الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت ريما جاكلين إسبر

بشير الحامدي

2017 / 1 / 22
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت
ريما جاكلين إسبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ريما ... نعم ريما ... لا ليست ناشطة نسوية في إحدى الجمعيات النسوية المعروفة ... لا ليست صحافية مشهورة في إحدى الفضائيات ... لا ليست نائبة من نواب المعارضة في أحد برلمانات الخديعة ... لا ليست المسؤولة الأولى في جمعية من جمعيات المجتمع المدني المرتبطة الممولة ... لا ليست كاتبة مشهورة ولا رئيسة وزراء ولا رئيس دولة... لا لا إنها جاكلين إسبر المعروفة بالاسم الحركي ريما . ريما التي عاشت وماتت [16 سبتمبر 1959 - 27 نوفمبر 2016] من أجل فلسطين دون أن تنتظر منا اعترافا أو تقديرا أو حتى تحية . إنها ريما التي نذرت حياتها لفلسطين وللمقاومة والشهادة منذ أن استقلت أول مرة الطائرة في اتجاه أروبا منذ أكثر من ثلاث عشريات لأجل تنفيذ سلسلة من العمليات ضد العدو الصهيوني في اوروبا .
ريما واحدة من مؤسسي الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية مع المقاوم الأسير إلي اليوم في السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبدالله ابن القبيات وقد شاركت في عمليات نوعية ضد أهداف صهيونية وأمريكية في العالم إلى جانب رفاقها في الفصائل .
في ثمانينات القرن الماضي كانت ريما و ورفاقها يرون أنه من واجبهم الانخراط في الصراع وكان لا بد من المواجهة مهما كان عدم المتكافئ في ميزان القوى بين القوى الثورية والقوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وفرنسا ودولة الكيان الصهيوني.
المهمة كانت المقاومة والمبدأ كان الحق في المقاومة والشعار كان "فلسطين البوصلة" أو "فلسطين هي اتجاه البوصلة الصحيح" و"وراء العدو في كل مكان"
والمرجع وديع حداد و التوباماروس والمقاومة الفيتنامية وكان القرار.
القرار كان: "سنضرب العدو في المكان الذي نقرره ونحدد زمانه، في حين كان كل الوقت هو من يقرر أرض المعركة سابقاً من لبنان الى فلسطين الى خلق الشرخ العمودي بين الفئات اللبنانية..."
و كان الاختيار سنكون"وراء العدو في كل مكان" و حدّدوا أرض المعركة، وسافروا إلى حيث سيؤلمون العدو الصهيوني وأعوانه الأميركيين والفرنسيين الذين يساندونه في جرائمه. كل شيء دُبّر ورُتّب وخُطّط في باريس ثم لاحقاً في ليون.
لم تكن عملية اغتيال "الملحق الأمني" في سفارة الكيان العدو في باريس " ياكوف بارسيمنتوف" أولى العمليات التي نفذتها ريما ولا آخرها وحدد نهار التنفيذ في 3 أفريل 1982...
تبنّت الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية العملية في الليلة نفسها وبدأت السلطات الفرنسية حملة واسعة للبحث عن الفتاة ذات القبعة البيضاء جاكلين. لكن أجهزة الاستخبارات الفرنسية والموساد الاسرائيلي لم تعثر لها على أثررغم أنها بقيت بعد العملية لأكثر من شهر في فرنسا قبل أن تعود إلى لبنان لمتابعة عملها مع الفصائل.
على أثر هذه الحادثة اعتقلت السلطات الفرنسية المناضل جورج عبدالله الذي كان يترأس حينها الفصائل المسلّحة الثورية اللبنانية.
وعادت ريما للبنان ومنذ ذلك التاريخ لم تعش حياتها بالسهولة التي نتصورها كان على ريما أن تهتم بتفاصيل التفاصيل في كل تحركاتها لقد صارت مطلوبة من أعتى ثلاث أجهزة استخبارات عالمية .
وقاومت ريما لتحيا ولم تكن مقاومتها مقتصرة على تحدّي الموساد والـسي آي إيه والتخفي بل قاومت من أجل لقمة العيش أيضاً من دون أن تذل النفس لسلطة أو تبغي منصباً أو جاهاً أو حتى شكرا وتلك قصّة أخرى...
وانتهت الرحلة...انتهت الرحلة يوم الأحد في 27 نوفمبر 2016 ونعتها الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية في البيان التالي:
"ننعى اليوم رفيقتنا "ريما" التي ضجت بها ساحات النضال وآثرت الذهاب بصمت.
ننعى بطلة سطرت بشجاعتها أهم عملياتنا النوعية ضد العدو الصهيوني ولم تنثنِ عن النضال ضد الظلم حتى اللحظة الأخيرة مكتفية في نضالها بقوتها اليومي وملبسها الذي تحمل ومسدسها الشريف.فتكون كالشهداء لا تُعرف إلا حين موتهاولا يرتبط اسمها إلا بالقضية التي نذرت لها نفسها وعمرها مصوبة بوصلتها دائماً باتجاه فلسطين.
ريما ناتالي أو جاكلين، (لا يهم الإسم) مواليد 16 أيلول 1959 ، جبرايل – عكار – لبنان الشمالي.
عضو مؤسس في "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية ".
خططت وشاركت ونفذت مجموعة من العمليات النوعية للفصائل، أشهرها عملية اغتيال ياكوف بارسيمنتوف، التي حكمت بسببها غيابياً بمؤبد من المحكمة الفرنسية.
عاشت حياتها ملاحقة من قبل الانتربول الدولي دون أن يتمكن منها العدو الاسرائيلي أو الانتربول وموظفيهم في الداخل.
إضافة إلى التزامها بالقضية الفلسطينية منتهجة الكفاح المسلح والتزامها قضايا الشعوب المظلومة والطبقات المهمشة قدمت الرفيقة "ريما" نموذجاً نادراً من النضال الصامت السلوكي لتكون أولى المناضلات التي ترحل بصمت فلا تُعرف إلا حين تغادر.
إلى جانب إعلاننا لخسارة رفيقة فريدة، استثنائية نعلن كسب نهج نضالي فريد واستثنائي أيضاً مارسته رفيقتنا طيلة حياتها لتقدمه هدية للثوار القادمين ومثلاً يحتذى للنصر على العدو."
ورحلت ريما بهدوء مخلفة وراءها سيرة امرأة عاشت لأجل القضية والمقاومة فألف سلام لروحك سيدتي يا راية لا تهزم .
ــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
22 جانفي 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ