الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة على هامش موضوع حدّ الرّدّة في الإسلام

مالك بارودي

2017 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلمة على هامش موضوع حدّ الرّدّة في الإسلام
.
حدّ الرّدّة موجود... لا، حدّ الرّدّة غير موجود... لا، حدّ الرّدّة مبني على أحاديث صحيحة... لا، حدّ الرّدّة لا يصحّ قرآنيًّا... لا، حدّ الرّدّة موجودة في القرآن... لا، حدّ الرّدّة طبّقه محمّد بن آمنة وصحابته... دوران ودوران وعودة دائمة إلى نقطة البداية ولا نتيجة.
بل، لا نتيجة ترجى من هذا الجدال أصلًا.
ورغم عبثيّة الجدال، كلّما قلتُ كلمة في هذا الموضوع، إتّجهت إليّ سهامُ المسلمين وكأنّي أنا الذي دسستُ الآيات في القرآن وإختلقتُ الأحاديث وأنا الذي ألّفتُ السّيرة...
عفوًا، أنا لم آت بشيء من عندي ولا فسّرت حسب فهمي. أغلب شيوخ الإسلام بداية من ناقلي الأحاديث وكتبة السّيرة ومن إستنبطوا الأحكام الفقهيّة أقرّوا بوجود حدّ الرّدّة وبصحّته وبتطابقه مع القرآن، فالأولى أن يلعنهُم ويسبَّهم من يرون في موضوع حدّ الرّدّة تهجُّما وتشويهًا للإسلام، فلا علاقة لي بالأمر من الأساس. ولا أعرفُ ولم أسمع بتهمة "إستعراض ما في الكتب التّراثيّة المتوارثة"، حتّى في أكثر البلدان تخلُّفًا (عدا بلاد العرب والمسلمين المتخلّفة بطبيعتها).
لكن المهمّ بالنّسبة لي يمكن تلخيصه في نقطتين إثنتين.
أوّلًا، الأشياء التي أذكُرها موجودة في كتب التّراث الإسلامي، فمن أراد الرّدّ عليها فليتوجّه إلى من كتبُوها أو من يعتنُقون ما فيها ويعتقدون في صحّتها ويعلّمونها للنّاس.
ثانيًا، إذا حُكِمَ على أحدهم بالكُفر والرّدّة وأرادوا تطبيق حدّ القتل عليه، تطبيقًا للشّريعة الإسلاميّة العوراء، هل سيقُول لهم أنّ حدّ الرّدّة ليس في القرآن أو أنّ الحديث الذي بُنِيَ عليه هُناك من ضعّفه وهناك من أنكره؟ وهل تعتقدُون أنّ هُناك من سيأخُذ برأيه وسيجلس معه حول طاولةٍ لتدارُس الأمر بالحُجج والبراهين؟ بالطّبع، لا.
إذن، الواقع اليوم يقول أنّ كلّ المنظّمات والهيئات والمؤسّسات الدّينيّة الإسلاميّة (جامع وجامعة الأزهر، جامع وجامعة الزّيتونة، إلخ) تُقِرُّ بوجود حدّ الرّدّة في الإسلام وتتّفقُ على صحّته، وإن إمتنعت عن تطبيقه فعليًّا، بسبب الضّغوطات الخارجيّة أو الخوف من الفضيحة بين دول العالم، إلخ، فما وزنُك أنت أصلًا، يا من تزعمُ أنّ حدّ الرّدّة دخيل على الإسلام؟
ثمّ، هل حياةُ النّاس كحياة ذبابة أو حشرة حتّى تتعلّق برأي الشّيخ زعبوط أو العلّامة جهلول أو حديث عطشان بن غارق عن أبي غراب النّاعق أو بتفسير آية في كتاب أصفر منافق تحتملُ عشرات التّأويلات المتناقضة؟
قليلًا من الإنسانيّة والعقل لن يضرّكم، يا عبدة الكتب الصّفراء والسّلف المندثر، بل سيكون له نفعٌ عظيمٌ ينعكس عليكم وعلى أهلكم وعلى من سيأتون بعدكم ممّن لا ذنب لهم إلّا أنّ الصّدفة جعلتهم يولدُون بينكم، في بلادٍ أصبحت عنوان الجهل واللإرهاب والنّجاسة، من الخليج إلى المحيط... قليلًا من الإنسانيّة والعقل، يا عبدة القيل والقال وناقلي الأقوال ومنحطّي الأفعال... قليلًا من الإنسانيّة والعقل، يا أهل كهف الخرافة...
ولتعلموا أنّ إسلامكم ليس حلّاً لشيء، بل هو لبّ المشكلة... لبُّ مشاكلكم كلّها، مع أنفسكم ومع غيركم على حدٍّ سواء. ولتعلموا أنّ الإنسانُ هو الحلُّ الوحيدُ وأنّ الله خرافةٌ بدائيّة لا تستقيمُ ولا تنفعُ ولن تنفع إلّا في دفنكم أحياء، في إنتظار إمضاء شهادة الوفاة.
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع، لكن...
مروى حاج علي ( 2017 / 1 / 17 - 16:02 )
تحياتي لك أستاذ مالك.
لقد أعجبني مقالك كثيرا، ولكن، هل تعتقد أن هناك من شيوخ الدجل من سيفهم؟
لا أعتقد.


2 - انحتاج لاكثر من مطرقة
حميد فكري ( 2017 / 1 / 18 - 20:50 )
انها لاكارثة فعلا ان يعيش الانسان ،في المجتمعات الاسلامية.فالعقول هنا تكلست وصدءت بفعل قرون من التخلف والجهل والغيبيات .مطرقة واحدة لاتكفي للضرب علىرؤوسهم المتحجرة،بل يتعين على المرء استبدالها كل بضع دقاءق .هذه مهمة اكثرمن شاقة. كل الشكر للسيد الكاتب .

اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا