الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جمعة الغضب
إبراهيم الحسيني
2017 / 1 / 29اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
جمعة الغضب ..
ما أشبه اليوم بالبارحة
كانت الثورة المصرية تعتمل في صدور المواطنين ، من كافة الفئات والطبقات الدنيا والوسطى ، ضاقت الحياة بالمصريين ، استبدادا و فسادا ، فقرا وتفاوتا ، بطالة وبؤسا ، استخفافا واستهانة ، حرقا وغرقا ، تهميشا وتدميرا ، طغيانا وجباية ، تهجيرا وتطفيشا ، ذلا وانكسارا ، كآبة وحزنا ، خوفا ورعبا ، وانفجر الغضب ظهر الثلاثاء 25 يناير 2011 .
وما كان العنف الذي استخدمه النظام بأجهزته الأمنية ، أيام 25 و26 و27 ، قادرا على قمع المظاهرات التي تحولت إلى الشوارع الجانبية ، كر وفر ، كمون ومباغتة ، شهداء وجرحى ، انكسر حاجز الخوف ، فخرجت مدن مصر لتثار لضحاياها ، في السويس والقاهرة والإسكندرية ، 28 يناير ، جمعة الغضب ، شهدائه وجرحاه ، غضب فيروزي ، ساطع ومتأجج ، ليواصل إصراره على إسقاط النظام ، ورحيل الطاغية حسني مبارك ، كان الدم قد سال ، الرصاص يقتل ويجرح ، القنابل المسيلة للدموع تمطر ، وسيارات الأمن المركزي تدهس وتهرس ، ولكن حاجز الخوف كسر ، والنار المكبوتة في الصدور ، نار الذل والمهانة ، بركان من الغضب انفجر ويتصاعد ، يكتسح قوات الشرطة والأمن المركزي : الشعب يريد إسقاط النظام ، وما كان من رأس النظام إلا أن يخلع زيه المدني ، ويستبدله بزيه العسكري ، زى الجنرالات ، ويلجأ إلى الجيش لقمع وإخماد المظاهـرات .
ما بين الساعة الخامسة والسادسة ، جرت مياه كثيرة في البحيرة ، استسلمت الشرطة وانسحبت مذعورة ، أمام صمود وإصرار المتظاهرين ، في معظم ميادين مصر ، بعدما أنهكت وخارت قواها ، وخلت مصر من المؤسسة العسكرية ، لم يعد هناك بوليس ، فر ، ولا جاء الجيش بعد ، الذي يحتكر السلطة من يوليو 1952 ، وبوعي جمعي ، تتجلى فيه عبقرية وحضارة الشعب المصري ، لم يخش الجيش ، بل زحف ملايين بصدور عارية ، إلى ميادين مصر : هذه لحظة مناسبة لاقتلاع مبارك والطغمة العسكرية الأمنية من سدة الحكم ، الجنرال حسني مبارك رئيس الجمهورية ، الجنرال زكريا عزمي رئيس الديوان ، الجنرال صفوت الشريف أمين الحزب الوطني الديمقراطي ، هذه هي الثورة ، ثورة على رأس وجسد المؤسسة الحاكمة ، وهذه هي الساعة المواتية ، التي أسترد فيها الشعب سيادته ، لتقف مصر على قدميها ، لا على رأسها ، السيادة للشعب والأمة مصدر السلطات ، ، ساعة من الزمن ، هي ساعة الثورة ، ساعة تاريخية ، تحولت فيها مصر من نظام إلى نظام ، من شرعية إلى شرعية ، من الأوامرية إلى الحرية ، من الواحدية إلى التعددية ، وهكذا تمضي الثورة المصرية إلى حلقة جديدة من حلقاتها ، وانتقلت بالثورة الوطنية إلى الثورة الديمقراطية ..
وما أشبه اليوم بالبارحة .. وما أحوجنا إلى جمعة غضب جديدة متطورة نوعيا وكيفيا ..
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا شما
.. خليل العناني: الدعم الأمريكي اللا محدود يغري نتيناهو بتوسيع
.. ترمب: إسرائيل ستمحى من الوجود بحال لم أفز
.. انفجار سيجارة إلكترونية يجبر ركاب طائرة على الإخلاء
.. ترمب يهدي طفلاً مصاباً باضطراب دماغي نادر في نيويورك