الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً للفيس بوك وأخواته

عطا مناع

2016 / 12 / 30
المجتمع المدني


شكراً للفيس بوك وأخواته

بقلم : عطا مناع

ساعات تفصلنا عن عام 2017 ، وكمئات الملايين من العرب الحالمين أبطال العالم الافتراضي أدلو بدلوي واستعرض عضلاتي الخشبية في تحليل الماضي استشراف المستقبل، أصول وأجول منتقداً عام 2016 بنرجسيه مقرفه، اقتبس واسرق أجمل الكلمات من غوغل في محاولة فاشلة لإبراز مفاتني الفكرية.

لا بأس، كلنا نقف في منتصف السلم، نكرر فشلنا المتراكم ونهرب من الأمراض التي أنهكت الرأس قبل الجسد، نطوي عاماً آخر حافل بالكذب على الذات أولا مدافعين عن عجزنا بالجمل الجاهزة حيث الإغراق قي النرجسية والتبعية والجسد الفاقد للروح.

لماذا وكيف وصلنا لهذا الدرك؟؟؟ الجواب بسيط جداً، الفيس بوك كاشف لعوراتنا ومسقط ورقة التوت عن أمراضنا، نجمع بين الشيء وضده، تابعوا وبدقه حالنا وأحوالنا الشبيه بقهوة الصباح ذات المذاق المختلف، فعند إعدادك لقهوة الصباح تجتاحك النشوة وخاصة لحظة الفوران، تحتسي قهوتك باستمتاع يتنهي بعد حين.

على الفيس بوك الذي يسأل الواحد منا في الخانة المخصصة للكتابة: بماذا تفكر؟؟؟ دققت ولكن ليس مطولاً في السؤال فوجدت أنني لا أفكر، فمقولة ديكارت أنا أفكر إذا أنا موجود لا تنطبق علينا، كيف؟؟؟ أن تكون موجوداً يعني تشغل مساحه في الواقع وليس في العالم الافتراضي، والأكيد أننا ما عدنا نهتم للمساحة والحيز حالنا كقهوة الصباح السريعة الفوران. كيف؟؟؟

نعرض أفكارنا على رفوف أللحظه، أفكارُ حالها كحال السلع على رفوف السوبر ماركت، فتجد العروض لبعض المعلبات والسلع التي تخضع للعروض لقرب انتهاء صلاحيتها، فتشتري مثلاً ثلاثة علب فول بواقع دولارين في محاولة لإنقاذها من التلف، كيف ولماذا؟؟

تجد وعلى سبيل المثال شريحه نازله نشر في الشعب ليلاً ونهاراً، شريحة تطبع وتبيع وتشتري وتتاجر بكل شي، تجدهم على يسار اليسار، متطرفين لأبعد الحدود ويتاجرون بالدم واللحم بأفكارهم الفيسبوكيه ذات المذاق الرائع، علينا أن نعترف بروعتها بالرغم من انتهاء صلاحيتها وانبعاث رائحة الجيف منها.

تعالوا ننبش أعماقنا، بعناوين بسيطه ونحن نودع عاماً لنستقبل عام، البطاله استفحلت، الموت الرحيم أو عكسه في مستشفياتنا استفحل، العصا تنهال على رؤوسنا بمناسبة وبغير مناسبه، القطط السمان تتكاثر، جماعة الانجزة والجندر وأخواتهم لا زالوا مقتنعين أنهم يستطيعوا الضحك على الناس كل الوقت، العمال يقيمون الصلاة على الحواجز للوصول لأماكن العمل الأسود عند "أولاد العم"، الانقسام أصبح جزء أصيل منا لا نستطيع العيش بدونه، البطاله والتي تعني مئات الآلاف من العاطلين عن العمل باتت من مقبلات الحياة، واقع كما المنشار الذي يتغذى على اللحم الحي.

المشكل أننا مفعمين بالأمل، لا بأس من بعض الأمل، ولا بأس من التعبير عن الوجع بالصراخ أو النهيق، لكن المشكل أن آذاننا استأنست للنهيق وأصبحت أفكارنا"الثورية" المدفوعة الآجر مكشوفة للناس وهنا بيت القصيد، فكيف تمشي الجماهير خلف ارعن تعرف انه يسطوا على حقوقها باسم اليسار أو اليمين أو ما شئتم من مسميات؟؟؟ كيف يستطيع متخم حشد البطون التي اعتادت الجوع وقيادتها؟؟؟؟ وكيف يحظى أصحاب الانجزة والتطبيع الذين يملك الواحد منهم لسانين واحد للشعب والثاني لأعداء الشعب؟؟؟؟

تصفعنا الأسئلة والتساؤلات، ونبحث عن المخرج لحفظ ما تبقى من ماء الوجه إذا تبقى لنجد أنفسنا مفرطين في نرجسيتنا شاكرين الله على نعمة الفيس بوك حيث الثورة والفكرة التي تعوضنا عن الواقع والتاريخ والجغرافيا، نغرق في عالمنا الافتراضي ونجهز أنفسنا لإبراق التهاني بالعام الجديد لان العلاقات الفيسبوكية ألعامه تفرض علينا بعض الاتيكيت، نقنع أنفسنا وبالاستعانة بالأبراج والمنجمين بحلاوة قادم الأيام، ننسى أوجاعنا وآلامنا ونمر سريعاً على شهدائنا وأوجاع أسرانا التزاماً بالعلاقات العامه، نكذب على بعضنا بمجاملات لا طعم لها لإقناع أنفسنا بجمالية عالمنا الافتراضي حيث النقد والشعر والتحليل السياسي والثورة حيث تتسلل اللذة لأوصالنا كقهوة الصباح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين