الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسكاتولوجيا والمعطيات الحديثة

صادق العلي

2017 / 2 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


بعيدا ً عن قناعاتنا الشخصية وتصوراتنا لنهاية ( العالم , الكون , الحياة ) من حيث اختلافها اوتطابقها مع الاخر فكريا ً وعقائديا ً, ايضا ً من حيث قناعاتنا المسبقة لهذا الموضوع , فأن الاسكاتولوجيا قد تناول فكرة نهاية العالم بشكل دقيق اعتمد على عدة معطيات منها ( النبوءات والاساطير والميثولوجيا ) , ايضا ً اعتمد على ما طرحته الاديان بهذا الخصوص اذا ما اعتبرنا ان الاديان ليست من بين تلك المعطيات او احداها بزعم معتنقيها .
تشترك اغلب تلك التصورات والرؤى ( برغم اختلافها الجذري ) بحالة واحدة تفضي بعضها الى حالات اخرى , هذه الحالة هي صراع الخير والشر وانتصار الخير في نهاية المطاف !, الخير هنا يمثله الانبياء او اصحاب تلك النبوءات , اما الشر فيمثله الدجال او الاعوار او الكذاب او اي تسمية اخرى , تؤدي بالضرورة الى نهاية مزرية للاشرار او اتباعهم , والنهاية السعيدة للصالحين .
حياة ما بعد الموت وما يرافقها من تصورات عظيمة , هي بمثابة مكافأة للطيبين , جعلت البعض يسعى للوصول اليها عن طريق استحداث خيارات جديدة للموت سواءً له او لأعدائه , وبالتالي حصوله على تلك المكافأة العظيمة كونه من الطيبين , اما الاشرار فيجب قتلهم لحين ارسالهم الى الجحيم وهذا الجزء من العقاب يتكفل به الرب .
من التصورات والمعتقدات عند بعض الاديان والحضارات :
المايا :
عاش شعب المايا في امريكا الوسطى منذ ما يقارب 2000 ق. م , وبحسب تقويمهم وبعد عمليات حسابية كثير وكبيرة ومعقدة , فأن نهاية العالم يجب ان تكون21-12-2012 , لقد جمعوا وطرحوا في عملياتهم الحسابية تلك منذ بداية تقويمهم سنة 3114 ق . م , ولحد التاريخ الانف الذكر ولكن ما حدث شيئا ً سواءً نهاية العالم او نهاية تقويمهم .
البهائية :
تصورات البهائية لنهاية العالم تكمن في وقوع معركة عظيمة سيطلق عليها معركة ( هرمجادون ) , والتي ستحدث على ثلاث مراحل , إذ ستتجمع شعوب العالم الخيرة للقتال في تلك المعركة ضد شعوب العالم الشريرة , ستنتصر الشعوب الخيرة بالتأكيد ليظهر الرسول في اخر الزمان , ليبعث جميع المجتمعات الى القيامة العظمى , وسيدخل العالم في مرحلة الثواب والعقاب , ( راجع نشأة البهائية ) .
يهوه :
يفضلون ان يُطلق عليهم ( شهود يهوه ) , يعتقد هؤلاء بوقوع معركة ( ربما يقصدون معركة هرمجادون ) لورود ذات التفاصيل عندهم , بعد المعركة سيحدد الرب وجهته النهائية بخصوص الارض ومن سيرثها , يقولون بأن الانسان الصالح الذي لم يرتكب المعاصي سيرثها بالتأكيد , لذلك سيساعد الانسان الصالح في حربه ضد الشر ( جيش الرب ) , الذي سيقضي على كل المعارضين للرب من الاشرار .
الهندوسية :
يعتقد الهندوس بأن الكون سيمر بمراحل الخلق والدمار , واعادة الخلق والدمار مرة اخرى , هكذا الى قيام حرب عظيمة بين سكان العالم , ليظهر بعدها المنقذ من مملكة الشامبالا , ليهزم قوى الشر ويقضي نهائيا ً على الكاليوجا , ويعيش بعدها العالم بسلام دون نزاعات .
الزرادشتية :
يؤمن الزرادشتيون بأن عمر العالم او الكون سيكون 12 الف سنة , تنقسم هذه الفترة الى اربع مراحل وعلى النحو التالي :
المرحلة الاولى : انفصال الخيرعن الشر .
المرحلة الثانية : تعرض الخير لغزو كبير من قبل قوى الشر مجتمعة .
المرحلة الثالثة : اشتعال حرب عظيمة بين قوى الخير وقوى الشر .
المرحلة الرابعة : بدأت هذه المرحلة بولادة زرادشت وتستمر ثلاث الاف سنة , سيظهر خلالها ثلاثة مخلصين جميعهم من نسل زرادشت , فلقد حفظت الالهة نطفة زرادشت في مكان محدد يحرسها الاخيار من اتباعه , ( راجع بندهش ) .
اليهودية والمسيحية والاسلام :
بحسب الترتيب الزمني تشترك الاديان الثلاثة بنفس التصورات الى حد كبير (تختلف اليهودية في بعض الحيثيات عن الاثنين ) , إذ ستقع حرب فاصلة بين الخير والشر, يعني بين اتباع الرب او الله وبين اتباع الشيطان , ربما يقصدون معركة هرمجادون ايضا ً , بعدها سيرفع الانسان الصالح الى السماء ( الجنة بتسميات مختلفة ) , اما الاشرار فسيكون مآواهم الجحيم , سيقود المخلص هذه المعركة وسينتصر بها بلا ادنى شك ,للمخلص عند الاديان الثلاثة اسماء عديدة يتمسك اتباعها بتلك التسميات مع اضافة بعض الصفات عليها , ايضا ً يعتقد اتباعها بوقوع بعض الحوادث والعلامات منها ما يظهر في السماء ومنها في الارض ليتأكدوا بعدها ان الساعة قريبة ( يقصدون ساعة الاخرة التي ستلحقها القيامة ) .
بالرجوع الى الاسكاتولوجيا فأن التصورات البشرية تلك لنهاية العالم , قد دخلت او ادخلها العقل الانساني في حسابات علمية رياضية بالاضافة للـ ( النبوءة... الاساطير ... الميثولوجيا ) , من حيث التطور العلمي والتكنولوجي الهائل وما يحدث في الكون من ظواهر طبيعية ,اضف الى ذلك ان بعض الحكومات استطاعت اخضاعها لمنطق الهيمنة الى حد كبير ( هيمنتها هي على مقدرات الشعوب الاهرى ), من خلال اعادة انتاج هذه التصورات بطريقتها ما وتسويقها مرة اخرى خدمة لمصالحها , مما يعطيها قدرة للسيطرة اكثر فاكثر على العقل الانساني البسيط وبالتالي على دولهم .
اعادة انتاج تصورات نهاية العالم بالنسبة للحكومات المهيمنة , يتم من خلال اشعالهم للحروب مثلا ًوتسويقها على انها من علامات نهاية العالم !, يغذون هذه الافكار باحاديث ونظريات من قبل بعض العلماء والمفكرين كي يترسخ يقين البسطاء , وبالتالي تكون تصوراتهم ونبوءاتهم في طريقها الصحيح الذي اخبرتهم به اديانهم او حضاراتهم .
صادق العلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع