الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود - الجزء الأول

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2017 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليست مشكلة الرب في صراع الحجاب وعهورة الجسد بقدر ما يستر الحجاب العهر .
الكاتب
الاستهجان الفكري والانطباع الانساني لا يلبث الا ان يشرع متسائل عن مبهمات هذا الكون باحث عن حقائق يجعلها قاعدة ارتكاز له. طافئ شيء من الحيرة والقلق لا يمكن ان يختزلها الفكر البشري بمرحلة الوجود الآني وديمومة المسير المجهولة البداية والمبهمة النهاية حيث رحلة العدم الى الوجود ومن ثم الرحيل الى عالم الفناء. وهنا تفنن في رسم صورته الرسل والمبشرين والعديد من المؤدلجين ضمن إطار الكتب السماوية او اساطير الخيال العلمي الموجدة في الديانات الوضعية.
بالأمس وانا اقراء القران ولأني مسلم اعاني بين الحين والاخر من ازدواجية كبرى في تصديق العلم واتباع الخرافة . خوفا من عذاب الله والموت والبرزخ حيث المنطق يرفض ماهية محتوى النصوص من استدلال عقلي يناقضه الشعور العقائدي. أخذني نحوا ما جاء من أحاديث الترهيب والترغيب وغيرها.بالأمس استوقفني ما قاله الله عن بدء رسالاته مع البشر في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب / 72 ) ما تسائل عنه العقل هنا ما هيه الامانة؟ هل الدين الحياة المال الاولاد؟ ماذا عرض الله واين ومتى وكيف. لنرى ما قاله المفسرين في هذا
. تفسير ابن كثير" (6 / 489) ..كل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عُوقِبَ ، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا مَنْ وفق اللَّهُ " انتهى.
قال قتادة : الأمانة : الدين والفرائض والحدود .وقيل : بل عنى بالأمانة في هذا الموضع : أمانات الناس .وقال بعضهم : الغسل من الجنابة .وقال زيد بن أسلم : الأمانة ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة.!!! لا افهم سبب ربط الغسل من الجنابة في هذا الامر.
اما الطبري يصرح . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عُنِي بالأمانة في هذا الموضع: جميع معاني الأمانات في الدين وأمانات الناس وذلك أن الله لم يخص بقوله: (عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا" انتهى. "تفسير الطبري" (20 / 342 لا اعلم منهم الذين قالوا وما ذا قالوا وهل كان معهم عندما قالوا ..مضحك هذا التفسير ..نستمر
الشنقيطي رحمه الله:
" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه عرض الأمانة، وهي التكاليف مع ما يتبعها من ثواب وعقاب على السماوات والأرض والجبال، وأنهن أبين أن يحملنها وأشفقن منها، أي: خفن من عواقب حملها أن ينشأ لهن من ذلك عذاب الله وسخطه، وهذا العرض والإباء والإشفاق كله حق ، وقد خلق الله للسماوات والأرض والجبال إدراكا يعلمه هو جل وعلا ، ونحن لا بعلمه ، وبذلك الإدراك أدركت عرض الأمانة عليها ، وأبت وأشفقت ، أي : خافت "أضواء البيان" (36 / 139) لا اعلم ما فائدة النص القرآني اذا كان الله فقط يفهم ادراكا ما يقول . ولماذا اقحم الخلق في ذألك...رحم الله الشنقيطي كغيره فسر الماء بالماء .
انتهى العرض المسرحي لدى مفسرين القران حيث وقفت محدودية العقل والادراك الزمني بهم الى هكذا مستوى لا يتعدى أن يغادر الزمكنة مع انعكاسات لصورة مبهمة كانت مصاحبة إلى احتياجات نفسية أو معاناة من احتياج مجتمعي فمنهم من راح إلى غسل الجنابة و الأخير يبحث في مصداق عام و منهم من شمل الأعراف البشرية اجمالا . يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الا يدل هذا على ان ليس هنالك حقيقة واضحة؟؟؟
فهد لعنزي ــ السعودية ( 2017 / 2 / 4 - 07:26 )
اخي الكريم بعد التحية. يتبين من التفاسير الذي اوردتها بان ليس هناك اتفاق بين المفسرين مع ان الله في القرآن يقول: انزلناه بلسان عربي مبين.ولنا ان نسال عندما عرض الله الامانة على السماوات والارض (ولم يقل الارضين) والجبال فابين ان يحملنها وحملها الانسان والسؤأل هل خلق الله للسماوات والارض والجبال عقولا وعرفهم معنى الامانة فرفضوها وهل كان الانسان آنذاك يعرف ما هي الامانة ـ وما هو المقصود بالانسان هل هو أدم؟ ـ التي كانت ثقيلة عليه فقبلها وهل لو رفضها لكان اصوب لان بحملها كان ظلوما جهولا ؟؟. هل كلف الله البشر بمالا يطيقونه وهو في آية ثانية يقول لا يكلف الله نفسا الا وسعها.والسؤآل اذا كان القرآن رسالة عالمية كما يعتقد المسلمون فلا بد ان يكون واضحا ولا يحتاج الى مفسرين حسب الاهواء. اذا كنا نحن العرب في حيرة من امرنا فما حال الاعاجم الذين يعتمدون على ترجمات اناس مغرضين وهل حقا انهم يعون هذه الماساة وعلى اي اسس بنوا ايمانهم؟؟؟.عندما اسمع ان باكستاني او افغاني فجر نفسه دفاعا عن الله ورغبة في الحور ينتابي ذهول واتسآءل على ماذا بنى ذاك الغبي يقينه ؟؟. هل هو اعتماد على تفاسير السلفية؟؟. عجب


2 - فهد العنزي
علي مهدي الاعرجي ( 2017 / 2 / 4 - 09:15 )
عزيزي اخ فهد انا اسف لعدم نشر تعليقك بسبب ادارة الحوار المتمدن و ساقدم شكوى لاعادته
... يا اخي نعم ستجد اجابة ولربما زيادة في التشكيك في الاجزاء البقية من المقال ... وانا متفق معك لا توجد حقيقة واضحة / تحيتي لك و احترامي


3 - الاخ علي مهدي الاعرجي المبجل
فهد لعنزي ــ السعودية ( 2017 / 2 / 5 - 05:27 )
اشكرك جزيل الشكر على تفضلك بالاصرار على اعادة نشر التعليق وكم انا سعيد بعودتك بعد طول غياب متمنيا لك وللعائلة الكريمة العمر المديد. نحن في انتظار المزيد من مقالاتك التنويرية والتي تنم عن حرصك على اظهار الحقآئق كما تراها وللاخر الحق ان يناقش ايجابا او سلبا لان الهدف هو ايجاد الحقيقة ولا شيء غير ذالك. شكرا لك.


4 - اسعدني كلامك اخ فهد
علي مهدي الاعرجي ( 2017 / 2 / 6 - 20:08 )
شكرا لك يا اخي ولكلماتك الجميلة ..حقا اسعدتني ..
وافرحتني انا في واقع الأمر اتعلم منكم .واتنور بطروحاتكم

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص