الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعنى الحقيقي للنجاح

شريف عشري

2017 / 1 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


النجاح والفشل مسألة نسبية فى المقام الأول ...بمعنى ماذا نقصد بالتحديد بكلمة نجاح؟ فالتعريفات كثيرة فهناك من يربط النجاح بتحقيق أقصى عائد مادى ...وهناك من يربطه بتحقيق الشهرة ...وآخرون يربطونه بتحقيق المناصب والاستحواذ على السلطة وهناك من يربطون تعريفهم بتحقيق تقدم فى مجال علمى او فكرى ....الخ من تلك التعريفات وبالتالى فالفشل وفقا لأى تعريف من التعريفات السابقة يعد نقيض للنجاح حسب تعريفه !
========
ولكن من وجهة نظرى أن أهم تعريف للنجاح أن يحقق الانسان مشيئة ربنا من وجوده على الأرض ..ولكن نسأل نفسنا سؤال تانى : كيف يحدد الإنسان ماهى مشيئة ربنا من وجوده على الأرض ؟ طبعا الإجابة تحتاج سنوات وسنوات من عمر الإنسان لكى يتعرف أو يقترب - على الاقل - من التعرف على مشيئة ربنا وقصده من خلقه ومنحه تلك الحياة .
وبالتأكيد يكون الفشل -كل الفشل - وفقا للتعريف السابق هو عدم التوافق مع مشيئة ربنا حتى لو حقق الإنسان أقصى عائد أو اعلى منصب أو أعلى مكانة علمية أو فكرية .
========
ابراهيم لم يكن يعرف مشيئة الله فى بداية حياته ولكن أمرا مهما قاده اليها وهو أنه كان يسير مع الله بمعني انه كان فى عشرة واتصال دائم بالله وثق فيه وفى عهوده بالرغم من ان حياته فى البداية كانت عبارة عن ضباب ...كان الله يخبره بان نسله سوف يكون كالرمال وان الدنيا كلها سوف تتبرك به ! كان الله يخبره بذلك بينما هو معزول فى خيمة فى وسط الصحراء ومع ذلك وثق فى وعود الله فتحقق له أكثر مما تمناه من نجاح !
أما يوسف فبداية حياته كانت مأساة حقيقية حيث تآمر عليه اخوته وارادوا ان يقتلوه واخيرا التقته بعض البدو وبيع فى سوق النخاسة وزج به فى السجن بسبب امرأة فوطيفار والتى اغوته بينما هو رفض الاغواء اتقاءا لرضى الله ثم تتوالى الاحداث وينبىء فرعون بتفسير حلمه فيخرج من السجن ويكن من المقربين بل يتولى ثاني منصب هاما بعد فرعون وينجح اخيرا فى استقدام اخوته وتكون تلك بداية قدوم بني اسرائيل الى مصر ...وبالرغم من حياته القاسية اللا انها كللت بالنجاح لانها سارت مع المشيئة ولم تعارضها !
موسي ايضا لم يكن يعرف ماهو هدفه فى الحياة ..حتى أنه اعتزل العالم وذهب بعيدا يرعى الغنم ولكن بسبب قلبه المتعلق بالله أتاه الله وانتقاه دون غيره من العباد ثم أسند اليه مهمة خلاص بني اسرائيل من العبودية والذل والهوان وبالفعل قادهم الى الخروج الى أرض الميعاد الى ارض تفيض لبنا وعسلا ( كناية عن الخير المنتظر لمن يتعلق بوعد الله ويسير معه ويثق فيه )
ثم نرى بعد ذلك يشوع وهو يقود حروب الرب لتمكين بني اسرائيل من أرض الميعاد وقد استخدمه الرب فى تحقيق هذا الهدف وحقق بالتالى نجاحا خلد اسمه فى تاريخ بني اسرائيل ..ونموذجا آخرا يتمثل فى الملك داوود أو حتى ابنه الملك سليمان واللذان علت مملكة اسرائيل فى عصرهما علوا كبيرا ولم يكتب لاحد مجدا فى ملوك الارض ولا غنا ووفرة اقتصادية كما كان فى عهديهما وبغض النظر عن الانتكاسات التى حدثت بسبب حيودهما عن طريق الرب ومخالفتهما لمشيئته فى بعض الاحيان لكن الذى خدمهما وخلد اسمهما فى التاريخ هو انهما تداركا الامر قبل فوات الاوان فرجعوا للمشيئة قبل ان يكونا من الهالكين المنسيين !!
وكما ان هناك نماذج ناجحة فهناك ايضا نماذج فاشلة .. فهناك أناس حققوا مجدا دنيويا لكنه لم يستمر وسقطوا سقوطا مروعا بل وصم اسمهم فى التاريخ وتلطخ بالعار بسبب حيودهم عن الله وابتعادهم عن مشيئته فشاول مثلا مثالا لذلك وكثير من ملوك اسرائيل فى عصر الملوك ينطبق عليهم ذلك ( راجع سفري الملوك 1 و 2 وسفرى اخبار الايام 1 و 2 ...)
لكن ما يهمنا هنا من استقراء تلك النماذج الكثيرة التى لا حصر لها اننا يمكننا ان نستنبط ان جميعها تشترك فى أمر واحد وهو ان النجاح دائما وأبدا مرتبط بالمشيئة الالهية التى يمكن ان تتضح رؤيتها فقط وفقط اذا كان الانسان مرتبط بالله بعلاقة حقيقية وقوية ..لان الله بالتبعية سوف يكشف له - حتما - عن مشيئته بموجب هذا الارتباط وتلك الثقة المتبادلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج