الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي بن أبي طالب. التعقيد النفسي العصابي

عبد الله الشيخ

2017 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثر قبح صورة عليّ على نفسيته، وعقده، فانزوى في بيته، منذ طفولته، ولم ينجح في تكوين أيّ صداقة في تلك الطفولة، التي تعتبر أهمّ مرحلة لتكوين الصّداقات، وظلّت الحالة ملازمة له في بلوغه، وكبره، فلم يألف أيّ صحايي مهمّ، وكلّ من ألفهم وألفوه من صحابة الصف الثالث والرابع في الأهميّة، أو من غير العرب، ولهذا لم يستطع كسب أي شخص إلى الإسلام، مع أن من المفروض أن يجلب ويستهدي أكثر من أي واحد لصغر سنه، وظلّ منزوياً حتى بعد إسلامه، لذا نراه يتطرّف بالحروب لإثبات جدارته كردّ فعل لوحدته الدّاخلية، ولهذذا أحجم عن الذّهاب إلى سقيفة بني ساعدة يضاف إلى هذه النقطة سببان إثنان آخران مرتبطان بتعقيد نفسيّته، وشذوذه:
1- لم يكن عليّ بن أبي طالبٍ يرى في نفسه القدرة اللازمة، والكفاءة اللّتين تؤهّلانه للوقوف في وجه الأنصار. فالقدرة تعني مؤهلات مهمّة أولّها الجدارة، والجدارة تفضي إلى قابلية التّطبيق، والتّطبيق يفضي إلى الفضل، ولهذا برز صحابة محمّد بقدراتهم، وكفاءتهم، وجدارتهم في العمل التي أبرزت فضلهم في خلق إمبراطورية عظمى، ولولا مواهبهم ما انتصر العرب، وكان عليّ خلواً من كلّ تلك المثل العليا، ومن قوّة الشّخصية، والتّفاني في سبيل الآخرين، ولهذا أدرك أنّه إن ذهب إلى السّقيفة، فلا يستطيع أن ينافس أبا بكر، أو سعد بن عبادة الأنصاري، فالأول رجل المهاجرين من دون منازع، والثّاني رجل الأنصار. وقد برز أبو بكر بأفعاله العظيمة في سبيل الإسلام، وخدمته محمّداً، قبل الهجرة وبعدها، وبتضحيته بما يملك، بينما برز الثاني كزعيم الأنصار القويّ من دون منازع.
2- كان عليّ غير محبوب من قبل المسلمين، لأنّه استغل زواجه من فاطمة ابنة محمّد أبشع استغلال، ولقربه إلى الرّسول أكثر من أيّ صحابيّ آخر، ولما كان مهزوز الشّخصية، غير مستقر نفسيّاً، ويشعر بعقدة نقص كبيرة، لقبحه، ولونه المائل للسّواد، فقد أراد تعويض ذلك بالغرور والتبجّح، والمتبجّح أو المتكبر غير محبوب في جميع المجتمعات تلك الصّفات أبعدت النّاس عنه.
4- يدعي عليّ أنّه مظلوم، وأنّ أكثرية المسلمين يكرهونه، لأنهم يغارون منه، كما يدعي مناصروه، وينسى أنه قام بأعمال تدلّ على استهتار شديد بهم، وبعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم الإسلاميّة بالذّات، فهو الوحيد الذي ضحك بالصّلاة، وهو سكران، والإسلام يعتبر الصّلاة عمود الدين، وهناك خبر مهمّ جداً، وهو أن أحدى القبائل ارتدت وكان على رأس مطالبها إسقاط الصّلاة عنهم إن هم آمنوا به، لكنّه رفض وأصرّ على محاربتهم، ولعل ضحك علي بالصلاة وهو في حالة سكر، يعتبر أفضع أنواع الاستهتار، ولو قام به غيره لنبذ كليّة، لكنّ المسلمين غضّوا النّظر إلى هذه المثلبة، لكونه زوج فاطمة، وابن عم الرسول، وهناك حادثة مهمّة تبيّن مدى حقد على على الصّحابة، فعند رجوعه من اليمن، رفض أن يريح رفاقه في الجيش، بتركهم يعتلون إبل الصدقة، واجبرهم على أن يسيروا على أرجلهم من اليمن إلى المدينة، وهو طريق طويل وعر نحو ألف كيلومتر، وحدث أن غاب فترة قصيرة عن القيادة، فعمد نائبه، وكان صحابيّاً رؤوفاً، سليم الطوية، غير معقد، عمد إلى السماح لأفراد الجيش بركوب الأبل بالتّناوب، لكن عليّا عندما عاد رجع إلى سيرته الأولى وأنّبّ نائبه، ومنعهم من الركوب. وعندما اشتكوا للرسول لم يقبل شكايتهم، وهذا يدلّ على انحياز محمّد لعليّ لأنّه ابن عمه، وزوج ابنته، والخبر متواتر، لا يمكن إنكاره، ولست أدري لماذا يمنع رفاقه في الحملة من استعمال الإبل في طريق طويل وعر؟ أهو يستمتع بتعذيبهم؟ وإن كانت الطّبيعة منحته قوةَ تحمّل تفوق غيره، أفليس من الرّحمة وحسن الخلق الرّأفة بافراد الجيش؟ وماذا لو كان البعض قليل التّحمّل؟ أليس من حسن الخلق الرّفق بالنّاس حتى لو كانوا غرباء؟ فكيف بالرّفاق؟ فهل ينتظر غليظ القلب كعليّ أن يبايعه مثل هؤلاء؟ نعم هو خبير بالشّكوى من الآخرين، ومن يتصفّح نهج البلاغة يراها مليئة بالتّشكي، أراد أن يتحتكر الشّكوى ويحتكر معها الإسلام وحده.
4- حاز علي على سخط الصّحابة لسبب آخر مهم، وهو خطبته لبنت أبي جهل، فقد كان رؤوس الصّحابة، يتمنّون أن يتزوّجوا فاطمة، لأنّها ابنة محمّد، لكنّ النّبي آثر أن يزوجها عليّ، ليقرّبه منه، لأنّه قريبه وربيبه، وعندما تزوّجها، حصل على المجد، والقداسة، وبعد أن شبع منها أراد أن يتزوج على رأسها ابنة أبي جهل، رآها في الشّارع، وأعجب بها، لكن محمّد رفض، وأنبّه بشدّة، على رؤوس الأشهاد، فوقر هذا في قلوب الصّحابة، وتغّيرت نظرتهم إليه، واعتزلوه.
وهناك نقطة أخرى هي إساءته لمحمّد وفاطمة إساءة كبرى، يغفلها الجميع، ولا يشيرون إليها، فقد تزوج بعد وفاة فاطمة بأربع زوجات في أسبوع واحد، تزوجهم قبل أن يبرد دم فاطمة. لا شكّ أنّ هذا العمل يدلّ على غلظة قلب شديدة، وقسوة لا يمتلكها قلب رقيق، فمن يقوم بهذا العمل الشنيع يتوقّع أن يحبّه الآخرون؟
لو ذهب عليّ إلى السقيفة، وعرض نفسه لخذل خذلاناً تاماً، فلم يكن لديه سجلّ مشرف يباهي به، ولم يستمل أحداً إلى الإسلام، ولم يحترم الصّلاة، وتجاوز تحريم الخمر، وأساء إلى فاطمة، ولم يعطف على جنوده في رجوعه من اليمن في ذلك الطّريق الطّويل، بينما استمال أبو بكر معظم زعماء الصّحابة، بأخلاقه السّامية، واشترى سبعة عبيد مسلمين ومنحهم حريتهم، وكان ثمن العبد آنذاك ثروة طائلة، وكان متواضعاً جداً، فقد كان يحلب نياق الجيران العجزة، قبل أن يصبح خليفة واستمر يحلبها بعد ذلك، حتى منعه الصّحابة، وكان متمسكاً بالصلاة وشعائر الدين، ولم يقرب الخمر قبل أو بعد الإسلام، وكان يوصي قادته بالعطف على الجنود وعدم إرهاقهم.
وفي الوقت الذي علّل أبو بكر أحقيّة المهاجرين بأدلة عقليّة، لم يكن عند عليّ سوى ترديد حديث عام، يتساوى فيه مع المسلمين كلّهم، لأنّ الله وليّ المؤمنين كلّهم، والمسلمون سواسية، لا فضل لأحد على غيره إلّا بالتّقوى.
5- كان من الثابت عدم تفضيل عليّ على غيره من الصّحابة، في وصايا وحديث محمّد وفي القرآن، وعندما أعلن عليّ أن محمّد أوصى به قبل أن يلفظ أنفاسه، نفت عائشة ذلك، فمن الثابت أن محمّد مات ورأسه في حجرها، ولو أوصى بعلي، لكانت أوّل من عرف. أما الدّليل الأكبر بعدم وجود وصية، خلوّ آية قرآنية منها، فقد جاء في آيات القرآن، وصايا صريحة، وأسماء صريحة، وأسماء حيوانات، وأماكن. ولو شاء الله أن يكون عليّ خليفة لمحمّد، لذكره، فليس حمار العزير بأفضل من عليّ، وذكر القرآن الغراب، والنّمل، والخيل، والجمال، والذّباب، والبعوضة، الخ لكنه أغفل ذكر عليّ.
وكان أمر النبيّ أبي بكر أن يصلي مكانه، حين مرض، بمثابة توصية له بالخلافة، وربما حسمت قضيّة مرافقة أبي بكر له طيلة حياته، اختيار المسلمين له، ولو ذهب عليّ وعرض نفسه منافساً، لأبي بكر، وسعد بن عبادة، وادعى أنه وريث محمّد في دينه، موصىً به من محمّد أو من الله كما ادّعى بعدئذ، لطولب بتقديم دليل على ادّعائه، كي يثبت صحّة الوصاية، ولما لم يكن عنده سوى حديث (خمّ) وهو حديث عام، وعليّ نفسه لا يعتمد عليه، لأنّه لم يذكره ساعة وفاة محمّد، ولو ذكره لجوبه بمعارضة شديدة، ولأتّهم بقلب الحقائق.
وسيأتي تفصيل هذه النقاط فيما يأتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيد بدون لباس
زهير الكاظمي ( 2017 / 2 / 5 - 20:10 )
قبل اقل من مئة عام اجتمع والي بغداد العثماني بسادات ومشائخ الفرات الاوسط على أثر قلاقل في المنطقه واثناء الاجتماع رأى الوالي ان اغلب الحاضرين قد ظهرت خصيانهم واضحه للعيان فأنبهم وعلمهم كيفيه لبس اللباس الداخلي... اغلبهم كان يضع خرقه سوداء على رأسه كأشاره بانهم احفاد علي بن ابي طالب ..... مسحهم الوالي بالارض وهم يمسحون الفلاحين والبسطاء بالارض متعه وخمس وتقيه وسوم عذاب .... كما يفعل احفادهم اليوم بالعباد والبلاد .... ابناء اللقطاء الحمض النووي بيننا وبينكم ليكشف حقيقة اصلكم وحسبكم ونسبكم

اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا