الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم الحيران تراجيديا ساخره

عطا مناع

2017 / 1 / 19
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


أم الحيران تراجيديا ساخره

بقلم: عطا مناع

منذ النكبه أو الهزيمة الفلسطينية الكبرى تميزنا كفلسطينيين ببكائياتنا كتعبير فاضح عن هزيمتنا واستراتيجيه هروبنا الآمن من استحقاق الكفاح الوطني المستنده لأرضيه صلبة يورثها جيل لأخر.

أم الحيران ليست تراجيديا يتيمه، بل هي استمرار للاقتلاع الممنهج الذي استهدفت به الحركة الصهيونيه شعبنا وطهرت عرقيا اكثر من خمسماية قرية فلسطينيه، ولا زالت الذاكره الفلسطينيه تستحضر المجازر الكبرى كدير ياسين وكفر قاسم وقبيه، ذاكرتنا المثقوبه وكهروب من الاستحقاق تميل للتعميم عندما يصفعنا واقع الاحتلال، هذا الهروب الذي حول مجازر مثل مجزرة الطنطوره وحمام الشط والدوايمه ومئات المذابح التي طوتها الصراعات الفلسطينية الداخليه وأفقدتها معناها ولو الى حين.

عودة الى أم الحيران التي تشكل استكمال صارخ لاقتلاع الفلسطيني من ارضة بهدف ضخ الدم في سياسة التطهير العرقي الوجه البشع للكيان الصهيوني، ولوضع النقطه على الحرف قبل ام الحيران كانت العراقيب وغيرها من القرى المستهدفه، ولذلك ارثي لنفسي ولغيري ممن يحملون على سياسة رئيس وزراء الكيان وكأننا بصدد سياسة جديدة متناسيين ان الحكومات الصهيونيه المتعاقبة وضعت الاستيطان واقتلاع الفلسطيني من ارضه هدفاً رئيسياً لها.

اذن: لماذا نحمل نتنياهو ودولة الاحتلال مسئولية ما يحدث في أم الحيران ؟؟؟ ولماذا تهرب القوى الفلسطينيه من الاستحقاق في مواجهة الهجمه التي تطال فلسطين من نهرها الى بحرها ؟؟ وهل يكفي الاختفاء وراء البكائيات وتحميل الاحتلال مسئولية تلك الجرائم ؟؟؟ نعم الاحتلال مسئول مباشر عن التيه الفلسطيني، لكن ماذا عن النخب الفلسطينيه التي اثقلت كاهل شعبها منذ ثلاثينيات القرن الماضي ببكائياتها التي ورثتها لمن بعدها.

نحن من نتحمل ما يجري في أم الحيران، نحن الذين اتقنا فن البكاء ووقفنا ولا زلنا امام مراكز التوزيع التابعه لوكالة الغوث نستجدي ما يسد الرمق، ونحن من بكى واستجدى امراء مرحلة البترودولار الذين يجاهرون بتحالفهم مع "اولاد ألعم ونحن كما الغنم نستجدي الماء قبل الذبح، تلك هي حقيقتنا.

حقيقتنا التي تفضح عفويتنا تجاه قضيتنا الوطنيه وكفاحنا، حقيقتنا في غزواتنا بحق بعضنا، نحن الذين قسمنا المنقسم وشتتنا المشتت وأفقرنا الفقير وتنازلنا على الحق المقدس، نحن الذين نشهر اقلامنا ولا تتمخض إلا بالرائحة الكريهة مستمتعون بأوضاعنا وضعفنا وذلنا وذاكرتنا التي ثقبناها بأيدينا لا بأيدي اعدائنا.

لماذا البكائيات على ام الحيران ونحن من اسقطنا ورقة التوت عن عورتنا التي استباحها القاصي والداني، والمفارقة ايها الاصدقاء وفي خضم بكائياتنا نمارس ترجيتنا الساخرة بان نطالب من تفقد ابنها ان لا تبكيه، اقنعنا انفسنا بان البكاء على الشهيد عيب، وقضمنا غيضنا ونحن نرى بيوتنا تهدم خوفاً من العيب، نشيع شهدائنا ومنسوب العداد الذي يفقد اللحم والدم معناه، فما قيمتنا اذا لم يحركنا الدم المقدس المسفوح على ارضنا.

لن تحرك أم الحيران الدم في عرقنا المتيبسة التي استأنست للهوان، ولن تدور عجلة زمننا ونحن من اتقن اطلاق النار على قدميه مرتجفاً من الاستحقاق، وعلينا ان نعترف امام انفسنا قبل العالم بتشتتنا، نحن الشعب الذي سجن نفسه في مفاهيم ضيقه، ضفاوي، غزاوي، 48 ، الشتات، وبين تلك التسميات عشرات التوصيفات الضيقه لدرجه ان الناطق باسم غزه وصف جموع اللاجئين بالحثالة.

من باب التنظير الممل، على صخرة الوحدة الوطنيه تتكسر كل المؤامرات على شعبنا، وبالوحدة فقط نواجه سياسة الاقتلاع والتطهير العرقي، وبعزل عن الوحدة تبقى كل التصريحات مجرد روائح كريهة لم نعد نحن نطيقها فكيف الاخرين، والوحدة حلم كل فلسطيني لم تلوثه المرحله وهم كثر، هكذا فقط نقف مع ام الحيران والقضايا الوطنيه الجلية وما اكثرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف


.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام




.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل