الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الذات (4) / تطبيقات عملية

سعاد جبر

2006 / 1 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تلعب تمارين الطاقة دورا فاعلاً في شحن الذات بالطاقة الفاعلة وتمكينها من حمل مفهوم إيجابي حول الذات ، يشعرها بالراحة والاسترخاء من جهة والتركيز ومواجهة الذات من جهة أخرى لحل المعضلات وفك أزمة المنغصات التي تعترض الذات في كافة أبعاد الحياة وتحدياتها ، وتلك التمارين قائمة على استراتيجيات التخيل وتفعيل مهارة الإدراك والتخزين لها في ظل تشفير ذاتي ، يستحضر معه عبر آلية تخزين القشرة الجديدة في الدماغ الاستجابة الانفعالية المناسبة للتحديات والأزمات ، في ظل رتابة هادئة متزنة . ينشأ منها تباعاً تفكير جاد مستقر ، يركز على مهارة بدائل التفكير بدلا من الركون إلى جانب واحد ضيق لايمكن الخروج منه في معالجة الأزمات والهموم المتعاقبة التي قد تتراكم لتنشأ حالة الإحباط والاكتئاب . وتسهم تلك التمارين في خلق حالة التفاؤل في الذات ورفع مستواها ، مما يعزز مفهوم إيجابي للذات ، يشكل النقطة المركزية في أهداف علم هندسة الذات وبرمجتها إيجابياً في الحياة
وتستهدف مقالتي هذه تسليط الضوء على ثلة مختارة من التمرينات في هذا الصدد ، وهي مطورة من قبلي ، لغاية تحقيق هدف الاسترخاء والاستجابة الانفعالية المناسبة معه من جهة ، وتحفيز الذات لمواجهة التحديات التي تعترضها وتوجيهها نحو أبعاد الإيجابية في الحياة بعيدا عن السلبية والمثبطات
وتلك التمارين تستند إلى استراتيجيات التخيل وتفعيل مهارات الإدراك والتخزين في الذاكرة بعيدة المدى ، ومهارات التشفير الحركي والصوتي والانفعالي في آلية تدريبية واحدة . تستهدف صنع الأريحية في الذات وتوجيهها نحو أهداف تثير التفاؤل والإيجابية في الحياة

المحطة التدريبية الأولى

ـ اجلس وحدك في حديقة ما أو أمام النهر أو على رمال الشاطئ في مكان جميل أو اجلس في غرفة هادئة لوحدك
ـ تنفس في هدوء وعمق بضع دقائق واسترخي تماما
ـ اترك عقلك بغير قيد يمرح حيث شاء
ـ اتبع تفكيرك في هدوء وعندما يتعلق تفكيرك بخيال استوقفه
ـ حاول أن تجعل فكرتك المتخيلة هنا وردة حمراء تتفتح جمالا في الطبيعة
ـ تنفس عبقها الجميل واستنشقه
ـ استشعر عبر حركة أوراقها صوت تصفيق عال لك
ـ استمع لصوت التصفيق وتنفس معه بعمق وهدوء
ـ اقبض يدك اليمنى عند سماع التصفيق وتنفس معه بعمق
ـ اعتبر قبضة يدك اليمنى تشفير للثقة بالنفس والإصرار على الهدف
ـ اشكر الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم
ـ كلما خالجك اهتزاز بذاتك أو تردد استخدم قبضة يدك اليمنى كإشارة وشيفرة لك على الثقة والإصرار واستشعر دوما من خلالها ( الهدوء ، تصفيق الأخرين ، التميز والعطاء في الحياة )
ملاحظة : يمكن أن تستخدم أية حركة يدوية لديك للتعبير عن التشفير ربما حركة إصبع ما وغير ذلك ، فأنت مخير باختيار الحركة التي تناسبك

المحطة التدريبية الثانية

ـ اجلس وحدك على مقعد مريح في غرفة هادئة واسترخ تماما لبضع دقائق وتنفس بعمق رتيب
ـ تخيل حولك قوة ملهمة عظيمة واشعر انك في مركز دائرة الإلهام وتنفس بهدوء وامتص هذه القوة الملهمة
ـ تخيل انك تستمع لصوت مقرئ جميل في القرآن أو موسيقى هادئة من الطبيعة أو من آلة ما وتخيل فيما لوكنت تسمع صوت المقرئ طاقة إيمانية تسبح في الفضاء فتعطر أجوائك وتغمرك بالأمن وتستلهم منها السعادة والهدوء ، وفيما لو كنت تسمع موسيقى هادئة من الطبيعة أو آلة ما تخيل ( الأنغام ، النوتات ) وهي تسبح في الفضاء ثم تتجه إليك في صورها المتتابعة وتستلهم منها السعادة والهدوء
ـ امتص عقلياً ما تراه حولك من الإلهام واحتفظ به في ذاكرتك
ـ بعد التمرين اهدأ في مكانك واستمر في التركيز والتنفس الرتيب بضع دقائق حتى تحصل على كفايتك من طاقة الراحة بالتنفس و المعاني الممتعة الهادئة
ـ استرح بعد التمرين إذا كنت متعباً ، واقطع كل تخيل حتى لا تشوش الإلهام
ـ عندئذ استنفذ تلك الطاقة في فكرة ما ، لوحة ما ، مشروعاً ما ، حل مشكلة ما ، نصاً ما ، لحناً ما ، قصيدة ما . الخ من إبداعات الطاقة الإنسانية
ـ اشكر الله الذي علم الإنسان ما لم يكن تعلم

المحطة التدريبية الثالثة

ـ اجلس وحدك في مكان هادئ واسترخ لبضع دقائق وتنفس بعمق
ـ تخيل حولك همومك في لوحة كبيرة جدا
ـ تخيل تلك اللوحة تصغر شيئا فشيئا
ـ استخدم قبضة يدك اليمنى والورقة بين يديك
ـ استشعر معها بالثقة بالنفس والإصرار على نزع الهموم من قلبك
ـ تخيل أمامك بحر والق تلك الورقة فيه وتخيلها تذوب في البحر بعمق حتى تكون نسيا منسيا
ـ تخيل همومك وقد غدت في بحر الحياة تذوب حتى تكون نسيا منسيا
ـ استرح بعد التمرين وتخيل تاج الأمل يجلس على عرش قلبك بأريحية وتمكين عال
ـ اشكر الله بعد ذلك الذي علم الإنسان ما لم يعلم

المحطة التدريبية الرابعة " تمرينات مركبة

ـ اجلس وحدك على طاولة تستقبل الهواء المتجدد عند الصباح في غرفة هادئة
ـ استنشق الهواء المتجدد بعمق وهدوء
ـ ضع ورقة بيضاء وقلم بين يديك
ـ سجل على الورقة أسباب مخاوفك
ـ تخيل تلك المخاوف صحراء جرداء بين عينيك
ـ ازرع مكانها أفكار بناءه إيجابية
ـ سجل تلك الأفكار على ورقة وردية بقلم اخضر
ـ تخيل ورقة المخاوف تذوب في البحر وتصبح نسيا منسيا
ـ تخيل الأفكار البناءة أشجار خضراء تتعانق غصونها إلى السماء
ـ تخيل معها أصوات تصفيقٍ عال لك
ـ استخدم قبضة يدك اليمنى لاستشعار الثقة والإصرار
ـ ارسم بعد ذلك خطة جديدة لحياتك على ورقة وردية بقلم اخضر ونفذها بإخلاص وقوة واستمرار
ـ اشكر الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم

وفي نهاية هذه المحطة أودعك أيها القارئ على الحب والسلام ألقاك عليهما في حلقة متجددة من سلسلة حلقات هندسة الذات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات