الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتحول المنابر الى مؤسسات للتضليل..

فاضل عزيز

2016 / 12 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خطيب الجمعة في حينا يوم أمس خصص خطبة الجمعة للتحذير من مشاركة المسيحيين والنصارى احتفالاتهم بعيد ميلاد المسيح، وعدم التشبه بهم وإتباع فكرهم باعتبارهم كفار وأعداء للإسلام..
أولا: لا اعتقد انه من بين الحضور في ذلك المسجد أي مهتدي جديد للإسلام يخشى ارتداده، كما أنه لا اعتقد ان الاحتفال بعيد الميلاد أصبح يشكل ظاهرة اجتماعية ملفتة للنظر في ليبيا تتطلب تدخل المنابر، وإن وجدت فهي محدودة تنظمها طبقة من الأثرياء، الحلفاء والممولين لظاهرة احتكار المنابر في ليبيا وتكريسها لخدمة أجندات سياسية محددة.. ولا أبالغ إذا قلت إن العديد من المصلين بعد خروجهم من الصلاة عبّروا عن استغرابهم لهذا الطرح البعيد عن الواقع في مجتمعات أحزمة البؤس التي تطوق العاصمة طرابلس والتي يكابد سكانها لسد رمق أطفالهم الجوعى، فكيف يمكنهم الاحتفال بعيد لا تربطهم به أي صلة روحية فضلا عن فقرهم وقلة حيلتهم..
ثانيا : لا ادري كيف يستقيم الأمر لهذا الشيخ - وبالمناسبة هنا هو شاب ملتحي مؤكد أنه من ضحايا الموجة الوهابية التخريبية التي تجتاح ليبيا منذ سقوط النظام السابق وأصبحت تسيطر على عقول شبابها مجندة إمكانيات مادية وبشرية هائلة- لا أدري كيف يستقيم الأمر له أن يحذرنا من التشبه بالنصارى ويعتبرهم أعداء للإسلام، وهو بالأمس القريب يستنجد بهم ويفتح لهم أبواب بلاد الإسلام من أفغانستان شرقا وحتى الجزائر غربا مرورا بالعراق واليمن وسوريا ومصر والسودان والصومال وليبيا وتونس، ليعيثوا فيها فسادا وتدميرا؟!! أليس الأجدر بهذا الشاب الشيخ أن يدعوا سادته الذين نصبوه واعظا على هذا المنبر, إلى فك ارتباطهم بحكومات النصارى التي تقتل المسلمين وتعيث في أرضهم فسادا وتخريبا ، وتسخرهم لتنفيذ أجنداتها التخريبية، بدل الدعوة لمقاطعة المسيحيين بشكل مطلق واعتبارهم كفارا؟!!
ثم؛ هل نسي هذا الشيخ الببغاء الذي كما يبدو قد رهن عقله لدى مؤسسة الظلام التخريبية الوهابية ، أم إنه يتناسى أن أعداء الإسلام الذين يتحدث عنهم ويحذرنا من الاختلاط بهم، هم من يوفرون الامن والأمان و الرعاية الصحية والغذاء للملايين من المسلمين من ضحايا مؤسسته الوهابية من السوريين والعراقيين واليمنيين الذين فروا بحياتهم من بطش جماعات الإرهاب والإجرام التي تُفرّخها وتنشرها كالوباء في هذا الوطن ، مؤسسة الظلام الوهابية !! إنني أسأله وأسأل كل تجار الدين والمسمسرين بالاسلام :
- من يقتل مئات آلاف المسلمين اليوم ويعبث بأمنهم واستقرارهم ومقدراتهم على امتداد العالم الإسلامي من أفغانستان شرقا وحتى المغرب غربا؟
- هل من ينفذ هذه الجرائم هم المسيحيون أم مسلمون أفسدت مؤسسات التضليل الوهابية والأصولية عقولهم وحولتهم الى فرق من الذئاب الجائعة تعيث فسادا وقتلا في الديار و لا تهمها حياة أي مسلم سواء كان ظالما أو مظلوما ولا تراعي حتى براءة الأطفال وقلة حيلة النساء؟..
نعم العالم الإسلامي اليوم يتعرض لهجمة غربية متوحشة تستهدف الإبقاء عليه رهينة للتخلف والفقر، وتشكل جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها المؤسسة الوهابية و مموليها من آل سعود رأس الحربة في هذه الهجمة، وما يحذرنا منه هذا الشيخ الببغاء لا ينطلي إلا على السذج الذين لا يفرقون بين المسيحي كإنسان وبين سياسات حكومات غربية لا يشكل الدين أي هاجس لها بقدر ما تحركها أطماعها الدنيوية، وهي التي تلعب بذكاء وحرفية بالدين الإسلامي وتوظفه من خلال هذه الجماعات الظلامية لخدمة مشاريعها، وإبعاد المسلمين عن الجوهر الحقيقي لدينهم كدين يحرم سفك دماء الأبرياء و يدعوا للسلام والمحبة وكسب القلوب ، بدل استعداءها .. ما أحوجنا اليوم كمسلمين الى تأمل واقعنا بعقول متفتحة مستنيرة، والاعتراف بخطايانا في حق أنفسنا وإصلاح الذات ، بدل استعداء الآخرين والتحريض ضدهم، في الوقت الذي كانوا فيه هم من وفر لنا الحماية والملجأ عندما اجتاحتنا فرق الموت المتدثرة بإسلام مزور نشرت شروره في العقول مؤسسة الإرهاب الوهابية السعودية، ويأتي هذا الشيخ والمئات من أقرانه يحتلون منابر المساجد اليوم في ليبيا وفي كل البلدان الاسلامية، لتضليلنا وإبعادنا عن الطريق الصحيح للخروج من هذا المأزق والذي يجب أن يبدأ بفك الارتباط بكل الحكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا الراعي الرسمي للإرهاب المتدثر بإسلام مزور ، والتوجه للشعوب التي يجب أن تكون لها كلمة الفصل في هذه المعركة المصيرية، ببناء وعيها على أسس سليمة وصحيحة وتطهير العقول من رجس الوهابية وخرافتها المضللة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah