الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مام صالح..نموذج للنقاوة و الوفاء

كفاح حسن

2017 / 2 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


حين انسحبت مفرزتنا البارتزانية من منطقة باواجي باتجاه المقرات الخلفية في ناوزنك في صيف 1989.. التقيت لأول مرة بالرفيق مام صالح..
و هو رفيق يدخل القلب من اول لقاء.. فهو رجل متواضع. يصغي لحديث المقابل دون ملل..و يحاول باي طريقة أو تبسيط في أن يقنع المقابل بآرائه. و لقد زاد احترامي له عندما تعرفت على تاريخه المقاوم. فهو رغم انتمائه لأسرة الشيوخ الطالبانية، إلا أنه عاش حياة من الفقر و العوز.. قادته إلى دروب الشيوعية. و كان أول تمرين نضالي يخوضه في كركوك 1959، عندما هز المدينة القوميين المتعصبين من الأكراد و الطورانيين المتغلغلين بين صفوف التركمان الطيبين. لقد وقف بجرأة و شجاعة في الدفاع عن المدينة و سكانها من التركمان و الاثوريين و الأرمن و الأكراد و العرب..وقف بشجاعة للدفاع عن التنوع القومي و الديني لكركوك العراقية..لقد عرف عدوه بوضوح..عدوه هو من آثار فوضى الصراع القومي و العرقي.. فمدينة كركوك بالنسبة له كأحد أبنائها مدينة مفتوحة للجميع..
لقد اجبرته الأحداث على ترك مدينته..و الهجرة إلى بغداد..وهناك عمل كعامل في عدة مجالات ليضمن قوت العيش لعائلته..وهناك يواصل عمله الحزبي بحماس و عزيمة.
لقد افتخر الطالبانيون بإبنهم فخر الدين نجم الدين ( مام صالح). و كان هو وفيا لفقراء و كادحي بلاده لأنه واحد منهم رغم انتمائه لعائلة الشيوخ الطالبانية.
لقد علمته كركوك أن يكون امميا.. فالكادحون كلهم إخوانه بغض النظر عن عرقهم و دينهم و طائفتهم. .و الطغاة أعدائه حتى و إن كانوا من عائلته أو قوميته.
لقد اجبر عائلته على حياة الترحال طلبا للعيش و انغمارا في العمل السياسي.
صادفه الحظ في أن يرسل في منتصف الثمانينيات للدراسة الحزبية في موسكو.. في نفس الفترة التي شهدت بداية انهيار النموذج السوفياتي البيروقراطي .. و كان لهذا دورا في تشذيب أفكاره و ربطها أكثر بالواقع بعيدا عن الشعارات و الأحلام الافلاطونية.
و فور انتهاء دراسته الحزبية ، سارع في العودة إلى الوطن .. و الالتحاق بمنظمات الحزب.. و عمل بجدية على توضيح ما يجري في الاتحاد السوفياتي.. و تحذير رفاقه من أن فشل التجربة السوفياتية لا تعني فشل أحلامهم في عالم فاضل..بل فشل هذا النموذج يجب أن يدفعهم التمسك أكثر بأحلامهم و البحث عن طرق وطنية و إقليمية للوصول لها.
و في مقرات نوكان و ناوزنك.. بدأ عدد من الرفاق بطرح آراء و مواقف تتعارض مع التربية الأممية للشيوعيين. وكانوا هؤلاء من انتماءات قومية مختلفة.. متحججين بفشل التجربة السوفياتية في الدفاع عن أفكارهم القومانية ذات الرائحة الشوفينية.
و هنا برز مام صالح بكل قوته للدفاع عن أممية الحزب و رفاقه و استهجان الطروحات المنافية لذلك.. لقد وقف هو و بضع رفاق في معركة فكرية قوية للدفاع عن أممية الحزب ( كان معه الرفيق الخالد ملا حسن) .. و قفت هذه المجموعة الصغيرة بقوة و شجاعة أمام الموجة القومانية التي اضعفت من الحزب و دوره الجماهيري..
و بقيت علاقتي قوية بمام صالح و عائلته في مدن الغربة بعدما أصبحنا جيران في مدينة واحدة..
و بقي مام صالح أمينا لمبادئه و حريصا على إيصالها لرفاقه و معارفه .. و بهذا كسب حب و احترام الجالية العراقية في المدينة..
و لظروف عملي ، اضطررت على ترك المدينة و الانتقال إلى مدينة اخرى.. و ندمت كثيرا على هذا الانتقال لأنه ابعدني عن مام صالح و عائلته التي رباها على المباديء الأممية السامية..
و ها أنا أجده اليوم ، كعادته، مساهما في أحياء ذكرى الشهيد الشيوعي رغم مرضه و شيخوخته..
تحية للمربي و للرفيق و للقدوة .. مام صالح..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عدنان اللبان ( 2017 / 2 / 16 - 10:44 )
تحية من الاعماق للمناضل والانسان الحقيقي مام صالح وابنه العزيز علي وكل افراد عائلته الكريمة, والشكر للعزيز كفاح على هذا الاستذكار .

اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام