الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين منابر مكافحة الجهل والوهم والخوف والفساد والاستبداد والتخلف.

محمد نضال دروزه

2017 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أين منابر مكافحة الجهل والوهم والخوف والفساد والاستبداد والتخلف.
محمد نضال دروزه
اقترح في مطلع العام الجديد على جميع مؤسسات المجتمع المدني والفصائل والاحزاب المدنيه الديمقراطيه والمراكز الثقافيه الى انشاء منابر لمكافحة الجهل والوهم والخوف والفساد والتطرف والتعصب والعنف والتخلف والاستبداد. لانقاذ المجتمع من تدميرها له، وانشاء منابر تنتقد اقتصاد التخلف، وتدعوا الرأسمال الوطني الى نقضه بالتنميه الاقتصاديه الوطنيه وتطويرها حتى يتم تعزيز قوة الانتماء الوطني.
فحسب قول الشاعر المتنبي:
الجهل قبل الموت موت لأهله واجسادهـم قبـل القـبور قـبورا
اغـاية الديـن أوهـاما تخيفكـم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
لقـد اسمعـت لو نـاديت حـيـا ولكـن لا حـياة لمـن لا تـنـادي
وقال الشاعر ايليا ابي ماضي:
كل ما تعجز المدارك عنه كائن مثلما الظنون تشاء
من كان يشرب من جداول وهمه قطع الحياة بغلة لم تنقع
والعقل في الشرقي من اوهامه كالنسر في الاغلال والاصفاد
فأي كاتب لا تتعدى كتاباته السائد والمتداول من المفاهيم وقيم ثقافة العيب والحرام وقيود الكبت والحرمان وثقافة النفاق.ويكتب بتحفظ فهو لا يدعو للعمل في التنمية الثقافية والاجتماعيه والتطور والتحديث الحضاري.ولن تكون كتاباته وافكاره أكثر من خواطر أدبيه مهذبة لتجميل الواقع وتكريس تخلفه.
اذن فأي كتابه لا تعمل على نقد الثقافة السائده. ونقض بنيتها التحتيه الاساسية بالمعرفه العلمية
والتمرس على التفكير بأسس منهج التفكير العلمي والثقافه العلميه الانسانيه والمجتمعيه.فهي كتابة
غير مجديه. فالحوار في المجتمع وخصوصا الحوار المنطقي العلمي.الذي هو اساس المجتمع المدني الديمقراطي.يكاد يكون معدوما في حياتنا الاجتماعيه.في البيت،في المدرسه،في الجامعه، في المقهى،في الشارع،وفي مراكز النشاطات المجتمعيه والثقافيه.لاننا تعودنا على ما تلقناه من المعارف المثاليه والدينيه والغيبيه والوهميه والخرافيه.التي تعتمد في منهجها الحواري على قيم وثقافة العيب والحرام وقيود الكبت والحرمان وآيات النفاق.التي تغيب اعمال العقل بفاعليه منتجه. وتشل الاراده الفاعله.والتي تزرع في العقول وفي النفوس الخوف من عقاب الرحمن وعقاب السلطان.فتكون قواعد من البديهيات العقائديه كمنهج جداول الضرب في عقول غالبية افراد مجتمعنا.مما جعلت هذه العقول تعيد انتاج التشدد والتطرف والعنف وثقافة العيب والحرام والنفاق وقيود الكبت والحرمان.وهكذا يتكرر انتاج الثقافة السائده بكل سلبياتها المعيقه عن التطور والتحديث.مما جعل هذه العقول عازفه عن السؤال الاستفساري والتفكير التحليلي والنقدي.وعدم الرغبه في البحث عن المعرفه الانسانيه والمعرفه الطبيعيه.فالثوابت المعرفيه المثاليه والغيبيه والوهميه وثوابت العيب والحرام وقيود الكبت والحرمان.ما زالت تقفل العقول عن استيعاب المتغيرات والتجديد والتحديث.وتعتبرها كفرا.
فعندما يجري اي حوار في اي نشاط مجتمعي ترى ان كل واحد من غالبية المتحاورين يريد ان يفرض رأيه بأقصاء رأي الاخر.لانه لا يملك العقليه العلميه النقديه الديمقراطيه البناءه.التي تؤهله مع الاخر في حوار اي قضيه الى مفهوم علمي انساني والى فهم جماعي مجدي وبناء.مما يدفع اغلبية المتحاورين للعمل بجد واخلاص لنقل هذا المفهوم وتطبيقه على ارض الواقع لخدمة القضية المتحاور عليها.وحل مشاكلها وربطها بحلول المشاكل الاخرى.
ولا يمكن ان توجد هذه العقليه الا بوجود نظام مدني علماني ديمقراطي في المجتمع. ولكن مع الاسف الشديد الغالبة في المجتمعات العربيه يقولون ان " العلمانيه الديمقراطيه" كفرا والحادا.وانها تريد هدم المؤسسات الدينيه ومحاربة الاديان.وهو الفهم الخاطئ لهذا المفهوم الذي ظلم كثيرا من جانب ادعيائه اولا نتيجة لممارساتهم الخطأ في سب وقذف الاديان والمعتقدات.والذي ظلم ايضا من جانب الكثيرين ممن حاربوه ثانيا.بتعجلهم بالحكم عليه ومعاداته دون قراءة متأنيه واعيه لمنظري هذا الفكر وأدبياته.
"فالعلمانه الديمقراطيه"هي ان تتسامح الدوله في جميع اشكال الاعتقاد دينيا او فكريا او اجتماعيا.فهي ترفض القيود والعوائق التي تضعها المجتمعات أمام كل من يعتقد بدين او معتقد،او اي اتجاه او تيار فكري يخالف السائد والمتداول.ويخالف ما يؤمن غالبية افراد المجتمع.أي ان الدوله بالنص الدستوري تلتزم بحماية حرية الاعتقاد وحرية التعبير.ولم تكن "العلمانيه الديمقراطيه"في يوم من الايام نظاما يحارب الاديان والمعتقدات بحسب ما يروجون الرافضون لهذا الفكرونظامه.وانما ظهرت"العلمانيه الديمقراطيه" لتنظيم الشؤون السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه للمجتمع.وتحقبق العدالة الاجتماعية.
بعيدا عن تدخل الكهنة والمشايخ وفتاويهم اللا انسانيه والقساوسه،والمؤسسات الدينيه عامه.فنظام العلمانيه الديمقراطيه يفرض على الدوله تنظيم وتحجيم دور كافة اجهزة الدوله ومؤسساتها كل في موقعه ومكانه.مع فصل السلطات عن بعضها.والالتزام بسيادة القانون المدني.بما لايتعارض مع مصالح افراد المجتمع وحرياتهم.بنصوص دستوريه مدنيه ديمقراطيه.وسلطات هذه الدوله لا تخضع لاي نصوص دينيه او كهنوتيه.ولا تتخذ قرارات تتعارض مع المنهج العلمي الانساني في خدمة المجتمع.لذلك تقف هذه الدوله بدستورها وقوانينها وانظمتها على مسافة واحده من كافة الاديان والمعتقدين بها سواء كانت سماويه او وضعيه."فالعلمانيه الدجيمقراطيه"ابرز الانظمه الفكريه السياسه الانسانيه التي حلت اشكاليات المجتمعات ذات الديانات والطوائف المتعدده.لانها عملت على فصل السياسه عن الدين. فنرى الدوله العلمانيه الديمقراطيه كما كان يراها المفكر العلماني السوري"هاشم صالح"حيث ان كل متدين مواطن بالضروره،وليس كل مواطن متدين بالضروره.فهدف هذه الدوله ان يتساوى فيها الجميع،باعتبارهم مواطنين لا لاي اعتبار اخر.
اذن فأسس بناء الدولة العلمانيه الديمقراطيه هي:حرية الاعتقاد وحرية التعبير والاختيار دون أذية الاخرين،وحرية المرأه،وحرية الاختلاط والمساواة بين الجنسين.وفصل منهج التفكيرالعلمي الذي هو اساس بناء الحضاره الانسانيه عن منهج التفكيرالمثالي والديني والوهمي.وفصل السياسة عن الدين.والالتزام بمبادئ حقوق الانسان.واقامة دولة الدستور المدني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 105-Ali-Imran


.. 106-Ali-Imran




.. 107-Ali-Imran


.. 108-Ali-Imran




.. 109-Ali-Imran