الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراتب الوجود في القرآن الكريم

سامر أبو سمرة

2017 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مـــــراتب الوجــــــــود
===============
بعد أن ألقينا الضوء على مفهوم المادة ، التي هي – كما رأينا – جسد المكان ، وساحة تصورنا لمفهوم الزمان .. لا بد من إلقاء الضوء على كلِّ مراتب الوجود ، ولو بشكلٍ مختزلٍ جداً ، حتى نستطيع تصور كلّ مسألة من المسائل التي سنتناولها – إن شاء الله تعالى – في الفصول القادمة ، ضمن ساحة مرتبة وجودها ، مما يساعد تصورنا في إدراك هذه المسائل ، وفي إدراك الحدود الفاصلة بينها ..
إنَّ للوجود ثلاث مراتب :
١--- – الذّات الإلهية وصفاتها : وهو وجود مطلق غير محكوم للمكان والزمان ، وهو حاكم للمكان والزمان .. وإليه تعود كلُّ الموجودات الأخرى ..
٢--- – عالم الأمر ( كالروح والقرآن الكريم ) : وهو وجود غير محكوم للمكان والزمان ،.. وهذا الوجود يتعلَّق بصفات الله تعالى مباشرةً .. وفي ساحة هذا الوجود لا تجتمع المتناقضات ..
٣--- – عالم الخلق : ويتكون من مرتبتين :
أ – وجود مخلوق غير محسوس ( كالنفس البشرية ) : وهذا الوجود على الرغم من أنه متحرر من قانون المكان والزمان ( أي ينتمي إلى عالم ما فوق المادة والمكان والزمان) ، إلاّ أنه يخضع لقوانين المكان والزمان حينما يؤطَّر بجزئيات المادةّ في عالم الحس ،كالنفس البشرية حينما تكون داخل الجسد ..
ب – وجود مخلوق محسوس ( عالم المادة التي تنتمي إليه أجسادنا ) : وهو وجود محكوم لقوانين المكان والزمان ..
وعالم الخلق وعالم الأمر يعودان لله تعالى ((ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين ))
---
فعالم الأمر يتعلَّق بصفاته مباشرة ، وخلق عالم الخلق الذي يحتاج في كلِّ لحظة لله تعالى ، حيث يعطيه الله تعالى حيثيات وجوده كما رأينا ..
ومن الخطأ الكبير النظر إلى موجودات عالم الأمر ، من منظار الزمان والمكان الذي يحكمنا ككائنات تنتمي إلى عالم الخلق ..
إنَّ إرجاع موجودات عالم الأمر ( كالروح والقرآن الكريم ) إلى زمنٍ محدد يتعلَّق ببداية وجودها ، هو محاولة لوضع معيارٍ لا ينتمي إلى عالمها أصلاً ، كالذي يريد معرفة اوزان الأشياء عبر معيار الألوان ..
فقولنا .. إنَّ موجودات عالم الأمر ( كالروح والقرآن الكريم ) مخلوقة ، هو قولٌ مغلوطٌ حسب معيار صياغة القرآن الكريم ، لأنَّ كلمة ( خلق ) في القرآن الكريم تعني إيجاد الشيء في عالم الخلق ..
وهذا لا يعني ( كما سيتوهم بعضهم ) أنَّ موجودات عالم الأمر مستقلَّة ( في إيجادها) عن الذّات الإلهية .. أبداً .. إنَّ عالم الأمر ، متعلِّق مباشرة بصفاته ، ومستقلَّ تماماً عن عالم الخلق المحكوم لقوانين المكان والزمان ..
والخلط الذي يمكن أن يحصل في تصوراتنا حول مراتب الوجود هو بين عالم الأمر وعالم الوجود المخلوق غير المحسوس .. ولذلك سنلخص الفارق بين موجودات عالم الأمر وموجودات عالم الوجود المخلوق غير المحسوس ، حتى نستطيع تصور الخط
الفاصل يبن هذين العالمين ..
١--- – موجودات عالم الأمر تتعلَّق بصفات الله تعالى ، فلا تحمل إلا الصفات الإيجابية
.. بينما موجودات عالم الوجود المخلوق غير المحسوس ، منها من يحمل صفات إيجابية دائمة كالملائكة ، ومنها من يحمل صفات إيجابية وسلبية ، كالأنفس البشرية ، وكعالم الجن ..
٢--- – موجودات عالم الأمر لا يمكن أن تخضع للزمان والمكان .. بينما موجودات عالم الوجود المخلوق غير المحسوس تخضع للزمان والمكان حينما تؤطَّر بالجزئيات المادية في عالم المادة والمكان والزمان ..
٣--- – موجودات عالم الأمر لا يطلق عليها اسم الشيء ( كما بينا في النظرية الثالثة "الحق المطلق" وفي كتاب قصة الوجود ) ، شأنها بذلك شأن الذات الإلهية .. بينما موجودات عالم الوجود المخلوق غير المحسوس ، تخضع لصفات الأشياء حينما تؤطَّر بقوانين العالم المادي ، شأنها بذلك شأن موجودات عالم الوجود المخلوق المحسوس ..
ويمكننا أن نشير إلى بعض التشابه بين موجودات عالم الأمر ، وبين موجودات عالم الوجود المخلوق غير المحسوس حينما تكون خارج إطار عالم المادة والمكان والزمان ..
١--- – كلاهما غير خاضعٍ للمكان والزمان ..
٢--- – كلاهما لا يتفاعل مع مسألتين متناقضتين في الوقت ذاته ..
من كتاب القدر للمهندس عدنان الرفاعي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز