الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين جيل و جيل
رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
2017 / 2 / 14
المجتمع المدني
(1)
كثبرة هي العقبات و المطبات التي تعترض دروب الانسان في الحياة ، لكنه يسعى دائما الى التقدم نحو مواقع أفضل ، مستعينا بقدرته العقلية لأكتشاف ممرات عبور اليها ، باستخدام قدراته هذه في ظروف و تواقيت تتوائم و تنسجم مع واقع أحوال وممكنات الزمان و المكان ..
(2)
وفي مواجهة تعقيدات الحياة التي تشتد و تتعاظم مع تقدم الزمان فانه من الصعب إن لم يكن مستحيلا ، أن يحقق المرء المزيد من التقدم الايجابي لصالحه ولصالح مجتمعه و هوحبيس قيود صارمة من قيم و تقاليد مستهلكة و افكار وعقائد جامدة ، تكبله بحاضر راكد و ازمنة غابرة ..
(3)
و مهمة كل جيل في المجتمعات الحية والنشطة ان يكون عنصر نماء و تقدم جديد لمجتمعه ، فهكذا تقدمت الحياة الانسانية و تطورت بمفاهيمها و قيمها و معتقداتها واديانها وعلومها و فنونها ..
و لكل جيل مفاهيمه و قيمه التي ترسم له نهجه و اسلوب تعامله مع الحياة ، و هي سنة من سنن التطور الطبيعية أن تتغير بأستمرار مع تغيير الحاجات الانسانية الروحية و المادية و ضروراتها ، و كل محاولة للتصدي و الحظر على الافكار التي ترافق هذه التحولات يعد تخلفا و ارتدادا رجعيا عن التقدم و رفضا للمزيد من النماء و الارتقاء ..
(4)
وإن حالات التغيير والأختلاف في التفكير والفهم ، و الفعل والسلوك بين السلف والخلف من الأجيال ، ماهي الا حالة من حالات الصراع الحضاري الايجابية بين رفض و قبول لما هو سائد و ما يستجد .. رفض لبعض ما هو سائد من مظاهر وقيم فقدت جدواها ,و قبول ما يحل محلها باتجاه ما يرضي الاجيال الجديدة و يعينها على التقدم في مسيرة تحقيق طموحاتها بأبتكار الجديد ، المفيد و النافع لها و بالتالي للمجتمع ككل موحد ..
و المسألة ليست ارتدادا أو هدما لما سبق بنائه بل هي استمرارية لعملية تطور و بناء حضارية كتحديث و تجديد ، و كإختيار و تنقية لما هومفيد ، وتطهير لما دب فيه العطب و الاهتراء من أساسات متداعية نخرها الزمان ، و تأسيس واضافة اسس جديدة من اجل تحقيق المزيد من التقدم والنماء ..
(5)
إن كل جيل (عوضا من أن يكون عقبة بين الجيل الذي يليه و طموحاته ) ؛ مطالب بأن يكون السند و المعين الذي يمنح خلاصة تجاربه الايجابية الناجحة للجيل الجديد دعما لجهوده و ان يفتح امامه كل الابواب للتقدم في دروب الحياة ..
كل جيل مطالب بأن يشجع و ينمي روح المثابرة والطموح لدى الجيل الجديد ويربيه على الابداع والابتكار منذالصغر و ينمي في فكره وفهمه روح التحدي الايجابي و التمرد على القديم البالي غير المفيد ، بدءا من الاسرة وضمن كل برامج ومراحل أجهزة التربية و التعليم و كل المؤسسات و المحافل الثقافية والاجتماعية والعلمية و جميع المنظمات و التنظيمات السياسية و المدنية .. و أن تمتلك جميعها برامج و خطط مبدئية راسخة بهذا الاتجاه يكون للجيل الناشيء دورا حيويا فيها فكرا وعملا ..
هكذا تفعل الامم المتقدمة وهكذا تتقدم الأمم المتخلفة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل تدرج الأمم المتحدة إسرائيل في -قائمة العار-؟
.. مراسل العربية: الدبابات الإسرائيلية تطلق قذائفها تجاه النازح
.. أخبار الصباح | إسرائيل قد تصبح على القائمة السوداء للأمم الم
.. كيربي: لا نؤيد فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية في حال
.. رقعة | المواصي تزدحم بخيام النازحين من رفح