الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد أول داعشي في تاريخ الاسلام باعتراف كتب السنة

رشدي الصافي

2017 / 2 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثر السجال في الآونة الأخيرة عن أفعال القتل والإرهاب التي تقوم به الجماعات الإسلامية المتطرفة. وعلى رأسها دولة العراق والشام (داعش)، التي تمارس نشاطاتها الارهابية داخل العراق وسوريا وكل بقاع العالم، تحت راية الإسلام. اختلفت حولها الآراء وتعددت، حول نواياها. هناك من اعتبرها صناعة غربية، هدفها تحقيق غايات استراتيجية وسياسية على حساب تشويه قيم الإسلام، التي لا تبث لأفعال التطرف والإرهاب بصلة. وهناك من يجزم أنها تطبيق وممارسة للشريعة الإسلامية، تماما مثلما جاء في الكتاب والسنة باعتبارهما الدستور الإلهي لدولة الإسلام منذ عهد النبي محمد.
في ظل كل تلك الاختلافات تحاول الهيئات والمؤسسات الدينة الرسمية أن تبرء نفسها من هذا النهج الديني المتطرف، الذي اعتبرته كأيديولوجية دخيلة عن قيم الإسلام ولا تبث له بصلة من قريب أو بعيد. لكن دون أي محاولة جادة للحسم التام مع هذه الموجة التي لا تزال تعصف بعقول الشباب في العالم. وتلوث حسه وذوقه وعقله السليم تجاه الذات والأخر.
الأسئلة التي يمكننا طرحها في مقدمة هذا المقال هي كتالي:
هل منطق القتل والإرهاب وقيم الكراهية الذي تنهجه تلك الجماعات، موجود ما يبرره في النص القرآني وكتب السنة المحمدية؟؟
أم أنه مبتذل ومصطنع من جهات سياسية لا علاقة لها بالإسلام. هدفها تشويه صورته من أجل قيادة (حروب مصالح) على الدول العربة والإسلامية بدريعة محاربة الارهاب؟؟
حسب النصوص الدينية، هل يمكن القول أن محمد أول شخصية (داعشية) في تاريخ الإسلام. أم أنه بريء الدمة من هؤلاء الذين فسروا وحللوا حسب هواهم ليشرعوا القتل؟
بعيدا عن كل نظريات المؤامرة والتحليلات السياسية حول التنظيمات الإسلامية الإرهابية (داعش، جبهة النصرة، بوكو حرام، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي...) وبعيدا أيضا عن وظائفها الإقليمية والدولية التي تخدم الحرب الامبريالية. سنتوقف عند طبيعة أيدولوجية هذه التنظيمات، وما إذا كانت لها ثوابت تاريخية في النصوص المقدسة عن عامة المسلمين.
نعلم جميعنا –حتى المتشبثون بنظريات المؤامرةـ أن كل الفقهاء الذين دعوا للجهاد في سوريا على سبيل المثال، كانوا يتحدثون من الإسلام وإلى المسلمين، وكان هدفهم هو حشد أكبر عدد من الشباب للقتال في سوريا، بدريعة نصرة محمد والله واعلاء راية الاسلام. وبطبيعة الحال كانت مبرراتهم تستند الى النصوص من السنة والقرآن.

الراية لداعش والفكرة لمحمد:
قد يستغرب البعض ويستنكر البعض الآخر، إذا قلنا بأن أول من رفع راية داعش السوداء في الإسلام، هو محمد وانصاره في غزوة بدر. كما هو مبين في السيرة النبوية لابن هشام. " قال ابن إسحاق : وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان ، إحداهما مع علي بن أبي طالب ، يقال لها : العقاب ، والأخرى مع بعض الأنصار . " وفي حديث اخر من سنن الترمذي: " حدثنا يونس بن عبيد مولى محمد بن القاسم الثقفي مقبول من الرابعة قال : أي يونس ( بعثني ) أي أرسلني ( أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي لونها وكيفيتها ( كانت سوداء ) قال القاضي : أراد بالسوداء ما غالب لونه سواد بحيث يرى من البعيد أسود ، لا ما لونه سواد خالص لأنه قال (من نمرة ) بفتح فكسر وهي بردة من صوف يلبسها الأعراب فيها تخطيط من سواد وبياض ، ولذلك سميت نمرة تشبيها بالنمر ، ذكره القاري .
قوله : ( وفي الباب عن علي والحارث بن حسان وابن عباس ) أما حديث علي فأخرجه أحمد ، وأما حديث الحارث بن حسان فأخرجه ابن ماجه ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي في هذا الباب ، ولأبي الشيخ عن ابن عباس : كان مكتوبا على رايته : لا إله إلا الله محمد رسول الله .

قتل الاسرى والتمثيل بجثتهم في الإسلام:
كثيرا منا شاهد صور الذبح والقتل الذي تقوم بها داعش في حق الاسرى وحرقهم والتمثيل بجثتهم. لكن ما لا يعلمه البعض، او يحاول التستر عنه، هو أن ذبح الاسرى وقطع رؤوسهم وتشويه جثثهم، له مبررات في السنة المحمدية. فقد ردد محمد مرارا في غزواته مقولته الشهيرة التي ترددها حناجر المجاهدين الان في سوريا والعراق: "جئناكم بالذبح". لقد أمر محمد بقتل "النضر بن الحارث"، و"عقبة بن أبي معيط". بدون أي رحمة او شفقة. مثلما جاء في الحديث التالي: " قال عقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ قال: النار. وكان الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخو بني عمرو..." في هذا الحديث يظهر جليا قسوة محمد على الأسير عقبة رغم توسل الأخير له ولم يقبل عذرا المتمثل في ضياع أبنائه.
كان محمد يجد متعة في تقطيع رؤوس أعدائه والتمثيل بها مثلما تفعل الجماعات الإسلامية حاليا. فقد روي كما جاء في صحيح البخاري وفي البداية والنهاية (كتاب المغازي)، أن أبو جهل قام بلطم ابن مسعود وشق أذنه، ويوم بدر عندما قطع ابن مسعود رأسه. شق أذنه بخيط وربط بها حبل وجرها إلي الرسول، ويفسر الرازي سبب ذلك لأن ابن مسعود ضعيف ولأن أبو جهل كلب والكلب يجب أن يجر، ويقول الرازي أن الرسول قال لهم أن جبريل يضحك ويقول لمحمد أذن بأذن والرأس ههنا مع الأذن. بمعني أذن بأذن والرأس زيادة (أي علي البيعه) وبالطبع لم يري أحد جبريل يقول ذلك ولكن الذي ضحك هو الرسول.
في حديث لابن مسعود‏ قال:‏ فوجدته (أبو جهل) بآخر رمق، فوضعت رجلي على عنقه فقلت‏:‏ أخزاك الله يا عدو الله، ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏ ثم احتززت رأسه فجئت به رسول الله فقلت‏:‏ هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال‏:‏ والله الذي لا إله إلا هو‏؟‏ ‏

صفية بنت حيي قبل السبايا اليزيديات:
عرضت مؤخرا قناة "روسيا اليوم " تقريرا مفصلا عن معاناة النساء اليزيديات في العراق وما تفعله عناصر داعش فيهن بدعوى أنهم غير مسلمات، فيتم المساومة بهن كسبايا بعد ان يتم اغتصابهم وقتل ازواجهن. السؤال الذي طرح في تلك اللحظة، هو كيف وصل هؤلاء إلى هذا الحد من الوحشية وانعدام الضمير الأخلاقي؟ اكيد فالأمر لا يتعلق فقط بأشخاص (جوعى جنسيا). بل الامر يتعلق بخلف يمشي على قدوة السلف، هذا الأخير الذي رسم قيم عصبية على منهاج النبوة.
تزخر كتب السنة بالعديد من قصص محمد مع زوجاته وسباياه، لكن اكثرها اثارة وبشاعة. هي قصته مع صفية بنت حيي، التي اسرها في معركة يهود خيبر، بعد أن قتل أبها وزوجها. ثم تزوجها في رحلة العودة وهي لا تزال عروس. وهذه الرواية معروفة في كتب السيرة و صحيح البخاري و متفق عليها بين معظم المذاهب: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ... ." كانت صفية نفسها تكره محمد وتكن له العداء لأنه قتل زوجها وابوها، فقد جاء في رواية عبد الله بن عمر قال : ... قالت صفية : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض الناس إليَّ قَتل زوجي وأبي وأخي فما زال يعتذر إليَّ ويقول : ( إن أباك ألَّب علي العرب وفعل و فعل ) حتى ذهب ذلك من نفسي .
لقد كان محمد حسب التراث الإسلامي والنصوص التي يقدسها المسلمون، قائد حرب ورجل سياسة، ولم تكن رسالته في يوم من الايام رسالة سلام ومحبة. بل كانت مشروع سياسي، توسعي، لم ينفصل عن فكرة الغزو والسبي والنهب. أما فكرة الوحي من بين اهم الوسائل التي استطاع بها تجيش اتباعه وخوض حروب لخدمته وخدمة مشروعه، باسم الله وباسم الدين الجديد.

الله يقاتل المشركين بجانب جيوش المسلمين:
إذا عدنا للنصوص القرآنية باعتبارها نصوصا لا نقاش فيها. سنجد من الأدلة ما يكفي بأن نسلِم بفكرة مفادها أن "داعش" وكل الجماعات المتطرفة. تمشي ليس فقط على نهج سنة محمد، بل على نهج القرآن أيضا.
هنا آيات عديدة تبيح قتل المشركين من اليهود والنصارى باعتبارهم أعداء الله. ليس دفاعا كما يحاول البعض تمريره. بل هجوما وتربصا. وهي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها التنظيمات الإسلامية، فتستطيع من خلالها صنع جهاديين وانتحاريين قادرين على القتال والموت في سبيل نصرة الله والرسول. جاء في سورة التوبة 29 "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”. لم يقتصر الأمر عند حد قتل المشركين بل هناك آيات تخبرنا أن الله هو نفسه يقتل ويقاتل مع المسلمين ويحرض على القتل. {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} (الأنفال 65). وفي بعض الآيات الاخرى يعرض إله المسلمين طرق وأشكال في القتل، هي نفسها التي نشاهد تطبيقها حاليا. باعتبار النصوص القرآنية حسب المجاهدين، وحي يصلح لأي زمان ومكان: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء صورة محمد آية} 4.
هناك أيضا في القرآن ما يبيح للمسلمين قتل آسراهم وعدم إطلاق صراحهم باي فدية مادية كانت وبدون مفاوضات. بل وكان خطاب إله محمد في القرآن، أكثر صرامة ووضوح في مسألة قتل الاسرى من الكفار والمشركين. تقول الآية: ما كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. الانفال (67). وقد فسرها أبو جعفر بقوله: "يقول تعالى ذكره: ما كان لنبي أن يحتبس كافرًا قدر عليه وصار في يده من عبدة الأوثان للفداء أو للمنّ. و " الأسر " في كلام العرب: الحبس، يقال منه: " مأسورٌ", يراد به: محبوس.
يبين الله لنبيه في هذه الآية أن قتل المشركين الذين أسرهم يوم بدر ثم فادى بهم، كان أولى بالصواب من أخذ الفدية منهم وإطلاقهم. وقوله: (حتى يثخن في الأرض)، تعني: حتى يبالغ في قتل المشركين فيها، ويقهرهم غلبة وقسرًا.
كثيرة هي النصوص في التراث الإسلامي التي تدعوا لفكرة الجهاد في سبيل الله، وقتل غير المسلمين. لكن لا يسعنا المقال لذكرها كلها، فأبينا أن نذكر بعضها على سبيل الذكر لا الحصر. هذه النماذج من النص القرآني (الواضحة والصريحة)، هي التي يتم استغلالها من طرف التيارات الإسلامية. من اجل استقطاب الشباب من البلدان العربية والاسلامية للجهاد، باسم إعادة مجد الإسلام. في ظل غياب أي حسم تاريخي معها من طرف المؤسسات الدينية (المعتدلة). فعلى مر التاريخ، ظل فقهاء الإسلام الذين يدعون الوسطية واعتدال، فقهاء تبرير وليس فقهاء تفسير. لم يستطيعوا الحسم النهائي مع تلك النصوص، التي تغذي الكراهية والإرهاب. وبهذا لم يحققوا توازن في القوى، بينهم وبين الإسلام الراديكالي.
التطرف والإرهاب عند العرب والمسلمين ليس صناعة غربية أو نتاج لفترة راهنة كما يذهب إلى ذلك بعض الأكاديميين والمثقفين. بل هو خاصية متجذرة من عمق العقيدة الإسلامية. فإذا كان الله كما جاء في القرآن يأمر بالقتل ويقود حربا على المشركين، فكيف لا يمكن أن يكون لدينا ثلة من المسلمين القتلة؟

المراجع:
[ ص: 613 ] السيرة النبوية لابن هشام
سنن الترمذي باب ما جاء في الرايات
سيرة ابن هشام ج 3 ص 93
البداية والنهاية كتاب المغازي ج 3 الصفحة 292 مكتبة المعارف 1988
صحيح البخاري» كتاب الجهاد والسير - باب استحقاق القاتل سلب القتيل


رشدي الصافي. ألمانيا 2015.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيقولون كلها شبهات
بولس اسحق ( 2017 / 2 / 24 - 08:37 )
محمد بن آمنة بلا منازع عدوا للأنسانية جمعاء و ليس فقط للنساء والاطفال والا كيف يمكنك ان تفسر فكرته بنشر الدين بالقوة وشعاره الإرهابي سيء الصيت اسلم تسلم و مصادرة عقول الناس المغفلة وعواطفها واجبارهم على التصديق بأفكار واساطير بدوية مشعوذة ..... ثم الا يقدم الاوباش من اتباع محمد ابن ابي كبشة كل يوم الف دليل ودليل على انهم يستحقون وبجدارة لقب اعداء الإنسانية... كيف ممكن ان يكون العداء للإنسانية بأكثر من ان يقتل الانسان نفسه من اجل ان يقتل مجموعة من الابرياء لم يفعلوا له شيء سوى انهم لا يأمنون بالترهات التي يؤمن بها هو!!...كلها شبهات انت لم تفهم الآيات جيدا ، فهمك خاطئ استعد لسماع هذه الترهات من الردود وامثالها .. من المؤمنون المغسول الدماغ او بلا دماغ أصلا...تحياتي.

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا