الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والفكر الديني ( 1 )

سعادة أبو عراق

2017 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين والفكر الديني( 1 )
بين الدين والفكر الديني مقدار شعرة أو أقل ، فهما متلاصقات حد التلاحم ، وان التفريق بينهما هو من الدقة بمكان أن تعرف ما هو عقلي بشري ، وما هو ديني إلهي ، ذلك أن الخلط بينهما هو ما أدى إلى صراعات دينية وتجاوزات على الدين وعلى العقل البشري والحياة الإنسانية، وإن هذا الموضوع لمن الأهمية بمكان أن يتولى توضيحه كل من له حرص على الدين وعلى الحياة الإنسانية.
1- فالدين هو ما أنزله الله على الناس ليعرّفهم على نفسه وعلى متعلقات الحياة الأخرى من بعث وحساب وعذاب وجنة ونار، فالله جل وعلاه مفارق عن الطبيعة ، بمعنى أنه ليس هو من هذا الكون الذي خلقه، وبما أن عقولنا البشرية هي مخلوقة، وقدرتها على الفهم والمعرفة لا تتعدى حدود الطبيعة، ما ظهر منها وما خفي, لذلك فإنها غير قادرة على تجاوز قدرتها لمعرف الله، والبعث والجنة والنار وغيرها من تلقاء ذاتها.
2- بما أن قدرتنا البشرية غير قادرة أن تعرف ماهية الله، كما تعرف مكونات الطبيعة الأخرى، لذلك فإن الله أرسل أنبياءه بقدرات خاصة استطاع بهم أن يعرف نفسه إلى البشر، وكان على الناس أن يصدقوا الأنبياء بما يقولون، ولكن ما حصل أن الناس لم تكن لهم في عصور البداوة والتخلف الذي يقرب من الحيوانية، القدرة على فهم ما يقوله الأنبياء فكذبوهم بل قتلوا بعضا منهم.
2- ولكن بقي لكل نبي مجموعة من الأتباع أو الحواريون أو الصحابة حملوا الفكرة بما أوتوا من قدرة على تصور الله في وجدانهم، وكان عليهم أن ينشروا هذه الدعوة بين الناس، ليخلقوا في المجتمع وحدة تصور ووحدة تفكير وتوجه .
3- من هنا ابتدأ الفكر الديني حيث انتهى التنزيل بموت الأنبياء ،فالأتباع أو الحواريون أو الصحابة اخذوا الفكرة الدينية، وهي كما سمعوها من الأنبياء، وحينما نقلوها إلى الآخرين، نقلوا فهمهم للدين الذي سمعوه، إذن هم نقلوا فهمهم الذي عبروا عنه بفكرهم، أي أنهم قالوا فكرا دينيا، وهو فهمهم للدين، وليس هو الدين، ولو كان ما قالوه دينا، لكانوا ورثة للنبي، وكان قولهم مكملا للدين.
4- وعلى مدى العصور والأزمان التي تلت موت النبي/ أي نبي/ هناك دراسات ووجهات نظر واختلافات في الفهم والتأويل، وكل من تكلم أكان هذا مشهوراً ومعروفا وعبقريا، أو كان بسيطا يحاول التفكير، يكون قد مارس الفكر الديني.
5- بالنسبة إلينا نحن المسلمين فإن النص القرآني هو الدين, لأنه كلام الله الذي تم تدوينه بما لا يدع مجالا للشك في صحة النصوص التي أنزلت، وأنها يقينا هي كلام الله، وبالتالي هي الدين، لذلك نقد القرآن هو نقد للدين، وإن إنكار آية واحدة أو سورة واحدة هو إنكار لبعض لدين، إنها النصوص المقدسة التي لا يصح المساس بها.
6- وإذا ما بدأ المفكرون بمراجعه المبادئ والنظريات والأيديولوجيات والتدقيق في أسسها وقوانينها إنما يبدؤون في حفر الأساسات والقواعد التي تمهد لتقويض هذه الأيدولوجية، وهذا أمر لا نقبل أن يطول القرآن الكريم.
7- أما ما تلا ذلك من فكر ديني فإنه لا يأخذ صفة التقديس من أقوال الصحابة والأئمة والفقهاء والدعاة والشيوخ, زكثير من اأحاديث, لذلك فهي مشرّعة للمراجعات والدراسات وبالتالي تصويبها أو نبذها والإتيان بآراء ومفاهيم جديدة غيرها، وإزالة الضار والسقيم والميت منها، إن هذا ليس افتآتا على الفكر الديني إنما هو واجب بل ضرورة لازمة، لاستمرار نمو الفكر الإسلامي، كما هو واجب وضروري تقليم الشجرة بقص بعض أغصانها التالفة منها وغير الضروري، لأجل نمو سليم ومتناسق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية