الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش فوق سياسات الجنون - 16- نضال القادري

نضال القادري

2006 / 1 / 9
المجتمع المدني


وليد جن...!!

ديمقراطيون في السياسة، رغما عن أنفك يا بسمارك!!! مقال مؤرخ بتاريخ 02/04/2005، كتبته بعد تهديد سيد الإقطاعيين وليد بيك جنبلاط لإرادة الشعب في لبنان قائلا بأننا (لم نعد وحدنا)، حيث أوردت فيه:"بعد اليوم، لا يمكن للمتابع أن يحار أمره في السياسة اللبنانية، فكل شيء وارد وقابل للعيش وللمساكنة، أو حتى للزواج بالإكراه، فالقوى المتصارعة لا تصطف على مشروع واحد، ولا تختلف على مشروع واحد، ولكل فصيل من أطرافها أغنيته الخاصة ومعزوفة الخاصة، ويسانده حلفاء في الداخل والخارج، وخير تعبير ما قاله زعيم المعارضة وليد جنبلاط:"الأن لم نعد وحدنا، نحن أقوياء..". لم يشر السيد جنبلاط إلى ما كان يقصد بذلك، ولم يفسر للذين معه، وحتى لمن هم بأضداد، ما معنى كلامه، فقط كان يرفض لغة التخوين، وبنبرة مسعورة كان يطلق التصريحات والرسائل بكل تشكيلاتها يمنة ويسارا، فهو القوي بعد اليوم ـ لم يعد وحده ـ يطلق أبواق معركة (السيادة والحرية والإستقلال)، مستعينا بحلفائه الجدد الذين لم يسعفوا لبنان طيلة 30 عاما مضت، إذا أخذنا بعين الإعتبار بأن لبنان كان أسيرا "محتلا" خلافا لإرادة أبنائه، طيلة المدة المذكورة من قبل دولة دخلت على أراضيه بالإكراه في وقت كان الموت مجانيا من دون مقابل، وربما قد نسي "الزعيم" أن فاقد الشيء لا يعطيه وأن المبشر بسيادة لبنان لا يجب يستعين بأعداء الأمس "أمريكا / إسرائيل" مباشرة أو بالواسطة لإحلال سيادته الخاصة ويرفع العلم الفرنسي فوق جثة الوطن القتيل".

أما اليوم، فما الذي تغير اليوم؟

الأمور تزداد وضوحا، فالإدارة المدنية في الجبل (جبل لبنان) التي شاعت إبان الحرب تحولت اليوم إلى إدارة مدنية للطائفة الدرزية بدءا من الإطباق والأمساك بقانون أحوالها الشخصية والمدنية وتعيناتها العسكرية نزولا حتى النواطير وأكلي العنب ورجوعا إلى صندوق "المهجرين" أو المستهجرين من الألزام الإشتراكيين، يقاسمه في إدارة توزيع الضفة المقابلة من الجبنة الشيخ سعد ولد الحريري، والخصم السابق: مجرم صبرا وشاتيلا ومهندس الإغتيالات، قاتل رشيد كرامي رئيس حكومة لبنان، الذي سجنه رفيق الحريري 11 عاما، والذي ألغى صليبه المشطوف بالمناسبة بعد موت الشيخ رفيق، هذا المجرم الطليق سمير جعجع الذي أعلن معموديته المقدسة مع من فاتهم القدر من سكينه الطائفي فبقوا على قيد الحياة أو الموت (لا فرق)!! وغذا اكتملت رياح الأقدار الأجنبية على يده ووصل إلى ما يحلم به، فبئس رئاسة الجمهورية ومنصبها ومعلفها ومسلخها وسيد إجرامها، وبئس الحكيم الذي ينجر أسنانه ليطحننا بها عندما يصل به الشيخ "سعد" إلى مئذنة بعبدا.

أيضا، ما الذي تغير اليوم؟

إبن سوريا المدلل في لبنان، الاقطاعي وليد جنبلاط، يحث حلفاءه الجدد في الإدارة الامريكية على احتلال سوريا على غرار ما فعلت في العراق، مذكرا الأموات والتنابل، وأيضا مهددا العقلاء عبر صحيفة "واشنطن بوست" بتاريخ 01/05/2006 بأنها غزته باسم "حكم الاغلبية"!!! السؤال الذي لم يخطر ببال الثلاثي الوقح (وليد، سعد وسمير) أنه ماذا لو طالب فريق لبناني أخر مدعوم من الخارج بإحتلال لبنان على غرار ما فعلت أميركا أيضا بالعراق و "بسوريا" كما تطلبون؟! هل سيبقى للمسيحيين في لبنان "مرقد عنزة" في كل أمور حياتهم السياسية والوظائفية وغيرها بما فيها رئاسة الجمهورية؟! ماذا لو طالبت الأكثرية الشعبية على غرار ما يحصل في العراق و (سوريا) بحكم لها لاحقا؟ هل ستقبل البطريركية اللبنانية ومجلس مطارنتها الكريم بواقع الأمر؟! وهل سيقبل الشيخ "سعد" أن تحكم الأكثرية الشيعية في لبنان وتحديدا حزب الله وحركة أمل؟! الاكثرية الشعبية في لبنان ستطالب بحكومة إسلامية جعفرية، هذا حكم الأغلبية.. ونحن من يعرف أيها البيك الإشتراكي بأنك ديمقراطي في السياسة رغما عن أنف بسمارك!!! بمنتهى الليقاقة نقول: الروح الرياضية مطلوبة، والنقاهة لك ولحزبك ولأزلمك مطلوبة أيضا، ورفقا لا نريد مزيدا من خفة تصاريحك، ولا نريد إستخفافا بالتاريخ القريب وبعقول المواطنين الأبرياء.. نحن لا نريد مخملا وألوانا جديدة، لا نريد أرزا ولا ثورات دخيلة.. لا نريد عفتك يا سيد القتل والمذابح، يا "سلوبودان" لبنان لا نريد عهر الأذلاء، فقط إرحل مع كل العبيد إلى بلاد تشبهك فإن للخيانة في بلادي تعريف واحد ورأس واحد وجسد واحد، ليس للخيانة ألوان.. وأيضا، نحن لسنا وحدنا.

أقليات وديناصورات:

علق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالكثير من الغبن واللوم بتاريخ 01/01/2006 على طريقة تعامل قوى من داخل الحلف الرباعي، الذي نشأ بعد الإنتخابات النيابية المشوهة التي أعقبت مقتل رئيس حكومة لبنان سابقا رفيق الحريري، والذي يشكل حزب الله أحد أطرافه، فوجه كلامه خصوصا للأطراف التي وقع حزبه ضحية خديعتها في الإنتخابات كما في السياسة وتحديدا للحزب التقدمي الجنبلاطي وللقوات اللبنانية فقال:"لسنا خائفين ومحتاجين الى بعض الكلمات لكنه اختبار يسقط فيه من أخلف بالتزاماته، والمقاومة باقية وصامدة والشعب اللبناني باق وقادر وفاعل، ومن أراد أن يطبق الدستور على قاعدة الاكثرية والاقلية فهو يستطيع أن يفعل هذا وأن يجر هذا الامر على كل شيء في البلد، علما أن ما يمثله مجلس النواب هو عينة غير دقيقة، مع ذلك إن أرادوا أكثرية نيابية أو وزارية فليقبلوا أيضا الاكثريات الاخرى الشعبية والممثلة، وبالتالي يجب إعادة النظر بالديموقراطية التوافقية لنختار ديموقراطية أخرى لها علاقة بالمغالبة وعندها على الآخرين أن يتحملوا مسؤوليتهم لأنه طرحهم ولأنه استغلال للحظة".

غدا، وبسحر من عصى "موسى" التى نسيها في دهاليز لبنان الوسخة، هذه العصى العاهرة التى ينتشي أهل السياسة في ضروبها العامرة فوق جثة الوطن القتيل، ستقوم مجموعة من الكذابين اللبنانيين بالتظاهر بالوطنية وإلتزام إتفاق الطائف والتغزل بالوطن الواحد وبالعيش المشترك وربما أيضا بالمذابح المشتركة (ويلعن أبو الغريب اللي فرق بيناتنا)، وكأن لبنان خال من المشاكل والمجرمين والسارقين بدءا من بنك "إنترا" إلى ما بعد "المدينة"، ومن بوسطة عين الرمانة إلى أحداث الضنية وشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا يومها ( 11 شهيد من طائفة واحدة، غبن مسيحي)، وبدءا من الزمن الذي اغتالوا مع انبلاج فجره في 8 تموز عام 1949 زعيم الحركة السورية القومية الإجتماعية أنطون سعادة وصولا إلى مجزرة الموظف أحمد منصور في وزارة التربية "الوطنية" بزملائه (المسيحيين) وما رافقها من دوافع عظيمة باعتبارها عملا (ووطنيا)!!! هذا هو لبنان، فهل يكفي أن يقول مفتي الجمهورية اللبنانية أو بطريريك الموارنة (وسائر المشرق) أن الأمور ليست على ما يرام حتى نعي مشاكلنا وعللنا؟! وهل يكفي أن تكون أكثرية في فرقة طائفية ما تصطف في طابور معين مقابل أقلية أو أكثرية بالمقارنة حتى يقال أن هذا التجمع وطنيا، وأن الطابور الأخر لا يمثل إلا أشخاصه؟! وهل أن السياسة تفهم فقط كما أرادها "بسمارك" أي 51 (حمارا) منتخبا يتحكمون برقاب 49 لإخوة لهم قد غلب الله على أمرهم؟! ربما كانت هذه الديمقراطية الأكثرية على قدر عال من الصحة في زمن لا تحسب فيه نسبة القوة والنفوذ للسفارات الأجنبية وأجهزة الإستخبارات، إلا أن "بسماركة" لبنان قد طوروا الفكرة وكانوا تقدميين في الطرح فخلقوا نظرية "النوعية"، وأحسنوا تبديلا في نظرية "العددية"، فصارت الديمقراطية تحت الطلب وحسب الحاجة، وما كان الله في بلادي ليحب الديناصورات!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين