الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افعال لا تليق بنبي 7 التآمر على العضو الذكري للنبي

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التآمر على العضو الذكري للنبي وتبرير وضع المعوذتين في القران
من المعروف انه في بداية الإسلام كان القران عبارة عن عدة مصاحف وعدة قراءات وهذه المصاحف كانت ترجمة لنصوص توراتية ونصوص مسيحية. ولم يكن معروفا بالطريقة التي نراه به الان . وعند جمع هذه المصاحف في كتاب واحد حصلت بعض الإشكاليات فهناك من يقول انه أضيفت آيات وحذفت أخرى وأحيانا جري تعديل الآية نفسها.
وهناك سورتين لم تكونا من نصوص القران في صيغته شبه النهائية انما كانت ادعيات وتعاويذ أضيفت الى القران لاحقا. وكان ابن مسعود يرفض وضع هاتين السورتين في مصحفه فعن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت عبد الله يحك المعوذتين، ويقول: لمَ يزيدون ما ليس فيه؟ [أخرج هذه الرواية الطبراني في الكبير 9/268] .
وفي رواية قال: لا تخلطوا فيه ما ليس منه .[الطبراني في الكبير ، وعبدالله في زوائد المسند 129-130]
وفي رواية عنه : أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ،يقول : ليستا من كتاب الله .[الطبراني في الكبير ]
ولكن هناك من أصر على وضعهما كسورتين في المصحف.
وعلى هذا الأساس لا بد من وضع قصة تبين نزولهما كما جرت العادة. فطالما انهما سورتان من القران فلا بد من حدوث حدث معين يجري على إثره استنفار جبريل لينزل كلمات من الله تعبر عن هذا الحدث.
والحدث في هذا المقال هو التآمر بالسحر على العضو الذكري للنبي لإلهائه عن نسائه وجعله يتخيل انه ينام مع النساء بينما في الواقع لم يكن يفعل ذلك. ثم نزول سورة الفلق وسورة الناس وإلغاء السحر.
من مسند الشافعي (ص: 382)
(أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةَ، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِي أَمْرٍ اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟» وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ كَذَا وَكَذَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ " أَتَانِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيَّ وَالْآخَرُ عِنْدَ رَأْسِي، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيَّ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، قَالَ: وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ أَوْ رَاعُوثَةٍ، شَكَّ [ص:383] الرَّبِيعُ، فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ". قَالَ: فَجَاءَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذِهِ الَّذِي أُرِيتُهَا كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ». فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْرِجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَهَلَّا، قَالَ سُفْيَانُ: تَعْنِي تَنَشَّرْتَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ: «أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا». قَالَتْ: وَلَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ)
وفي تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 338)
(قال ابن عباس وعائشة رضى الله عنهما- دخل حديث بعضهما في بعض: كان غلام اليهود يخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فدبّت إليه اليهود فلم يزلوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلّى الله عليه وسلم وعدّة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود، فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له لبيد بن أعصم ثم دسّها في بئر لبني زريق يقال له ذروان، فمرض رسول الله صلّى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه، ولبث ست أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهم عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب قال: وما طب؟ قال: سحر، قال: ومن سحره؟ قال: لبيد ابن أعصم اليهودي، قال: وبم طبّه؟ قال: بمشط ومشاطة قال: وأين هو؟ قال في [جفّ طلعة ذكر] تحت راعوفة في بئر ذروان .
والجف: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح، فانتبه رسول الله صلّى الله عليه وسلم مذعورا وقال: «يا عائشة أما شعرت أن الله سبحانه أخبرني بدائي» ثم بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحنّاء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطة وإذا فيه وتر معقود فيه إثنا عشر عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله سبحانه هاتين السورتين فجعل كلّما يقرأ آية أنحلت عقدة، ووجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم خفّة حين أنحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما أنشط من عقال، وجعل جبرائيل (عليه السلام) يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حاسد وعين والله يشفيك، قال: فقالوا: يا رسول الله أفلا نأخذ الخبيث فنقلته، فقال صلّى الله عليه وسلم: «أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرا» .)
هذا السحر جعل النبي (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ) وهذا صعب جدا بالنسبة لنبي الذي هو وحي يوحى. فهل كان في تلك اللحظة التي سحر فيها قد خلع عنه عباءة النبوة حتى يسحر ويتخيل أشياء لم تحدث. ؟؟؟!!!
والسحر ماذا كان يستهدف (جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ) أي راس قضيب النبي. وهذا ما جعل النبي يتخيل بانه يأتي النساء ولا يأتيهن.
هذا الحدث وبهذه القصة الغريبة جعلت دخول سورتي الفلق والناس مع تفسيراتها الى القران امرا يسيرا. اذ ربط نزولها بهذه الحادثة. فمن معاني القرآن للفراء (3/ 301)
(قوله عزَّ وجلَّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.
الفلق: الصبح، يُقال: هُوَ أبين من فلق الصبح، وفرَق الصبح. وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اشتكى شكوًا شديدًا فكان يومًا بين النائم واليقظان، فأتاه ملكان فَقَالَ أحدهما: ما علّته؟»
فَقَالَ الآخر: بِهِ طبٌّ فِي بئر تحت صخرة فيها، فانتبه النَّبِيّ صلّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث عمار بْن ياسر فِي نفر إلى البئر، فاستخرج السحر، وكان وترًا فِيهِ إحدى عشرة عقدة، فجعلوا كلما حلوا عقدة وجد راحة حتَّى حلت العقد، فكأنه أُنشِط من عقال، وأمر أن يتعوذ بهاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية عَلَى عدد العقد. وكان الَّذِي سحره لبيد بْن أعصم.)
اذن السحر كان 11 عقدة وكل عقدة احتاجت الى اية لفكها فلا بد من نزول 11 ايه لفك السحر وعودة النبي الى حياته الطبيعية.
اما الضحية فكان لبيد بن اعصم وهو من بني زريق ومن المثبت تاريخيا ان بني زريق سكناهم في فلسطين بجوار سيناء.
وسجل اسمه من الد أعداء النبي. وهو الذي كان يخدمه حسب فضائل القرآن للمستغفري (2/ 731)
كان غلام يهودي يخدم رسول الله عليه السلام يقال له: لبيد بن أعصم وكانت تعجبه خدمته
فأصبح من أعداء النبي ففي سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 515)
أعداء النبي (وَمِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ: لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ، وَهُوَ الَّذِي أَخَّذَ رَسُولَ اللَّهِ ص عَنْ نِسَائِهِ. )
وفي رواية أخرى ان بنات لبيد هن من قام بالسحر، ووصفن في بعض التفاسير بأنهن (النفاثات في العقد)
اذن أصبح تبرير وجود السورتين في القران تبريرا مرتبطا بحدث معين وجبريل على صلة بالموضوع فلا خوف من اعتراض ابن مسعود او غيره على وجود هاتين السورتين في المصاحف.
حتى لو بافتعال قصة لا تليق بنبي وقصة تتعلق بأمور حساسة في جسم النبي وفي حياته الاجتماعية مع نسائه.
تفسير التستري (ص: 210)
(مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ من الإنس والجن، وذلك أن لبيد بن أعصم اليهودي سحر النبي ص في بئر بني بياضة، وكان يسد إليها فاسد إليها فدب فيه السحر، فاشتد عليه ذلك، فأنزل الله تعالى المعوذتين،)
تفسير مقاتل بن سليمان (4/ 933)
(ويقال: إن جبريل أخبر النبي ص بمكان السحر، «وقال» جبريل للنبي ص: حل عقدة، واقرأ آية. ففعل النبي ص ذلك فجعل يذهب عنه ما كان يجد حتى برأ.)
تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 338)
(وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب المزكى قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي قال: حدّثنا معاذ بن نجدة بن العريان قال: حدّثنا خلاد- يعني ابن يحيى- قال: حدّثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول ص : «أنزل علي الله سورتان لم أسمع لمثلهن ولم أرى مثلهن: المعوذتين»)
لقد تطلب دخول المعوذتين في المصاحف تلفيق قصة مست أكثر الأماكن حساسية بالنبي الذي هو يعتبر مراقب مراقبة مباشرة من الله ومن الملائكة ولا يمكن ان يسحر وهذه القصة تتنافى مع المفهوم الأساسي للنبوة. ولكن الطريقة النفعية في هذه القصة هي استخدامها في ادخال سورتين غير معترف فيهما الى القران. وان نسفت سمعة النبي ومست حساسية حياته وجسمه وعقله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رقية شرعية لسرقة اموال الرعية
بولس اسحق ( 2017 / 1 / 2 - 01:59 )
ألم تكن هذه القصة سببا في فتح باب الخرافة على مصراعيه والهلس والضحك والمتاجرة بعقول البسطاء والمرضى(متاجر الرقية وفك السحر) ، وقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=886 كيف للمسلم أن يثق في الأوراد والأذكار بعد ثبات فشلها في حماية محمد من السحر لمدة لا يعلمها الا الله،ألا يتعارض هذا الأمر مع (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ)،(وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) ولو افترضنا نزول الوحي في هذه الفترة فهل أغفل جبريل طوال هذه المدة هذا السحر(والاستنتاج من هذا متروك لكل لبيب)، وأين شيطانه الذي أسلم ألم يخبره عن هذا السحر! اين هو من- من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي الراوي: أبو هريرة-الدرجة: صحيح -المحدث: البخاري-الجامع الصحيح- هل نسي محمد العجوات السبع فأصابه هذه السحر أم أن العجوات لا تنفع بعد حصوله، وهل نسي محمد قراءة الأذكار والأوراد حتى لا يقربه الشيطان!...تحياتي.