الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معنى كلمة يتبولون

ناجح شاهين

2017 / 2 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


معنى كلمة "يتبولون":
أوقفوا تدريس اللغات الأجنبية فوراً
ناجح شاهين
"يتبولون شو يعني يا بابا؟" يسألني سومر ابن الصف السادس الابتدائي، الطالب المتفوق تماماً في مدرسته. أضحك وأقول يتبول تعني "يعمل ميه، يعمل بيبي، يشخ". هذه الكلمات جميعاً يعرفها سومر. فقط هو لا يعرف معنى كلمة يتبول.
هل يمكن لغلام انجليزي في الثانية عشرة من عمره أن لا يعرف كلمة pee أو كلمة urinate ؟ محال بالطبع، لأنها اللغة التي يتحدثها، وهو يعمل ذلك ويقوله مرات عدة كل يوم، أما نحن فإن كلمة "يتبول" لا تستخدم في أي وقت في لغتنا الفلسطينية ولا المصرية ولا السورية ...الخ
صديقي المدرس الشاب يقول إنه لا خطر علينا من تعلم اللغات الأجنبية، وأنه يظن أن العربية الفصيحة بصحة جيدة. كيف تكون بصحة جيدة إذا كانت الكلمات الأساس يمكن أن لا تصل للمواطن إلا بعد أن يصبح رجلاً كبيراً؟ إنما ذلك دليل على أن العربية الفصيحة لغة أجنبية أو لغة ثانية في أحسن الأحوال. الحق أقول لكم بعد هذه الحادثة المدهشة مع ابني سومر لن أندهش إن وجدت شباناً خرجوا من المدرسة في وقت مبكر مثل التاسع أو العاشر لا يعرفون كلمة "يتبول" طوال حياتهم. وبالمناسبة كلمة يتبول أكثر استخداماً من كلمة "يتبرز". أظن الأخيرة غير معروفة على نطاق واسع.
لكن هذه كلمات أولية في صميم الحياة اليومية ومن أهم ما يلزمنا في التعبير عن ممارساتنا البيولوجية المختلفة من قبيل قضاء الحاجة.
نحن لم نقترب بعد من كلمات من قبيل "السيرورة، الصيرورة، الاستكناه، التموضع، الماهية، التماهي، الافتئات،...الخ". ربما أن خريج الجامعة لا يعرف هذه الكلمات. بينما طالب المدرسة المتوسطة في الأمم الأخرى يعرف ما يقابلها من كلمات.
لكن مشكلة سومر لا تقتصر على "يتبول". هناك اللغة المستعملة في الشارع والتي لم نقم بتعليمها له. وهي طائفة من التعابير المستخدمة في سياق الثقافة الذكورية لتمثيل الجنس واستخداماته المتعددة في النزاعات والمناكفات والنكت والطرف ....الخ.
ويعاني سومر أيضاً مع "اللغة" المصرية، والسورية –في سياق الأفلام الهندية المدبلجة- ومع طائفة أخرى من اللغات المستخدمة في لغة كرة القدم.
سومر والجيل كله يتعرضون لخليط مضطرب من اللغات التي لن تسمح لهم بإتقان أية لغة على نحو كاف لاستخدامها في المعرفة العميقة العالمة. يظل الجيل كله على سطح اللغة وسطح الواقع الذي يمكن أن تعبر عنه اللغة المشحوذة على نحو أفضل. ونخشى أن هذا ينطبق على مستوى اللغة التي يتمتع بها أستاذ الجامعة إن كانت العربية أو الانجليزية.
ما العمل؟
1. إيقاف تدريس اللغات الأجنبية فوراً.
2. إعطاء ما يربو على عشرين حصة للغة العربية الفصيحة.
3. النهوض بسيرورة تدريس اللغة العربية في مناحيها المختلفة كتاباً ومنهجاً ومعلماً ..الخ
4. العمل الجاد من أجل إزاحة اللهجات العربية من حيز الفضائيات وإحلال الفصيحة مكانها.
ربما يكون هناك أمل إن فعلنا ذلك في استدخال العربية الفصيحة لتقترب من مستوى اللغة الأم، مدخلاً للنهوض العلمي والتأسيس الضروري لبناء الأمة ووحدتها. خلاف ذلك سنواصل المسيرة ذاتها على طريق المنحدر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة