الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأبين الشهداء ..والحزب الشيوعي ..!

هادي فريد التكريتي

2006 / 1 / 12
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


قبل أيام حضرت حفلا تأبينيا بمناسبة مرور عام ، على استشهاد المناضل الشيوعي والكادر النقابي هادي صالح "أبو فرات " ، الذي غدرت به أياد قذرة في مطلع العام 2005 بداره في بغداد ، وقد تناوب المؤبنون على ذكر صفات وسجايا هذا المناضل الشهيد البطل ، فمهما قالوا فيه ، فلن يوفوه حقه ، ولن تبلغ الكلمات شأو شجاعته وإقدامه على التضحية وهو يعرف أبعاد مخاطرها ، ويبقى الخطباء ، مهما أجادوا ، قاصرين عن وصف ما قدمه ، هذا المناضل من تضحية خدمة لشعبه وطبقته العاملة . كثيرة هي كلمات الخطباء ، وكثيرة هي أيضا المنظمات التي مثلوها في هذا الحفل ، منظمات مهنية وحزبية ، كلمات التأبين ، لم تكن تخلو من عبارات التهديد والوعيد والثأر للشهيد ، والانتقام له ولعائلته من القتلة المجرمين ، ومهما طال الوقت فلن يفلت الجناة من العقاب . لا شك أن عبارات مثل هذه تخفف ، آنيا ، من آلام مصاب أهله ورفاقه ومحبيه ، إلا أنها لم تسُم في يوم من الأيام إلى واقع الحقيقة والتنفيذ ، فالمناضل أبو فرات لم يكن هو أول شهيد شيوعي يسقط غيلة ، بيد مجهولين ـ معلومين ـ مضرجا بدمائه ، فقد سبقه كثيرون ولا مجال لتعدادهم هنا ، كما قد لحقه رفاق آخرون ، خروا صرعى رصاص حاقد ، نتيجة للغدر الطائفي والعنصري ، وهمجية الأفكار الظلامية والشوفينية. فعلى مختلف المراحل الزمنية للحكم وظروفه ، كان كل شهداء الحزب الشيوعي ، رفاقه وأصدقاءه ومؤيديه ، قد استشهدوا واقفين ، وهم يؤدون واجبا وطنيا تجاه شعبهم ووطنهم ، ولن يقف شلال دمهم ونزفهم هذا ، طالما كان هناك حقد وكراهية يسعره أعداء التقدم والمدنية والحضارة ، ضد حاملي رايات الحرية ، وحياة العيش الأفضل للإنسان العراقي . كانت ولا زالت عبارات التنديد بالقتلة ، التي يطلقها الحزب الشيوعي ومنظماته ورفاقه ، هي ، هي ، لم تتغير ، رغم تغير الظروف وتبدلها ، ورغم مجيء حكام وذهاب آخرين ، فلم نر قصاصا من مجرم قتل شيوعيا ، وهنا تكمن ضعف مسؤولية الحزب الشيوعي ، سواء أكان هذا عن طريق المحاكم ، أم عن طرق أخرى ..! كما لم نر يوما أن الحزب الشيوعي قد شكل لجنة من حقوقيين ، أو ما شابههم ، تأخذ على عاتقها إقامة الدعاوى في المحاكم على المجرمين الذين قتلوا أو تسببوا في قتل واغتيال الكثير من الشيوعيين ، لرد الاعتبار للشهداء وتعويض عوائلهم المنكوبة بهم . فبعض دروس مستخلصة من محاكمة رموز النظام السابق ، الجارية حاليا ، عندما تقدم الشهود للشهادة في قضية الدجيل ، أثار المتهمون والمحامون ، أيضا ، عند مناقشتهم للشهود سؤالا في منتهى الأهمية وهو :ـ " هل أقام الشهود الدعوى على من تسبب في قتل الضحايا ، أو المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم ..؟ " وأنا هنا أتساءل هل تقدم الحزب الشيوعي ، نيابة عن كل الشهداء وعوائلهم ، بدعاوى أمام القضاء ضد النظام السابق لرد اعتبار الشهداء وتعويض عوائلهم عما لحق بهم من خسائر مادية ومعنوية ، كما الذين غيبوا والذين أصابتهم أضرار السجن والفصل ، وما شابه من أمور يترتب عليها حقا ماديا أو معنويا ، ومثل هذا الأمر ينطبق على كل الشهداء ، الذين راحوا ضحية الحقد الطائفي والقومي العنصري منذ سقوط النظام وحتى اللحظة .بدون إقامة الدعاوى ضد مرتكبي هذه الجرائم ، وفضح أسبابها ومسبباتها ، ستبقى شلالات دماء الشيوعيين والوطنيين تنزف ، دون أن تخفف منها أو تحد من مرتكبيها كلمات التأبين وعبارات الثار ، التي لا تسمن ولا تغني . فالحزب الشيوعي ، كما هي منظمات حقوق الإنسان ، مطالبة بالكشف عن مثل هذه الجرائم ومرتكبيها ، بحق كل الضحايا ، ومساءلة الحكومة عنها ، والنشر العلني على الملأ ، لكل ما له علاقة بالتحقيق في مثل هذه الجرائم ، وإقامة الدعاوى على السلطة التنفيذية في كل ما للضحايا من حقوق ، باعتبار أن السلطة هي المسؤولة عن أمن وحياة كل المواطنين ، والكشف عن كل المجرمين ، هو بعض ، من واجباتها واختصاصها ، وتعويض المتضرر يعتبر من بديهيات مسؤوليات الدولة ومؤسساتها .
من حق كل منظمة أو حزب أن تحمي نفسها ورفاقها ، فيما تراه من إجراءات حماية ووقاية ، خصوصا في مثل ظرفنا الراهن ، حيث الفلتان الأمني ، والقتل على الهوية تمارسه كل أجهزة الإرهاب ، والملثمون من المليشيات المختلفة ، طائفية وعنصرية ، تثير الرعب ليلا ونهارا بين المواطنين ، وحرمة الدار مستباحة أمام مقتحميها ، نتيجة لضعف في أداء الأجهزة الأمنية الحكومية ، وعدم حياديتها ، وفعالية القضاء تكاد تكون شبه معدومة ، إن لم تكن غائبة فعلا ، لذا نرى الكثير من المنظمات والأحزاب تقيم وسائل حماية خاصة بها لأعضائها وكوادرها ، ولها أجهزة أمن وقائية ومليشيات تقوم بتنفيذ اغتيالات للقوى المناهضة لها ، وهذا ما كان جليا في الانتخابات الأخيرة ، حيث تم اغتيال العديد من رفاق الحزب الشيوعي وأحزاب أخرى ، وهذا ما يعطي المبرر والحق للحزب الشيوعي أن يكون قادرا على الرد ، وحماية نفسه ورفاقه ، والتصدي لكل من تسول له نفسه ارتكاب أي جريمة مشابهة ، كما حصل في السابق ، فمن أجل هذا ، وحتى لا تبقى كلمات التأبين جوفاء تكرر نفسها ، نجترها في مناسبات حزننا ، يكون الرد بحزم هو أفضل الطرق ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام