الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومضات .. الشهيد شيروان .

محمد السعدي

2017 / 2 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ومضات … الشهيد شيروان .
عمر أحمد أسماعيل ( شيروان ) . شيوعيي يعتز جدا بانتمائه , مات وهو متمسكا بهذا الرمز ومازال في بداية عمر يتلمس به مستقبله السياسي . ألتقيته لأول مرة عام 1981 في أروقة الاداب جامعة بغداد عبر صديقتنا وزميلتنا المشتركة باسمة عبد الجبار .. باسمة كان لها أخ محكوم مؤبد في السجون العراقية بتهمة الشيوعية .
شيروان .. شابا دمثأ وخجولا وعصاميا , قليل الحديث , لكنه ينصت بأهتمام الى أحاديث الاخرين .
جاء من مدينة كفري ومن عائلة كادحة وقد يعد الوحيد بين أخوانه الاربعة نال هذا القسط من التعليم . سكن بمجمع القسم الداخلي للطلبة في القناة . بوقت قصير زادت معرفتي به وأنتقلت أحاديثنا اليومية من هموم الدراسة الى رعب السياسة .
تعرفنا على بعض سريعا , وتبين نحن نعمل بنفس المنظمة الحزبية ( الصدى ) . لكن كل واحد له خطه الخاص به . زارني مرات عديدة الى بيتنا في قرية الهويدر , وترددت مرات الى بيتهم في مدينة كفري .
في صيف عام 1982وفي الامتحانات النهائية زارني الى الكلية في بغداد عبد الزهرة عباس تيتو صديقي وأبن قريتي رافضا الحرب والذهاب لها .
وطلب مني أن أجد له منفذا الى شمال العراق .. وتحدثت وبدون تردد مع زميلي ورفيقي عمر . وكان في اليوم الاخير من الدوام الرسمي في الكلية .
حمله معه .. حاملا تلك الامانة بمسؤولية مناضل عنيد , وبعد فترة عرفت قد وصلا بسلام رغم المخاطر التي صادفتهم .
عاد الشهيد عمر الى أروقة الدراسة والمحاضرات , لكن الضغط أزداد حوله من أستدعاءات الى مكتب الاتحاد الوطني الى مراقبة يومية شديدة .
وحدثني عن هواجسه بالخوف من الاعتقال والتغيب وبين ترك مقاعد الدراسة . دعمت رأيه بترك مقاعد الدراسة والتوجه الى الجبل لانه أذا وقعت بيدهم سوف تكون في خبر كان , ولم يتأخر كثيرا في أتخاذ القرار ليصبح نصيرا شيوعيا مقاتلا في الجبال .
عيونهم هذه المرة توجهت صوبي في ملاحقة تفاصيل يومياتي في الجامعة فبعد عام ألتحقت بالشهيد عمر بالجبل والتقينا مرات ومرات , وكلما جمعتنا المهام والمفارز أختلينا على سفح جبل أو عين ماء أو زاوية في جامع بقرى كردستان . وثرثرنا عن جزء من ذكرياتنا ومواقفنا ورفاقنا .
في لقاءنا الاخير في نهايات عام 1987 في قرى كرميان , كنت راجع توأ من بغداد , قررت حينها أن أترك موقعي النضالي بأتجاه المجهول تحدثنا كثيرا حول التجربة وأفاقها وأخفاقاتها , وودعنا بعضنا بعناق على أمل نلتقي في عراق بعد رحيل نظام صدام , أذا كتب لنا عمرأ أخرا .
في طهران الايرانية.. صيف عام 1988 تلقيت خبرا مزعجأ وحزينأ باستشهاد عمر أحمد أسماعيل في مزرعة الشيخ عطا الطالباني في أطراف مدينة كفري , بعد ما كشف أمره حاصرته مفارز الجاش والاستخبارات وفي مقاومة أستشهد على أثرها .
بعد رحيل النظام .. عادوا أخوانه لينتقموا من القتلة ثأرا لدم الشهيد شيروان .
نم قرير العين .. أيها البطل المغوار .
لذكراك المجد والخلود .
محمد السعدي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا


.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين




.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع


.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف




.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا