الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ميزو- المهدي المنتظر

طارق سعيد أحمد

2017 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تقبل مؤسسة الأزهر بالكشف العقلي والنفسي الدوري على علمائها؟
وهل هناك لجنة أو هيئة داخل الأزهر تراجع وتقيم ما يرد على ألسنة رجالاتها؟!
طارق سعيد أحمد
أثار بيان محمد عبد الله نصر الشهير بالشيخ "ميزو" حالة من الفوضى في أروقة المؤسسة الأزهرية، واتسعت رقعة الفوضى باستهلاك البيان وردود الأفعال حوله مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا "الفيسبوك" الذي اسهم بدوره بتراكم كم هائل من التعليقات المتباينة الساخره منها والقاسية لحد المطالبة بالحجر على المدعي بأنه هو ولا أحد غيره "المهدي المنتظر"، ووصل الأمر إلى إشارة البعض لضرورة الكشف العقلي والنفسي الدوري لكل شيوخ الأزهر وعلمائها استنادا على خطورة موقعهم على الخريطة الإجتماعية، ومدى تأثير خطابهم في قطاعات عريضة داخل النسيج المصري والعالمي، خصوصا أن أعراض الأمراض العقلية والنفسية تبدو غامضة لاستقرارها في أعماق المريض، ولا يمكن اكتشافها إلا عن طريق متخصص، وانتشار علماء الأزهر على شاشات القنوات الفضائية بدا جزءا أساسيا ضمن الوجبة الإعلامية التي تقدمها القنوات لجلب أكبر كم من الإعلانات، ولكن الخوف يأتي إذا انتاب أحدهم نوبة جنون يتخللها لحظة تجلي وهو يقدم أحد النصائح للمتلقي التلفزيوني أو يناقش أمرا ما وغالبا ما يكون حساس ويتطلب فتوة عاجلة فما حدث لعقل "ميزو" شيء مرعب فالرجل مريض لا محال ولكن السؤال.. من متى؟! وهل الفترة الماضية التي كان يظهر فيها "ميزو" على نفس تلك الشاشات يتحدث عن أمور دينية لم يخطئ؟! والسؤال المطروح هل هناك لجنة أو هيئة داخل الأزهر تراجع وتقيم ما يرد على ألسنة رجالاتها؟!
الجدير بالاهتمام والتأمل أن "ميزو" قال في تصريحاته الاعلامية والمنشوره في العديد من الصحف، إن صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لم يسرقها أحد ليؤكد على ما قاله وادعاءه بأنه "المهدي المنتظر"، مشيرا على ما ذكره أنه مدعم بالأحاديث الموجودة في كتب الصحاح، الذي أعلن الأزهر أنها أصح كتب بعد كتاب الله.
وأوضح أنه طالع الأحاديث ووجد اسمه محمد عبد الله، ومن آل البيت، ويدافع عن النبي، وينقي كتب التراث من العوار، ويدعو للمحبة والسلام ووصل إلى أنه المهد المنتظر يقينا اليوم، ولذلك كتب عن تفاصيل ما وصل له بالأدلة الشرعية.. حسب زعمه.
وقال الداعية الأزهري الشيخ "ميزو"، إن من لا يصدق أنني المهدي المنتظر يعانون بالشيزوفرنيا، ويؤمنون بأمور عندما تتحقق ولا يقبلونها كفكرة، وسأجعل الناس هم من يحكمون، وأدع لهم القرار.
وأشار إلى أنهم يؤمنون بهذه الأحاديث، وهي تقول إن محمد بن عبد الله هو المهد المنتظر، وأقول لمن يؤمن بها أنني جئت إليهم فماذا تنتظرون!..
وتابع: “إذا لم يوافقوا عليهم أن يعلنوا أنهم يعيشون على خرافة، الشيعة تنتظر شخص مختبىء داخل سرداب منذ 1300 عاما، والسنة تنتظر شخص يأتيهم من عالم الغيب، وكل ما أريد توضيحه أن المهدي بداخل كل شخص فينا، يهدي به نفسه.
وأوضح، أنني من الشخصيات التي تجدد في آليات نقد التراث، ليس لدي منبر أصعد من خلاله، لذلك استخدم آلية التماشي مع الموجود في الكتب، وإذا رفض الناس ذلك، فهم من لا يقبلون وجود المهدي المنتظر، وأقيم الحجة على الناس من داخلهم، وأتحمل النقد والسب حسبة لوجه الله، لأنني أمام مهمة عظيمة، نقل المكذوبات منذ زمن بعيد.

فإعلان الداعية الإسلامي محمد عبد الله نصر، الشهير بالشيخ "ميزو"، أنه المهدي المنتظر، ومطالبته جميع شعوب الأرض بمبايعته جاءت وفق استشهاده بالحديث النبوي الذي رواه أبو داود "4282" - واللفظ له -، والترمذي"2230" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا ، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".

إن "ميزو" سيواجه أكثر من تهمه منها تكدير السلم العام والأمن العام، وازدراء الأديان، وفقاً للمادة 98 من قانون العقوبات والمتعلقة بإزدراء الأديان" والتي تقضي بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة، لقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية، وطبقاً لقانون العقوبات في المواد 181، 305 التى تختص باشاعة أخبار كاذبة، والمواد 98 وما بعدها التى تختص بتكدير السلم العام والأمن العام والوحدة الوطنية والسلام الإجتماعى، ستواجه "ميزو" لنشره عبر صفحته على "فيس بوك"، ما أسماه بياناً هاماً، أعلن خلاله أنه "المهدى المنتظر"، وجاء فى نص ما نشره ميزو على صفحته الشخصية: "بيان هام.. أعلن أننى أنا الإمام المهدي المنتظر "محمد بن عبد الله" الذي جائت به النبوءات وجئت لأملأ الأرض عدلا وأدعوا السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتى"!.
ماقاله "ميزو" وأحدثه في المجتمع المصري أراه فرصة عظيمة للمطالبة بالكشف الدوري العقلي والنفسي ليس على علماء الأزهر وحسب بينما على كل رجالات المؤسسات بداية من منصب رئيس الجمهورية مرورا بالوزراء والهيئات والقطاعات إلى أن تصل لكل أفراد الشعب.. وهو يبقى اطمنا على بعض وشغلنا المتخصصين النفسيين، بدلا من تكويمهم أكواما أكوام على المقاهي أو توزيعهم بلا فائدة حقيقية على المدارس.
اللافت للنظر إلى حد الدهشة أن ما أحدثه من ضجة هذا البيان "المريب" انحبست بعد حالة الفوران تلك، وكأن شيئا لم يكن، وكأن مُحرك الأحداث من بُعد أخرج "ميزو" من المشهد بعدما لفت الانتباه وأجبر قطاع كبير للنظر من هذه الزاوية، لتدور أحداث السيناريو من هذا الطريق!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب