الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤوس في رأس السنة!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2016 / 12 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



في ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر..
ما أن أضع رأسي بين كفيّ، حتى تلتف رؤوس كثيرة حول رأسي!
فهذه رأس السنة، التي نحتفل بها مرة واحدة في العام، بينما يحتفل البعض كل يوم برأس أكثر من إنسان، وهي تتدحرج دامية على يد الشر!
وهذه الرأس المقطوع، التي أختارها لنفسه عبد الله بن محمد قائد ثورة الزنج بالبصرة، على يد الخليفة العباسي المعتمد على الله، رافضاً كيس الذهب والنخلات العشر؛ لأنه رأى في مساندة المستضعفين، وإطلاق المسبيين إلى الحرية، أثمن من كنوز الدنيا!
وهذه رأس الساعة، موعد كل أخبار العالم، التي تأتي بالأنباء السيئة أكثر مما تأتي بالأنباء السارة!
وهذه الرأس المحدبة التي من صنع اليابسة، والتي يعرفها كل البحّارة، والتي رأى فيها المستكشف البرتغالي بارنولوميو دياز، أنها رأس العواصف لكثرة الرياح العاتية التي واجهته هناك، بينما أطلق عليها ملك البرتغال جون الثاني: رأس الرجاء الصالح؛ ابتهاجاً باكتشاف طريق بحري جديد!
وهذه رأس جبل إفرست، الذي ينادي بارتفاعه الشاهق، كل صاحب طموح، وعزيمة، واجتهاد، وصبر، وإحتمال؛ للوقوف على قمته الشامخة، عربوناً لنجاحات أعظم: من لفيف رجال الأعمال الناجحين إلى أساتذة الجامعات الحاصلين على درجة الدكتوراة، ومن أشهر الفنانين إلى الرياضيين المحترفين، ومن الصحفيين الفائزين بجائزة بولتزر إلى الممثلين الفائزين بالأوسكار!
وهذه رؤوس الأقلام، التي تشق طريقها وسط سواد الحروف؛ لتقودني إلى إعادة كتابة مسيرة حياتي التي مزقتها المآسي والانكسارات، متّشحاً بالأمل لأجل خسارات مضت، وأبدأ من جديد، بداية رائعة!
كل رأس سنة، وأنتم مع رأس الحكمة، التي هي مخافة الله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را