الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النوم في أحضان داعشية

طارق المهدوي

2017 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النوم في أحضان داعشية
طارق المهدوي
على مدى ربع قرن زمني كانت صديقتي الحسناء تشارك ندماء السمر الماركسيين والليبراليين أماكن تجمعاتهم وسهراتهم الليلية الصاخبة دون أن يدخل جوفها شيء مما يشربونه أو يدخنونه سوى بعض مأكولاتهم، وكانت ترتدي الأزياء الحديثة التي تكشف جسدها بأكثر مما تستره من أعلاه وأوسطه وأسفله دون أن تسمح لرجل أن يلمسها سوى عند تقبيل وجنتيها في الترحاب والوداع، وكانت تدفع الأموال والهدايا بسخاء للحصول على أفضل المواقع الوظيفية الأفقية والرأسية والجغرافية في جهة عملها الرسمية المرموقة حتى إنها أصبحت محل ثقة الرجل الثاني على سلم أهمية قيادات الدولة المصرية، ولكن مع مرور الزمن وتعاقب الأحداث اتضح لي أنها قاسم مشترك أعظم في وصول عدة تسريبات معلوماتية إلى الإسلاميين الجهاديين حول يوميات المجتمع المدني المصري بما ترتب عليها من عمليات "جهادية" راح ضحيتها بعض الماركسيين والليبراليين، حتى إن معلومة مفبركة جيداً ليس لها وجود سوى في خيالي وصلتهم بعد تسريبها العمدي مني إليها ليسارعوا استناداً عليها بتنفيذ عملية "جهادية" طائشة، وفي ظل وجود شبهتين أولاهما أن تكون التسريبات قد اعتمدت على معدات تنصت متطورة زرعتها في محيطي الأجهزة الأمنية ومنها انتقلت إلى الجهاديين بشكل أو آخر وثانيتهما أن تكون صديقتي مجرد مصدر تسريب حسن النية لأحد الجهاديين الملتصقين بها، ولأن الشبهات تمنع إطلاق أو توجيه الاتهامات فقد كان لابد لي من إجراء اختبار مباشر لها فقمت بزيارة صباحية مفاجئة إلى منزلها المجاور لمنزلي، حاملاً معي قفص فاخر يحوي كلب زينة أبيض صغير ينتمي إلى سلالة "شيتزو" التي يميزها جمالها وارتفاع أسعارها بعد استئجاره من أحد محلات بيع الحيوانات الأليفة، راجياً إياها الاحتفاظ بالكلب في منزلها ريثما أخرج من المستشفى عقب إجرائي عملية جراحية اضطرارية وعارضاً عليها تكاليف غذائه لمدة أسبوع مع اعتباره هدية مني لو حدث لي مكروه داخل المستشفى، فإذا بها ترفض دخول الكلب المسكين من باب منزلها أصلاً قائلة بلهجة عامية مصرية فورية قاطعة: "هو انت عاوز الملايكة ما يخشوش بيتي واللا عاوز ثوابي ينقص قيراطين عن كل يوم تقعد فيها النجاسة دي جوة بيتي"، وعقب أيام قليلة من "موقعة الكلب" كانت صديقتي الحسناء قد نفذت كل تعليمات جماعتها الجهادية عبر قطع علاقتها معي والتوقف عن ارتياد أماكن تجمع الماركسيين والليبراليين واستبدال كافة أرقام هواتفها بأرقام جديدة سرية، وعقب أسابيع قليلة كانت قد استقالت من عملها الرسمي وارتدت الحجاب ثم سافرت لأداء العمرة في الأراضي الحجازية ومنها إلى تركيا حيث استقرت كاشفة عن زواجها القائم سراً منذ فترة طويلة بأحد قادة الإسلاميين اللاجئين هناك، أما أنا فلم يفاجئني كثيراً اكتشافي لحقيقتها الداعشية فقد سبق أن مر على حياتي ما هو أغرب من ذلك ولكنني فوجئت بالفارق الكبير في المهارات القتالية بين أداء المجاهدين الداعشيين اليقظين من جهة وأداء خصومهم السياسيين الغافلين من الجهة المقابلة!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah