الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عين الله

حسام جاسم

2017 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تصادمت الأحداث
اختلق الجدل عمقا مسدودا في بئر الغنم المستورد و الشورت الصيني المورد
سيرا ...سيرا و اسوارا يلمع
كبتا....كبتا و انفجارا يلسع
حقول لزراعة النفظ و اشجارا يابسه الصدى
انهارت الموازنة و جلس السارق شبعان
صمت الجنون و سقط
وقع التيار الديني و المدني و العلماني و العميل في سلة واحده و تشابهت الوجوه الضاحكة على الفقراء
تناقلت الأخبار و الأحداث تبعا لجو الإعياء و الدماء تتسطر و تخرج عين الله من شمسها .

كنت أعتقد في طفولتي أن الشمس هي عين الله التي ترى كل شيء و تناسيت عيوني و رؤيتها
لم يعلمني أحد بأن الله عيوني التي أميز بها العدل و الحب و المساواة
تناسيت أن الله يتجسد بمفهوم العقل
اعتقدت أنه مجرد كتاب مطبوع قديم قبل عصر النهضة
لم أعرف أن الله يتجسد بعيوني
اعتقدت عينه هي الشمس و السماء جسده الواسع الذي يحتضن الكون
تتسلل في داخلي العقد النرجسية و حب التكسير و الزعل أثناء الليل
فعين الله ذهبت و اندثرت و حان وقت اللعب مع الممنوع
أفتعل المشاكل و أحرق دفاتر الكتب المدرسية و اخفي علب المكياج والعطور و الاكسسوارات و الملاعق و الأدوات المنزلية و الأدوية ..... كل شيء لم يعجبني إلقيه خلف بناية المدرسة
فالمدرسه تأسست أرض فقط دون بناء هرب أبو أحمد المقاول بالأموال و تم تهديد المهندس عشائريا من اعمارها
نساء المنطقه أصبحت تلقي النفايات في موقع البناء و خلف السور
كنت أعتقد أن المدرسه يسكنها جني نزل من السماء هربا من عين الله ليدمر كل من يقترب من هذة المدرسه جميع أصدقائي يتحدثون عنه
يقولون عنه أشياء مرعبه و كاذبه
لكنني صدقت ما يقولونه فهم الاغلبيه و انا فرد واحد فأنا الكاذب أن اعترضت أو ناقشت
اعتقدت أن الاغلبيه دوما على حق و أنني مخطىء و علي أن اصمت و أسير بعيدا عن تلك المدرسه .

رميت الكثير و الكثير من الأشياء خلف سور المدرسه
تناسيت غروري و كرهي للاشياء شيئا فشيئا
بمرور الوقت أدركت أن الشمس يمكنها الأختباء و الخوف من الغيوم و المطر
أدركت أنها كالبشر و عيوني أفضل منها فأنا أرى ما حولي في كل وقت سواء غيوم أو شروق فأنا لا اتغير
أدركت كم هي ضعيفة
و أدركت كم انا غبي لاخاف منها
تهدم لدي الخوف و لم أعد اخاف في النهار فشعور المراقبه مميت و أصبحت أكثر ثقه بأعمال التخريب و التكسير
كل شيء لا يعجبني يتكسر و يلقى خلف سور المدرسه
لم أدرك بفشل ذكائي إلا عندما رأيت ذلك الحلم
عين الله تقترب من الأرض و تصطدم بسور المدرسة و تحرق كل شي أمامها
جميع الأشياء تحترق و اصبحت المدرسة نظيفه
هربت منها و استيقظت لادرك ندمي على الخراب الذي افتعلته نحو أشيائي
اعترفت أمام نفسي بأنني فاشل و مخرب و أن عين الله كانت ترى و تسمع حتى خلف الغيوم أو الغروب
أدركت الله بعيوني و ضميري
و ليس الشمس إلا نجم صغير يقبع في الكون الواسع كما قال كتاب العلوم .
و تجسد الصدق بالاعتراف بالخطيئه
و تجسد الحب بلحظة النظر إلى عيوني و ليس إلى الشمس .
بعد مرور 3 سنوات أعيد إعمار المدرسة و درست فيها
تحقق الحلم
و اختفت النفايات و اختفى جني السور معها كما أرادت عين الله ذلك الأمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال