الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشق الوهم ، و جنون الحب في الصحارى .!

ميشيل زهرة

2017 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كالعادة ،عندما نفكر في هذا الأمر ، نضغط على الصدغين ، و من نتيجة التفكير يتولد سؤال كبير :
لماذا هذا الجنون الذكوري في العشق ، لم يولد إلا في الصحارى ..و الشرق أوسطية منها على وجه الخصوص ..؟؟
سمعنا ، و قرأنا عن حالات عشق مدويّة في أماكن أخرى من العالم ،لكنها لم تصل حد الجنون ..لعلي أريد القول : إن هذه التجربة المتميزة ، وليدة البيئة الصحراوية ..حيث الصحراء ، كبيئة ..ممتدة ..و مسطحة ، و مكشوفة على مدى النظر لمن يقطنها . و هذا الامتداد الللامتناهي ،ينتج عنه تسطّح في زمن القاطن ، و وعيه ، و استقامة في روح الصحراوي ، و و ضوح شفاف ..الصحراء لا مخبأ فيها ، و لا منعرجات ، و لا ظل تحت الشمس اللاهبة التي لا ترحم ..هي أم قاسية ، و صلبه ، لا ترحم أبناءها ..و لا تؤمّن لأبنائها الخلوة التي من المفترض ، التنفيس فيها عما يعتلج في الروح من حنين للآخر الولهان ، بعيدا عن أخلاق الجماعة ( القبيلة ) و هذا ما يجعل البدوي ، الصحراوي ، يتوهج حنينا ، و هياما ،متراكما تجاه من يهوى .فينشدّ العصب لديه ، كوتر قوسه ، أو وتر ربابته التي يحملها و يغني ، غناء بطيئا كبعيره ، و بطء أيامه المليئة بالجور ، و الظلم من كل ما يحيط به ..وبالتالي يجعل هذا الوضع القائم الجملة العصبية للبدوي هشة بمقدار توترها أمام المؤثر العاطفي ..!! لذلك هو مغال في عواطفه .
نراه يقتل إن كره ببساطة . كطفل يُحطّم ألعابه ، لأنه في العمق ، لم يتعدّ الفطام ، رغم أن البيئة ، الأم ، فطمته بقسوة عن كل شيء . و إذا أحب هذا الكائن يحب بمقدار ما يكره ، و يهيم فيمن يحب ..إلى درجة الوله . و هذا ما ولد في المكان كائنا خرافيا أسماه : الجن ..! فكانت المحبوبة ،تأتيه على هيئة جنية ، و تشتغل المخيلة المريضة عشقا ، في تنزيه الحبيبة عن الدنس ..حتى أنه يرفعها إلى مستوى فوق مستوى البشر ..لا تبول ..لا تغوط .. لا تاكل ...و إلى آخر ما هنالك من صفات قدسية ..و هذا ما أوجد ( الكذب المقدس ) عند الصحراوي ..أو الوهم في وعي ابن الصحراء ، و ما أدراك ما الوهم ..!!؟
في الجبال ، و الغابات ،و المناطق النهرية يختلف الأمر .. فلا أظن إن حالات الجنون ستحصل ..! هنا ، في البيئة المعقدة ..ما أسهل أن يرتوي عطش العاشق ، فيؤنسن حبيبته ، و لا يرفعها إلى مستوى الوهم ..في تلك البيئة يسهل الاختفاء ، و الإلتفاف على قوانين الجماعة . و على فكرة لا حضور للجن في هذه البيئة ..!!
لقد أعطت هذه البيئة ، غير الصحراوية ،المعقدة ، لقاطنها جملة عصبية متميزة ، تجعله أكثر التواء ، و انحناء ، و مرونة مع عواطفه ، و قواه النفسية الأخرى و هيجاناتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا