الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هند تأكل الكبود

عطا مناع

2017 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




كانت الطمأنينة تتسلل لأوصالنا نحن الاطفال الجالسين على مقاعد الدراسه ونحن نصغي بأهتمام كيف تعامل الرسول الكريم مع هند بنت عتبه التي اختارت العبد وحشي لقتل اسد الله حمزه عم محمد بن عبد الله الذي قال لها عند فتح مكة: هند تأكل الكبود فردت عليه أأنت نبي وحقود ليرد عليها اذهبي فأنت من الطلقاء، ولم يتوقف الرسول الكريم عند ذلك بل قال من دخل بيت ابو سفيان "عدوه اللدود" فهو امن.

كثيرة هي الحكايات التي ترتقي لدرجة الخيال سمعنا عن بعضها وقرئنا عن البعض الاخر التي تتحدث عن السلوك الديني خلال حياة محمد بن عبد الله الذي حافظ على حياة الاسرى ولم يمسسهم بضرر.

لكن: هل ما نعيشه اليوم من تظرف اعمي نبته شيطانيه لا جذور لها ؟؟؟؟ حتى نتصالح مع انفسنا ولا نغالي في اغداق المدح الكذاب لا بد من الاعتراف برسوخ ثقافة الصحراء في عقولنا وقلوبنا، لا بد من الاعتراف بأننا امة الكيل بمكيالين، وأننا امه انتقائية لفكرها وتاريخها الذي كتب بحد السيف.

عدم الربط بين الماضي وما نعيشه هروب من الحقيقه، وما تشهده منطقتنا العربية من جرائم نبذته الحضارات وثقافات ما قبل الاسلام يؤكد جذورنا العنيفة، فداعش وكافة الحركات الارهابية وهابية او غير وهابيه تستمد فكرها وممارستها من تاريخنا الغارق في الظلمه والظلاميه.

لا ينفصل الهجوم الذي قام به الارهابي الداعشي على ملهى رينا التركي والذي راح ضحيته 39 انساناً وعشرات الجرحى من الذين كانوا يحتفلوا برأس السنه من جنسيات مختلفة منهم التركي والسعودي والفلسطيني واللبناني والأوروبي.

لست بصدد محاكمة الفكر الداعشي المتمثل بالإرهابيين الذين اعلنوا حربهم على البشر والحجر وأعادوا فتح اسواق النخاسه وذبح البشر باسم الله، لكن ما لفت نظري ونظر الكثيرين التعليقات الصادره على مواقع التواصل والتي تدين الضحية ولا تتطرق للقاتل الذي لا يستهدف الملاهي الليله فحسب بل طالت جرائمه البشعة المساجد والكنائس والأجنة في ارحام امهاتهم.

الفكر الداعشي الوهابي التكفيري الذي تجذر لدى البعض في منطقتنا عبر عن نفسه في الهجوم على الضحيه ولسان حاله مباركة المجرم، ما يؤكد ان كافه الترهات الذي وصفت بها الضحايا تعبر عن فكر داعشي يكمن في عقول الكثيرين ممن يعيشون في اوساطنا، هذا الفكر العفوي يفتش عن الاعذار للمجرم ويطرح الاسئلة التكفيرية التي لا هدف لها سوى ادانة الضحيه.

ان الفكر الداعشي الكامن في نفوسنا يعكس الاميه الثقافية والفكرية التي استوطنت اوساطنا، امية تنضح بالضعف والغربة وفقدان البوصله، نتحدث عن الملاهي ونتناسى تاريخنا الذي جسده المسلسل التلفزيوني حريم السلطان العثماني ولا اريد ان اسهب، وقبل حريم السلطان كانت الاماء والغلمان في العصر الاموي العباسي حيث تفوح رائحة الانحلال الاخلاقي الفاضح والشذوذ.

يحدثنا التاريخ كيف حولوا القصور لساحات للشرب وملاهي للرقص واللهو، ويحدثنا تاريخ عن امر يزيد بن معاويه باغتصاب النساء جهاراً ونهاراً وكيف حبلت الف فتاه بكر في مدينة رسول الله، ويحدثنا التاريخ عن خمريات ابو النواس شاعر القصر والخليفة الذي جسد بشعره الواقع بجداره.

استحضر تاريخنا وفي مخيلتي الفتاه ليان ناصر 19 عاما وعشرات من ضحايا الهجوم الارهابي فأقول.

يا ليان : تاريخنا رحلة دم ونبش للقبور والاغتيال السياسي، يا ليان تاريخنا يعبر عنه ابو العباس السفاح الذي اباد نسل بني اميه ولم يفلت منه حتى الرضع، تاريخنا يا ليان ويا ضحايا الدعشيه في كل مكان نبش للقبور وحرق عظام الموتي، ألا تتذكروا كيف نبشوا قبر والد ووالدة القذافي كما نبشوا قبر معاوية وعبد الملك الذي حرق العباسيون ما تبقى منه وذروه في الرياح.

ما نعيشه غيض من فيض، انهم السيف المسلط على رقابنا في المنطقه، انهم تجسيد واضح للشذوذ الصحراوي في مشيخات النفط التي تحالفت مع الغرب والصهيونيه وتستخدم الدين لضرب البنيه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للنسيج العربي، انهم ابناء المشيحات في البحرين الذين رفعوا رقصوا ورفعوا الانخاب في صحة الحاخامات والمخفي اعظم، انه الفكر الذي التكفيري الذي لن يسلم منه حتى العوام الذين انقضوا على الضحية ونسوا القاتل وهم بذلك شكلوا حاضنة لداعش دون ان يدرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي