الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الداعشية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 1 / 3
المجتمع المدني


الثقافة الداعشية ..
ليتك تُحرقين ، ماذا كنتِ تفعلين هناك ؟ هكذا كتب بما معناه ، أحد "ابطال" موقع التواصل الإجتماعي ، للشابة التي قتلها الداعشي في هجومه على ملهى ليلي في اسطنبول .
وللتذكير، فقد قُتلت فتاة من مدينة الطيرة( مدينة فلسطينية في اسرائيل ) ،في منطقة المثلث الجنوبي ،وأُصيبت صديقتاها بجروح، بينما نجت فتاة رابعة دون اصابات جسدية تُذكر، من المذبحة في الملهى الليلي ، ليلة رأس السنة الميلادية . ولا حاجة للحديث عن الصدمات النفسية ،فهي جروح لا تندمل .
الفتيات الأربع في العشرين من أعمارهن ، شابات يافعات في مقتبل العمر ،قررن أن يسافرن الى اسطنبول لقضاء بضعة أيام . وأحسبُ بأنهن قد أنهين الدراسة الثانوية لتوهن وأرَدْن الاستمتاع ببضعة أيام ،بعيدا عن ضغوطات الدراسة وربما استعدادا لقابلات الأيام، من دراسة جامعية أو البحث عن عمل .
والحق الطبيعي لكل إنسان على وجه الأرض، أن يأخذ قسطا من الراحة للترويح عن النفس ..لكن ، أن تخرج أُنثى في سياحة وتحتفل كباقي خلق الله ، فهذا لا يجوز في الثقافة الداعشية . وبناءً عليه فهي وفي حال تعرضت للقتل بأيدي مجرمين ، فهي المذنبة وتستحق كل اللعنات التي يصبها الداعشيون على رأسها .
والمقصود بالثقافة الداعشية في هذه العُجالة ،هي تلك الثقافة التي تُحرّم على الأنثى كل مباهج الحياة ، لأنها أنثى يجب أن تحبس نفسها بين أربعة جدران مملكتها ، المطبخ طبعا، لكي تقوم على شؤون بطن زوجها ، وتحضير كل ما يشتهيه من طعام ، كما أنها مطالبة بإشباع رغبته الجنسية، كلما أراد ذلك ..وإلا فهي "فلتانة" إن لم تكن عاهرة !!
ماذا كنتِ تفعلين هناك ؟!
مقولة تُعبر عن تذنيب الأنثى في كل ما يحصل لها .. وضحية التحرش هي المجرمة ، وضحية الاغتصاب هي المذنبة ، وضحية العنف الأسري هي المذنبة ... حقاً ماذا كنتِ تفعلين خارج جدران زنزانتك ؟!
هل ترغبين بالمرح ؟ ممنوع طبعا ..إياك أن تفكري مجرد التفكير في ذلك ..!!
هل ترغبين بالاستمتاع برفقة صديقاتك ؟ ماذا جرى لعقلك ؟ هل جُننتِ؟
وهل ؟ وهل؟ وهل؟
تذكري دائما ..!! ما أنتِ سوى فَرْجِ يسير على قدمين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال قصير معبّر ومؤثر
ملحد ( 2017 / 1 / 3 - 12:36 )

كلمات المقال القصيرة تعبّر للاسف عن واقع مجتمعاتنا ( الداعشية ) حيث لا مكان للجنس اللطيف الا خلف الجدران المظلمة ......
تبّا لتلك الثقافة الدينية الذكورية البشعة البائسة .....

تحياتي للكاتب المتنوّر


2 - و الاخر كذلك
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 1 / 3 - 13:19 )
تحية اخي قاسم لك وسلامُ عليك واليك
وماذا يقول ال-عولماني- وماذا يفول ال-مدني-وماذا يقول ال-م...د- وماذا يقول اتباع الثورة وغيرهم
يقولون لأخواتهم وازواجهم نفس القول
انها ليست ثقافة داعشية انما ثقافة علمانية مدنية الحادية عربية التقطتها داعش لتنابز بها القوم المتنابزين المتنابزون-الراكضون-[ الذكر الطيب للدكتورعلي الوردي]اتحدى احدهم ترك لأخته الاختيار كما ترك اهل تلك الضحية لها الاختيار.لم يتمكن الكثيرمن اللغويين (ليس من اللغة بل من اللغو)من يفتحوا نافذة في صهريج بيوتهم لاهلهم واخواتهم لينظرن منها وفتحو الدفاتروالاقلام والكتب على مصراعيها باتجاه الالحاد والعلمانية والمدنية .انا هنا لا اقول بخصوص المعلق تحت وصف ملحد فلا اعرفه لكن اتكلم عمن اعرفهم.احد الملحدين قُتلت اخته في سوريا لأنها وزوجها من الاخوان المسلمين.لهم رأيهم والذكر الطيب لهم.لكن القصد انه يدعو الأخرين من خلف الاسم المستعارومن خلف النقاب ولم يتمكن من ارشاد اخته اوالتأثير عليها. المأساة هنا.ماتت هذه الشابة الجميلة لأنها ارادت ان تعيش لحظات اعتقدتها ستكون جميلة.لكنها صارت سوداء كقلوب المنافقين المتسترين خلف الحُجب
اكرر التحية


3 - العزيز ملحد المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 1 / 3 - 15:55 )
تحياتي الحارة وشكرا لك


4 - العزيز عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 1 / 3 - 15:56 )
خالص شكري وتحياتي
بالتأكيد فهذه الثقافة تتفشى في كل الأماكن والانتماءات
مودتي


5 - مولانا الشيخ عبد الريال السعودي - من الفيسبوك
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 1 / 3 - 15:58 )
تحياتي وشرفت
حسبتُ لوهلة بأنك تشتمني ...ههههه
سلاماتي لك وللجميع


6 - مشايخ آل سعود الداعرون ونموذج من يثرب
جابر العثرات ( 2017 / 1 / 3 - 16:03 )
https://mobile.twitter.com/emadoviich/media/grid?idx=1


7 - سياسة الباب المفتوح للداعر ابن العاهرة ابن سعود
جابر العثرات ( 2017 / 1 / 3 - 16:05 )
https://mobile.twitter.com/emadoviich/status/816147480626794496/video/1

اخر الافلام

.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك


.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية




.. شبكات | لبنان ترحل لاجئين سوريين طوعيا