الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومرت سنتان من زواجنا سريعاً

اميرة محمود اوقاسي

2017 / 2 / 5
المجتمع المدني


كم يمر الوقت سريعا، سنتان زواج وبضعة اشهر ، عندما اشاهد صورك، اقول كم كنت وسيما وساحرا انذااك، اي عادة من عاداتك كنت اراها رائعة، لايمهني انك تريد ان تشرب السجائر كنت اري طريقة سحبك لدخان سيجارة مثيرة وكنت اموت فيك،،،،،، بعد الزواج لاحقتك ولا ازال كي تتوقف عن تلك العادة السيئة ولقد نجحت في ذلك تقريبا بحيث انخفض معدل شربك للسيجارة الي نسبة شبه معدومة
هل مرحلة ما قبل الزواج تكون عشق لكل عادات الشريك ثم ما نلبث ان نري فيها عيوب ونحاول ان نغير فيه ما نستطيع تغييره
ربما الزواج سجن، ولن اقول مثل باقي انصاف المتعلمين ان العيب في مؤسسة الزواج واقف عند هذا الحد، اذا اردت طرح مشكل فلتذهب الي عمقها او لا تطرحها من الاساس لانك خلال ذلك لن تختلف كثيرا عن العامة سوي في انك تملك عبارات رنانة اكثر وتجيد زخرفة نفس الواقع الذي يعرفونه، ، علي النخبة علي الاقل ان يتمتعوا بسعة الافق والرؤية وان يفكروا خارج المالوف، كي لا يصبح النخبة والشعب والقطيع كلهم يلكونون نفس العبارت
كنت اقول ان الزواج سجن ليس لانه ممل مثلما يظن الذكور، او لان الذكر قد انتهي من صيده فيبدا في شيئنة زوجته مثلما تظن النساء، لان ذلك موضوع اخر كان يجب ان يكون واضحا قبل اتمام الزيجة اذا كان افراد هذا المجتمع قد اتعبوا انفسهم وقرؤوا نصف كتاب لكي تتضح لهم الرؤية، ذلك موضوع اخر، الزواج سجن من ناحية ان المنظومة لا تترك لك وقتا لكي تعيش، ان تحس بالزواج وتذوق طعمه، في حالة نفترض فيها ان اطراف الزواج فيها اشخاص واعون مثقفون غير مؤدلجين، سنتفق انهم فردين متحررين لدرجة ما من قيود المجتمع وقوالبه وخط سيره العام، لديهم مستوي معين من الثقافة..... الذكر لا يري نفسه ذكرا بناءا علي انعدام الانثي، والانثي لا تري نفسها انثي منزوية في البيت تبيع خدماتها مقابل المهر والنفقة...
تخلصوا من الادلجة الاجتماعية التي تضع الرجل والمراة علي طرفي صراع، صحيح تخلصوا من كل ذلك، لكن لا يزالا تحت سيطرة الظروف الاقتصادية، هذا ما حصل معنا حبيبي، اتظن انك حر؟ حاول ان تذهب لاي مكان بدون نقود... كنا شابين ولا نزال اظن ان الشباب حالة نفسية ذهنية بحثة ليست لها اي علاقة بالسن، اردنا ان نعيش... كانت حياتنا السابقة نحن الاثنين متميزة بكبت وحرمان، انت في مصر تحت ظغوط وقيود العائلة ولاحقا الفقر وانعدام الفرص في الدولة البوليسية التي تمثلها مصر وانا في بلد كذلك له قيود وينظر للفرح والمتعة نظرة ريبة ضف الي ذلك نسبة كبيرة من الفقر وثقافة الرعب في دولة اخري بوليسية تمسك شعبها بيد من حديد
كنا ثائرين علي واقعنا، عزمنا علي وضع حد لمعاناة الطفولة وسنين المراهقة، رفضنا ان يتكرر الامر في حياتنا الزوجية لا، نحن شخصين مختلفين، مختلفين عن اهالينا واجدادنا وبالتالي مختلفين عن مجتمعنا، اردنا بحياتنا ان نصحح اخطا والدينا، نريد ان نعيش عيشة مختلفة، يتضمن ذلك اننا اردنا ان نخصص من مدخولنا جزءا كبيرا للخروج والفسحة، تذوق الفن الذي لا يبالي به مجتمعنا، الذهاب الي المسارح والندوات الثقافية ولما لا الاوبرا كذلك، السفر والتمتع بالحياة هكذا راينا الحياة ولا زلنا نراها كذلك والا فما قيمتها؟
احلامنا جميلة ولا زلت مقتنعة انها ليست مجرد احلام، لم اصل في ذروة حزني وانسداد كل الابواب في وجهي الى فقدان الامل نهائيا او ان اكفر بما امنت به، عناد ربما طفولة، سمها كيف شئت، يظل شيئا يعطيني قوة واظن ان تجارب كل شخص تعنيه وحده فمن مر بتجربة سيئة خرج منها يلعن الدنيا فليحتفظ بلعانته لنفسه، ويترك لكل فرد حرية ان يستخلص من تجربته ما يراه مناسبا لنفسه حسب طباعه وميوله الشخصية، لا احب السوداويين ولا المتشائمين، لم اعش حياة علي القطن )مثلما يقال عندنا( لكن لا اري الحياة فارغة بلا معني
ربما لوجودك ياحبيبي دورا، فلقد وفقت في ايجاد توام روحي، امر لم يحصل عليه الكثيرون
كما قلت انفا اردنا ان نعيش جيدا، في وطن مثل الدول البوليسية حيث يحكمها الحديد والنار تلك الرفاهيات الثقافية مكلفة، كي تتمكن من تغطيتها تحتاج لدخل جيد، كذلك في الدول البوليسية حيث تحكم بالحديد والنار، الكفاءات فيها مهمشة، بل جميع من يعرف حقوقه ويعمل بجدية واتقان يتم رفضه من اول مقابلات العمل، لا يحبون سوي القوالب الجاهزة التي تخضع لخط السير العام، مظلومة ممن فوقها وتظلم من هم تحتها، مايعة تتمطط كاللبان مع كل الاصناف تتلون بكل الالوان، تقف مع كل تيار، ليس لها مبدا سوي الربح المادي مهما كان طريقة الحصول عليه وفوق ذلك تتسم بدرجة غباء كبيرة وجهل منقطع النظير
اذا في ظل كل هذه الظروف، بعقلية مثل عقليتنا حبيبي، كفاءات وناس تبني نفسها بدون شهادات، نطلب مرتبات تحفظ لنا عيشنا الكريم بين قوسين، اقول بين قوسين لان العيش الكريم اصبح اقل حق يحصل عليه اي قرد في افريقيا السوداء مجانا، اذا اردنا عيشا كريما ومساحة حرية لانفسنا نستطيع فيها ان نتبادل الحب ونعيش حياتنا مثلما اردنا
امر صعب الحصول عليه، من تظنان انفسكما؟ في الدول البوليسية وحتي غير الدول البوليسية يجب ان يعمل المرء وظيفتان او اكثر، الناس الذين لديهم حياة عائلية غير مرغوبين في سوق العمل، نريد افرادا محطمين، فاشلين في الحب، فاشلين كاباء وامهات، يتركون اطفالهم لساعات طويلة امام التكنولوجيا الفارغة لكي يقتلوا انفسهم في العمل، ليس لديهم شيء عزيز في البيت لكي يعودوا اليه، الزوج لا يحب زوجته وهي كذلك، هو لا يري ان من مهامه ان يربي اطفاله اما المراة فقد تجاوزت تقريع المجتمع لها بانها قد اهملت اطفالها واعطتهم الاذن الصماء، ويهيء لها انها ذاقت طعم الحرية وتحقيق الاستقلال المادي، واقول استقلال مادي كذلك بين قوسين
هذا ما تريده المنظومة، افرادا متفانون لاجلها، يعلمون ليل نهار وهي تمنيهم ببعض الترقيات وبعض المزايا الزائفة وبعض المظاهر البراقة التي قد تخدع النفوس العطشي للماديات، يسالونني في مقابلات العمل وعيونهم تلمع، ليس لديك اطفال؟ هل انت متفرغة تماما؟ اذا اجبت بالايجاب يزد درجة اللمعان وكانهم يقولون هذه هي الفريسة المنشودة، اعملي ليل نهار، اعصري لنا عقلك وارينا ابداعاتك في كيفية تخدير هذا الشعب المغيب وبيعه السلع الرديئة، ارينا مهارتك في اتمام صفقات نتاجر فيها بارواح الناس وهمومهم، ارينا كيف تكوني امراة ناجحة بقدر نجاح الذكر الذي ليس له خيار في هذه المنظومة سوي ان يكون قاتلا او مقتولا
اما الاشخاص الذي يريد ان يعمل لفترات قصيرة لانه يملك زوجة تنتظره واطفال يحبونه ودفء عائلي اهم من بريق المادة اولئك غير مرغوبون، هم غير مرغوبون لاسباب عديدة، انهم غالبا ما سوف يفظلون العائلة علي العمل، فلن يعملوا بقدر عدد الساعات التي يعملها الفاشلون في حياتهم العاطفية، وكذلك لان اشخاص كهؤلاء بحكم قوة الروابط الانسانية بينهم وبين ذويهم فان ضميرهم اكثر صحوة من اولئك الفاشلين وبالتالي فانهم لن يقبلوا باي عمل غير شريف، ربما قد يري في وجوه اطفال اخرين وجه ابنه، او ابنته او زوجته وسيحجم عن فعل شيء يضر بالبشر، في حين اولئك الفشلة فلا شيء يوقفهم الجانب العاطفي لديهم ضعيف ، طغت المادة علي الجانب الروحي لديهم واصبحوا عبارة عن الات تنفذ كل ما يتطلب لتحقيق الربح المادي
كنا انا وانت ياحبيبي نفضل ان نعمل بحد معقول ثم نجتمع مع بعض، وطبعا لان ضميرنا حي لم نكن نقبل باي نوع من الاعمال، خاصة تلك التي يفرزها سوق العمل من خدمة الكذب علي العملاء تحت مسمي الماركيتنغ او خدمة العملاء ومالي ذلك من كلمات رنانة ظاهرها عسل وباطنها سم
لذلك لم نستقر في عمل طويلا او لم نرتق لاننا كنا عناصر شغب تعرف حقوها وتحاول ان تنشر الوعي بين زملائها، وكنا نرفض عروضا اخري لا تترك لنا اي مجال لحياتنا العائلية، لذلك لم نحقق اي نجاح علي المستوي المادي، وصرفنا اغلب مدخولنا في التلذذ بالحياة
لذلك مرت علينا اوقات احسسنا فيها اننا في سجن بسبب الضائقات المادية، عبء الفواتير التي يجب دفعها والالتزامات، ايجار البيت، ومصاريفه، ماكل ملبس ووو، ذلك السجن قد جعلني احيانا انسي كم كنت احب كل عاداتك السيئة، كم كنت ساحرا، كم هي جميلة تكنولوجيا التصوير، اشاهد صورك واحس بحنين جارف اليك، كما احس بحنين جارف لزمن لم اعرفه زمن لا يتوجب علي فيه ان اعمل شيئا مخالفا لضميري لكي اكل والبس واتحصل علي مسكن، او ان نبتعد فيه عن بعض ساعات طويلة لمجرد الجري وراء لقمة العيش البغيضة تلك
لذلك قلت في البداية ان الزواج اصبح سجن ليس لانه سجن الحب او مثلما يقولون انصاف المتعلمين الذين اختاروا ان يفشلوا في حياتهم، لا اطلاقا، لكن المنظومة والتي هي اقتصادية بالدرجة الاولي هي التي خلقت هذا السجن وتحاول ان تضع لنا عراقيل بقدر ان نحاول نحن اذابتها وازالتها من عقولنا، لان العقل هو من يصنع رؤيتنا للواقع، لذلك ياحبيبي احيانا يجب ان نهرب من الواقع كي نستطيع ان نعيش جيدا وان نشحن طاقتنا من ثانية عندما تتاكل من هذا العالم البشع، وان نحاول ان نري في كل هذه البشاعة جزءا من الجمال، انه صعب لكنه ممكن
كنت ومازلت زوجي الذي اعشقه ولا استطيع الحياة بدونه، ومن الجميل احيانا العودة الي الوراء وصولا الي ما نحن عليه اليوم، من الجيد ان يختلي المرء بنفسه لكي يكون ممتنا لما لديه رغم كل الصعاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06


.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في




.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل