الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2017 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام السياسي
كثر الكلام حول فشل الاسلام السياسي واغلبه كلام صحيح ومنطقي ومبرر ومسند بالوقائع والاثباتات بالصوت والصورة والفيديو ، ودوما الانتقادات في محلها .. وعادة ما تشتد الانتقادات هذه الايام بسبب قرب الانتخابات الجديدة لدورة انتخابية جديدة ، لذا فان الموضوع خطير ويفوق حدود العقل والمنطق ، حيث وصل الشعب والوطن قاب قوسين او ادنى من هاوية سحيقة لا يعرف قرارها.
فالاسلام السياسي في العراق عبارة عن احزاب ومليشيات محشورة بدين سياسي بعيدا عن الدين الالهي السماوي .. هؤلاء كانو مستعدين منذ سقوط بغداد وعملو على فرض فكر الاسلام السياسي كبديل عن الفكر السياسي الثوري و المواطنة والقومية والليبرالية ، متشدقين بمصطلحات وعبارات عن الديمقراطية وهم ابعد ما يكون عنها .. واصبحت المذاهب والمراجع هي البديل عن النظريات الفكرية الثورية المعروفة في العالم ، ذلك أن مخاطبة المواطن والانسان البسيط باسلوب ديني يكون ابسط واكثر تأثيرا وقبولا للمواطن الذي يستدرج بسهولة بالدعوات الدينية الكاذبة المليئة بالطائفية والعرقية والاثنية لكنها بنفس الوقت مغلفة بالشعارات الحضارية البراقة وملونة بالوان الطيف الديني الطائفي الباعث على الكره والبغض على المذاهب الاخرى ، رغم انها او كثير منها سموم تاريخية متوارثة عبر الاجيال ، وقد لاقت هذه البدائل ك دين السياسي قبولا ملحوظا بعد ان مل الشعب من الثوريات و الاحزاب السياسية الوطنية التي طال انتظار الفرج منها ولم يجاب للشعب اي نتائج ايجابية ممكن ان يستفيد منها المواطن لكنه ضل يتأمل دون جدوى . والان يتأمل من الاسلام السياسي خيرا عسى ولعل ان يأتي بالتغيير ..
ان زرع المفاهيم الجديدة لتقبل هذا المنهج الفكري في الاسلام الديني ، عمل به المعممين بعد ان احسو بفشلهم في الفكر السياسي للحصول والاستحواذ على السلطة ، و ايضا بعد ان ابتعد الشعب والمجتمع عن السلطة التي استحوذت عليها الدكتاتورية ، لهذا نجد ان الشعب . بعد السقوط في 2003 لم يكن امامه الا اختيار احد امرين افضلهما مر ، وهو اما الاصطفاف مع النظام و الدفاع عن الدكتاتورية او التخلي عن النظام السابق كفرصة جديدة للاسلام السياسي . فلجأ الى الاسلام السياسي رغبة واملا في التغيير ، وكانت غلطة مضافة الى اخطاء الانقياد خلف الدكتاتورية والرضوخ لها.
وما يؤكد على ان المواطنين البسطاء تصرفو بعفوية في ايام سقوط النظام العراقي السابق تعبيرا عن رفضهم للدكتاتورية حين اخذ المواطنيين يحرقون ويدمرون كل ما يجدوه للدولة لأنهم يعتبرون ان هذا المنظومات والاجهزة ملكا للدكتاتورية وليست ملك لهم او للشعب والوطن . ومثل هكذا شعب بمثل هذه المفاهيم لا تترجى منه ان يرفض او يثور او ينتفض ، قبل ان يصحح تفكيره ومنهجه العقلي وتكون له مباديء وقيم للمواطنة ، لأن الانانية الفردية في المجتمع العراقي اليوم هي الصفة الغالبة و الهدف الاسمى و الاعلى و لها الاولوية ويتسابق العراقيين فيما بينهم للفوز بمكاسب شخصية حتى لو كانت على حساب الامانة والاخلاق ، اما المصالح العامة والوطنية فهي للاستهلاك الاعلامي والدعاية الانتخابية .. حتى علامات المرور يسرقوها من الشارع ويضعوها في بيوتهم ، فأي فائدة او امل يترجى من هكذا شعب افسده قادته الى النخاع وهذا الفساد توالى على الشعب من ثورة 58 وسقوط الملكية الى الى يومنا هذا . وصدق الشاعر عندما قال:
لقد اسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب