الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يذكر الأسد في تصريحه للتلفزيون التركي بأن ذلك الإحصاء لم يكن إحصاءً للسكان، وإنما سمي بذلك تجاوزاً

محمد سعيد آلوجي

2006 / 1 / 9
القضية الكردية


أسرد الرئيس بشار الأسد الحديث مع مندوب محطة ( تلفزيون سكاي نيوز التركية ) في كثير من الأمور السياسية التي تهم المجتمع الدولي والتي لها علاقة بمسار الأحداث في منطقة الشرق الأوسط. كذلك تلك التي تتعلق بالتطبيق الديمقراطي، ومراعاة حقوق الإنسان، وعلاقات سوريا بدول الجوار، ومسائل أخرى متفرقة.
حيث حاول مندوب التلفزيون التركي استدراجه ليتحدث عن جملة من المسائل سواءً بالنيابة أو بالأصالة عن تلفزيونه أو عن جهة غير معروفة. وفي كلا الحالتين فقد اطلع جمهور التلفزيون التركي ومن يهمهم الإطلاع على الرؤية السورية في تلك المسائل.
يذكرنا ذلك بما كانت تسعى إليه وسائل الإعلام العالمية لمعرفة خبايا السلطات العراقية التي كانت تتمثل في شخص صدام حسين على أنه كان يمثل رأس النظام العراقي آنذاك، بعد أن أصبح يشكل خطراً على أمن وسلامة منطقة الشرق الأوسط في حينها، هذه المنطقة التي يشكل عدم استقرارها حالة سلبية على مصالح معظم دول العالم لكونها جاثمة على بحر هائل من النفط. إضافة لما يتضرر بها مصالح دول المنطقة بطبيعة الحال أيضاً. كان ذلك قبل حرب الخليج الثانية...، وهنا نود أن نتناول في بحثنا هذا ما كان الرئيس بشار الأسد قد أخص به الشعب الكردي في سوريا بحديثه لمندوب التلفزيون التركي. لكون ذلك يمثل محور نضالنا كأكراد سوريين وكمعارضة كردية. ليس لأن كل ما أثاره في حديثه لا يهمنا، وإنما لأن ما سنتناوله يقع ضمن اختصاصنا كمعارضين أكراد نرزح تحت أعباء ثقيلة من ملاحقات أمنية وتفرقة عنصرية واضطهاد سياسي وثقافي واجتماعي وتعريب وحزام ونتائج ما يسمى بإحصاء استثنائي ووو... بسبب انتمائنا القومي الكردي.، ولأن ما سنتناوله يهمنا أكثر من غيرنا من المعارضة السورية والتي لها ما يكفيها أيضاً من هموم ومشاكل لا تعد ولا تحصى. علماً بأننا وإياهم نرزح تحت أعباء المشاكل الوطنية كمسائل الحريات العامة وما يتعلق بحرية التعبير والأحكام العرفية وعدم السماح لنا بإنشاء أحزاب سياسية معارضة وزج معارضينا في سجون البلاد دون محاكمات وبموجب الأحكام العرفية السارية المفعول منذ أكثر من أربعة عقود ووو...، وفي المحصلة النهائية ستُكَونُ مجمل نتائج بحوثنا جميعاً " نحن كمارضة سورية " رؤية متكاملة عن فكرنا وصورة حقيقية للمطالب الشعبية السورية والتي تهم سوريا كوطن بشكل خاص والمنطقة والعالم بشكل عام.....
هنا يمكننا أن نبحث فيما كان قد أخص به قناة الجزيرة سابقاً حول القضية الكردية في سوريا والذي كرره في حديثه هذه المرة أيضاً وأكد على أقواله السابقة. حيث سبق له أن اعتبر الشعب الكردي جزءً مهماً من النسيج السوري. هذا الشعب الذي دخل بقوة في المعادلة الوطنية السورية بعدما استفحلت حوادث قامشلو على أعقاب مباراة لكرة القدم بين فريق الجهاد التابع للمدينة والفريق الضيف الثقيل على مدينة قامشلو، وهو (الفريق الديري ) في آذار عام 2004 (حيث عرفت فيما بعد بانتفاضة الشعب الكردي في سوريا). تلك الانتفاضة التي بدأت بالاحتجاج على مقتل ثلاثة أطفال على أرض ملعب مدينة قامشلو الجريحة، حيث سارعت السلطات السورية كعادتها على قمع المحتجين بأمر من محافظ الحسكة "العنصري سليم كبول" لصالح الفريق الديري غير مبالية بمشاعر المحتجين ولا بما أسيء إليهم. فقمعت الجماهير المحتجة ومضت في قتلهم، فسرعان ما انتشرت الاحتجاجات لتعم كل المدن الكردية في سوريا. وتتعداها إلى المدن الداخلية السورية حيث يتواجد فيها الأكراد. تلك الحوادث التي راح ضحيتها حوالي ثلاثين شهيداً كردياً وجُرح على أثرها بالمئات واعتقل الآلاف منهم...
جاء حديث الرئيس هذه المرة كما أسلفنا تأكيداً لما كان قد أدلى به لقناة الجزيرة ، مضيفاً على أقواله تلك ( بأن الأكراد ليسوا دخيلين على سوريا ) ولطالما حاولنا أن نوضح هذه الحقيقة للرأي العام العربي والعالمي. لكنه استدرك في حديثه مع التلفزيون التركي ما لم يحاول إثارته في المرة السابقة. ربما لحساسية الأوضاع في تلك الفترة حيث قال (بأن المشكلة الكردية في سوريا هي مشكلة فنية " تقنية " ناجمة عن عدم دقة تطبيق الإحصاء، وعلى أنها ليست مشكلة سياسية، نعمل على إيجاد الحلول لها ( أي لمشكلة الإحصاء ).، ، وكأنه أراد أن يبرر عدم دعم أقواله السابقة بإصدار مراسيم وقوانين يعترف بموجبها بأصالة تواجد هذا الشعب على أرضه التاريخية، وعلى أنهم يمثلون القومية الثانية في البلاد. متناسياً بأن الظروف الحالية المحيطة بسوريا ونظامه هي أكثر حساسية من سابقتها وبامتياز.
كان أولى به أن يعترف بهذا الشعب الذي يمثل حوالي 13% من عدد سكان سوريا. عندها كان لا بد أن يتعزز بذلك اللحمة الوطنية لا سيما في مثل هذه الظروف الحرجة والتحديات التي تواجه نظامه والذي بات يتقاذفه الاتهامات من كل حدب وصوب. علماً بأن مجمل الأحزاب الكردي كانت قد قامت في ذلك الوقت بتهدئة انتفاضة شعبهم ومنعها من أن تتفاعل أكثر مما وصلت إليه. بقصد دفع الأمور نحو لحمة وطنية كما كانت قد صرحت بها تلك الأحزاب في ذلك الوقت..؟.!!.
هذا وإذا ما حاولنا الرجوع إلى القسم الأول من تصريحه عن الأكراد وهو ( بأن الأكراد ليسوا دخيلين على سوريا ). فهذا يعني بأن الأكراد السوريين شعب غير مهاجر كما كانت تدعيه السلطات السورية المتعاقبة. وهذا ما يحتم على الرئيس والسلطات السورية المؤتمرة بأمره أن يتعاملوا مع قضية هذا الشعب العادلة بكل حقائقها القومية والتاريخية والوطنية وبمنتهى العدالة دستورياً وقانونياً. وليعلموا بأن المشكلة الكردية ليست مشكلة تقنية أم فنية، وإنما هي مشكلة سياسية بكل ما لتلك الكليمات من معان. وليرجعوا إلى الأوامر والتوجيهات السابقة المدونة في الأرشيفات السورية المحفوظة، والتي لا بد أن يجدوا فيها بأن ما سمي بالإحصاء الاستثنائي المطبق في الجزيرة لم يكن إحصاءً على الاطلاق. وإنما سمي بذلك تجاوزاً وتحايلاً على المصطلحات القانونية، وعلى أبناء منطقة الجزيرة وباقي المناطق الكردية والذين اكتووا ليس فقط بنيران تلك السلطات التي سبقتهم في تطبيق تلك الإجراءات العنصرية وحسب، وإنما بنيران من استمروا على بقائها سارية المفعول حتى الآن. راجع ما يدرج تحت هذه العارضة..
http://www.binxete.net/Jimaracezire/Jimaracezire.htm
ومن تلك الاجراءات العنصرية أيضاً المطبقة بحق شعبنا ما سمي بالحزام العربي المطبق في الجزيرة أيضاً. "يمكنكم أن تراجعوا هذا الموضوع من خلال تتبع هذه العارضة أيضاً ". http://www.binxete.net/Besha_Kemberaerebi/Kemberaerebi_Esas.htm .
كذلك التعريب ( تعريب أسماء المدن والقرى والمزارع الكردية والتي تتوضح بعض منها في المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري والخاص بالدراسات العسكرية في مجلداته الخمسة والذي أنجز بإيعاز من الرئيس الراحل حافظ الأسد وبرآسة مصطفى طلاس هذا المعجم الذي يورد أسماء بعض من القرى كما كانت وكيف أصبحت بعد تعريبها. كذلك يظهر خرائط تاريخية لمنطقة الجزيرة قبل أن ترسم الحدود السورية وبعدها وكيف كانت متصلة حتى ديار بكر التي تحدها من الشمال جبال كردستان). للإطلاع على هذا الموضوع تابعوا هذه العارضة. http://www.binxete.net/Bajaren_kurdistana_Binxete/Bajaren_Kurdistanabinxete.htm
عليهم أن يعترفوا بوجود الشعب الكردي التاريخي في سوريا دستورياً، وعلى أنهم سكان أصيلون كما صرح به الرئيس فليست تصريحاته زلة لسان. فهو يمثل قمة السلطات التشريعية والتنفيذية في سوريا..وووو.
إن الأرض التي يعيش عليها أكراد سوريا هي امتداد طبيعي لكردستان ككل. يكمنكم الاطلاع على بعض الحقائق في هذا الموضوع من خلال النقر على هذه العارضة. http://www.binxete.net/Besha_Erebi_Erd_Netewe.htm
وأن الأكراد لا يطالبون بالانفصال عنها، ولا بالانضمام إلى أية دولة أجنبية على الإطلاق. وإنما بالعيش عليها بأمن وسلام مع باقي الشعوب السورية. على أن يُعترف بوجودهم دستورياً، كثاني أكبر قومية في سوريا. وأن تعزز حقوقهم الوطنية وتثبت بموجب قوانين تصدر بذلك الخصوص، وأن يعوضوا عما ألحق بهم من مظالم ومآسي...
عليهم أن يعترفوا بالحقائق كما هي وهم يعلمون جيداً كيف ومتى ضم قسم من الأكراد وجزء من كردستان إلى سوريا وبموجب أية معاهدات بين الحلفاء تم ذلك ( كما في معاهدة سايكس بيكو 1920,23 وقبل أن ترسم الحدود السورية وأن يكتب الدستور السوري ). وإننا إذ نفتخر بانتمائنا القومي. كذلك نفتخر بانتمائنا الوطني أيضاً وبوجودنا ضمن الحدود السياسية الحالية لسوريا أيضاً...
لم يذكر الأسد في تصريحه للتلفزيون التركي بأن ذلك الإحصاء لم يكن إحصاءً للسكان، وإنما سمي بذلك تجاوزاً. للتحايل على أبناء شعبنا بقصد تطبيق توصية من توصيات العنصري البغيض "محمد طلب هلال عن دراسته لمحافظة الجزيرة " وأنه سمي بالإحصاء بهدف تسجيل أسماء أكبر عدد ممكن من الأكراد في جداول بقصد أن تسحب منهم جنسياتهم لاحقاً وتم ذلك بالفعل، كان الهدف النهائي من ذلك الإجراء في وقته. هو ترحيلهم إلى خارج سوريا. حيث قامت السلطات السورية بالفعل على طرد الكثيرين منهم إلى تركيا بعد أن ثبتت أسماؤوهم في جداول. لكن السلطات التركية أعادتهم إلى سوريا واشترطت قبولهم مواطنين أتراك بشرط أن يتم تحويل أراضيهم وممتلكاتهم إلى أملاك وأراض تابعة لتركيا أيضاً حيث تفاجاءت السلطات السورية بتلك المطالب. فاضطرت بعدها لإبقائهم على أراضيهم ولكن هكذا بدون أي رادع قانوني أم أخلاقي بعد أن جردتهم من كافة حقوقهم المدنية والعسكرية....
عليهم أن يساعدوا هذا الشعب ليأخذ مكانه الطبيعي بين أقرانه العرب في حكم سوريا تشريعياً وتنفيذياً وإدارياً. وأن يرفع عنهم كل ما يميزهم سلبياً عن الشعب العربي، وعلى أن يزيلوا ما طبق بحقهم من إجراءات لا قانونية وإدارية سواء الصادرة عن دوافع عنصرية أم مزاجية. أم الصادرة بموجب قرارات وقوانين استثنائية ووووو..إلخ. إن كانوا صادقين في تصريحاتهم وادعاءاتهم بأنهم يستندوا إلى قواعد شعبية حقيقية. إن القواعد الشعبية الحقيقية العربية منها أم الكردية أم غيرهم غير ممثلين في ذلك المجلس الشعبي الهزيل ( البرلمان السوري ) الذي لا يمكنه أن يناقش إلا عندما يؤمر، ولا يمكنه أن يصادق على أي قانون إلا بما يؤمر به....ووو، وليعلموا بأن القواعد الشعبية الحقيقية هي التي تمثل الرأي الأخر وأن خيرتها تقبع في سجونهم ووراء قضبانها، أو أن بعضها تعيش في المنفى بانتظار العودة إلى أرض الوطن.
فادخلوا مع شعبكم في مصالحة وطنية إن كنتم ترغبون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقبل فوات الأوان. أم قبل أن تفلت زمام الأمور من أيديكم....

محمد سعيد آلوجي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية