمي الدين نسبيا لمنطق العقل , ويضيع ويختلط في منطق الوجدان عمليا , وغالبا ما يصادر أحدهما الآخر , في لعبة غامضة كمتاهة بلا حدود , ولذلك سيظل بغالبيته في ظلمة الاطلاقيات , ولن يختمر عجينه , لأنه معقم أصلا , ولايمكن له أن يكون مبكترا , أي بدون نماء لحظي , تجاوبي , لمتطلبات لحظية متغيرة باستمرار , وكثيفة للغاية , وهذا هو فضاء الله المعقد , والإنسانية تحلم علميا , أو تتمنى خلبيا , بوهم أو علم , أن تصل مرحلة الرقص على أنغام كون الله الواسع والفسيح الأرجاء وبلا حدود , لأن موسيقى كون الله حقيقة موحية في كل لحظة حياة تمر , ولا يغفل عن سماعها بحب إلا الوثني الجاحد .
الحيرة مصطنعة بالإرادة البشرية في كل عصر , ولكنها لن تكون كذلك في كل العصور , لوشاع فيها الضمير المعرف نسبيا , ورقصت على أنغام ذاتها هي , أولا , وهي الأقرب لمعطياتها الكونية , التي لا تتجلى نهائيا إلا لله وحده , ولا شراكة ممكنة في أي عصر بعينه , لانعدام التكافؤ , لحظة البحث عقليا .
انه ليس صراعا بين أرادتين , ولا بين عقلين , ففي الأمر إقحام بالغ , ولكن الحيرة الآنية الناجمة عن الأسئلة الملحة , وعدم الوثوق بالعلم الجمعي والوجدان الفردي , وتجاهل امكان أن تصنع الحرية الضمير اللائق , هو وحده المسئول عن التردي المستمر في متاهة الجمود الاطلاقي , وهو ما يشبه الأسلوب ( العلمي ) , عند إجراء البحث لتأكيد ( حقيقة ) مفترضة , بشكل سابق , مع إهمال الشك الاعتراضي , بل وامكان أن تظهر النتائج مباعدة وغير مقاربة على الإطلاق , وإشكالية عدم التوافق مع إمكانيات الواقع والمتخيل , حتى لوكان مسربلا بالصفة العلمية , بل من تناقضات ( أنا أريد ) , (وأنت تريد ) , فماذا سيحدث بعد ذلك ؟ , فهل سيكون العالم رهنا لما نريد , فالصدق اسمنت الحقيقة , والوعي المزيف موجود بل يسعى الى احتكار الحقيقة , حتى لوكانت خلبية , وبتحد صارم لمسالة , وماذا بعد ؟
المفردات العتيقة للغاية لازالت تفعل فعلها في المتاهة , أيهما أكبر , وأيهما أصغر , وهي تتحدث بشكل يبعث الخيبة واليأس , حتى من رحمة الله , ومابين ألشكوكي وا لوثوقي خيط رفيع كان قد انقطع لغياب الاسمنت ألعلائقي , حتى صارت المفردة المخطوطة بدماء العلماء , وهي : ( الله أعلم ) الضحية الأولى لصراع جيل معين , وماذا ؟ على حساب كل الأجيال ؟؟؟!.
احمد مصارع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah