الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قال أن الاخوان يشكلون ثقلاً في الشارع السوري ..؟1

خليل صارم

2006 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاأدري من يقف خلف هذا القول الغبي .. وعلى مايبدو أن من أطلقه يخفي نوايا خبيثة ترمي الى تكريس انشقاق في الشارع السوري .. انطلاقاً من زرع وهم ..أو كذبة تترك تأثيراً غير مباشر لدى بقية الشرائح .. فيتعامل الأغبياء في هذه الشرائح مع أبناء الشريحة الأكبر على أنهم جميعاً أصوليون ومؤيدون للإخوان .. وهذه هي اللعبة الخبيثة التي يستثمرها الإخوان ببراعة وخبث . وبالتالي يعتمدون في اللحظة المناسبة على ضرورة حدوث اصطفافات تلقائية اعتماداً على ردود الفعل .
- طوال تاريخ الاخوان في الشارع السوري لم يشكلوا نسبة تذكر .. ومن مايزال حياً ممن عايشوا مطلع الخمسينات من القرن الماضي يتذكر أنه هؤلاء لم يقدروا أن يطلعوا بممثل في المجلس النيابي الا بشق النفس واثر تحالف مع بعض القوى التي تتناقض معهم فكرياً .. بمعنى أنهم لم يكونوا يشكلون وجوداً يلحظ في الشارع .. هذا الوضع لم يتغير على الاطلاق .. لولا الدعم الأمريكي لقياداتهم العالمية في مرحلة الثمانينات .. لدفعهم باتجاه إفغانستان بغية تشكيل مستنقع يزداد تورط الاتحاد السوفييتي فيه ويشكل عبئاً عليه .. مع أن الدعم الأمريكي لهؤلاء قد بدأ قبل ذلك ومنذ لحظة ظهور ماسمي بحلف بغداد . مع ذلك هم لم يشكلوا أي ثقل في الشارع السوري .. بل كانوا شبه معزولين وأفكارهم لم تلق أي قبول يذكر . ذلك أن الشارع السوري .. هو بتركيبته شارع منفتح بعيد كل البعد عن الحالة الطائفية .. بمعنى أنه شارع وطني نشأ وفق مفاهيم ديمقراطية بامتياز خاصة وان الحكومات الأولى التي عرفها كانت ديمقراطية .. ولنلاحظ أن أغلب الخلافات التي كانت تحدث في هذا الشارع هي خلافات ذات منشأ سياسي .. من هنا يجب أن ننظر الى محاولة هؤلاء اللعب على الوتر الطائفي في حوادث اواخر السبعينات ومنتصف الثمانينات . بقصد شق الشارع السوري .. ومنذ تلك اللحظات وهؤلاء يعمدون الى استثمار تداعيات تلك الفترة .. من خلال النفخ في الحالة الطائفية ..من تحت الطاولة يعينهم في ذلك غباء السلطة وفسادها وتشتت قوى اليسار والديمقراطية ..والعلمانية بشكل عام .. وغباء القوى القومية التي شكلت المقابل التنافسي وكومات الأخطاء التي يخلفونها وراءهم مع كل حركة وشعار يطرحونه .
- الأغبياء والحمقى يستفزون الشارع بطروحات ومواقف سخيفة تخلق ردة فعل .. والقاعدة تقول .. أنك اذا هاجمتني بسبب انتمائي سواء كان عرقياً أو طائفياً فانك ستفرض علي الاصطفاف العرقي أو الطائفي كردة فعل تلقائي بحثاُ عن الأمان .. أما اذا كان الخلاف سياسياً فالاصطفاف السياسي لايشكل أية مشكلة على اعتبار أن القوى السياسبة ..تضم كافة ألوان الطيف الاجتماعي .. لقد سادت فترة .. كان البعض يرى في كل مصلٍ أنه مؤيد للاخوان .. مع أن هذا نفسه يقيم الشعائر .. ولكن منطق الموالاة الأحمق والمنافق هو الذي فرض نفسه .. رأى الإخوان في ذلك فرصة لتأليب الشارع .. فركزوا تركيزاً على ثقافة الشعائر بأي شكل من الأشكال .. كان المطلوب .التمايز عن باقي المجتمع بحركات ولباس وشكل .. مثلاً أن تحمل عود سواك بشكل دائم .. يعتبر اشارة تمايز .. كذلك الذقن ..أو اللباس .. أو غطاء الرأس ..الخ . ثم بدأ قصف شديد وزخم هائل من الفتاوى المختلقة لأي مظهر من مظاهر العلاقات داخل المجتمع كما تم إحياء بعض الفتاوى المتعصبة جداً والتي يرفضها المجتمع أساساً ويعتبر أن لاعلاقة لها بالدين ويرفض صاحبها .. وهكذا حقق هؤلاء مايشبه الاصطفاف التلقائي ..ساعد في ذلك كما ألمحنا الكثير من الغباء والحماقة من قبل الأجهزة .. وسلوكيات الفساد القبيحة التي طالت كافة مناحي الحياة .. التي قابلها المجتمع بفرز الكثير من أنماط السلوك المغلفة بالمظاهر الدينية .. كبادرة احتجاج دون إمكانية اعتبارها مواقف سياسية .. من هنا ظهر الشارع وكأن نسبته العظمى مؤيد للأصولية .. وهذا غير الواقع في حقيقة الأمر .. وهكذا استفاد الاخوان من كل هذه التناقضات وأظهروا أنفسهم كمتحكمين في هذا الشارع .
- لقد ابتلعت قوى اليسار والديمقراطية الطعم وتعامل بعضها معهم على هذا الأساس .. فحاولوا كسب ودهم .. الأمر الذي منح هؤلاء المزيد من الدفع باتجاه السيطرة واستثمار الظاهرة الجديدة .. لهذا فقد جعلوا من أنفسهم المتحدث مطلق الصلاحيات باسم طائفة بأكملها ونسيت قوى اليسار والديمقراطية أنها في غالبيتها أصلاً من أبناء هذه الطائفة .. وانه بالتالي لايحق للإخوان احتكار التحدث باسم هذه الطائفة ..ومصادرتها لحسابهم
- لم نرى الاخوان وكافة القوى الاصولية الخارجة من عبائتهم . تعمل على التركيز باتجاه المنظومة الأخلاقية في المجتمع .بحيث يتحقق الدفع باتجاه تطور المجتمع وبالتالي ترسيخ المباديء السامية .. بينما كان التركيز على الشعائر فقط .. الأمر الذي ساعد في كبح جماح التطور المطلوب .. بتناغم تام مع قوى الفساد في المجتمع والسلطة ..فهل كان هؤلاء حلفاء ينسقون مع بعضهم من تحت الطاولة ..سنحاول متابعة القراءة .
- يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس