الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة في الخطاب الإنتخابي والواقع...

إعتراف الريماوي

2006 / 1 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لعلها الإنتخابات، والتسابق المحموم على جذب الأصوات الإنتخابية، الأمر الذي يجعل ذروة الإستقطاب تسبح في كل إتجاه بهدف كسب الأصوات! فإذا تأملنا قليلا فيما يطرح في لجة الحملة الإنتخابية للإنتخابات التشريعية، عن "حرية المرأة وكرامتها وحقوقها وتوفير تكافؤ الفرص لها مع الرجل في الحياة والدور الإجتماعي" و إلخ...، كلها شعارات تفصلها فجوة كبيرة عن الواقع الحقيقي للمرأة وبذات الوقت يبرز لدى الناظر سؤالا وشكاً مستقبليا، فالتجربة بإمكانها الإفادة لمن يريد، وليس ضروريا تكرارها، بل أحيانا يكون هدرا للوقت وإستخفافا بالعقول أوعودة للوراء.
فهناك من ينظر للمرأة من خلال وجودها مساندا وداعما للرجل، بمعنى انه يلحقها ويكرس ثانويتها بالنسبة للرجل، ولا ينطلق من كينونتها كإنسانة مستقلة بذاتها، ويجعل من دورها الإنجابي والتربوي للأبناء في البيت أعلى مراتب عملها، وفق إجتهادات ورؤية خاصة، ولكن هل هذا وحده مقنع للمرأة والمجتمع؟! وهل يتماشى مع متطلبات الحياة الإقتصادية والإجتماعية القاضية بضرورة إستثمار كافة الموارد البشرية وغيرها من اجل الإنتعاش والتطور؟! فنحن نعلم بأهمية التربية المشتركة للأبناء والتي لا تقتصر على النساء فقط، ولكن ماذا عن باقي جوانب وميادين الحياة ؟!
وكذلك نجد من يتحدث عن إهتمامه بحرية المرأة ودورها المهم في المجتمع، ولكن ألا يحق للمرأة ولنا التساؤل عن مدى هذه المصداقية، خاصة وأن المرأة لم تحتل في مختلف المؤسسات العامة وعلى مدى أكثر من 12 عاما سوى اليسير جدا من المراكز العالية وذات صنع القرار! كيف نصدق هذه الشعارات والتجربة بين أيدينا برهان ساطع؟! فلماذا قد نتعامى ونجرب من جديد ؟!
مازالت المرأة تخضع لنظرة تمييز سلبية في المجتمع، ويضعها المجتمع في المرتبة الثانية بعد الرجل ولا ينظر لهما بشكل متكافئ ومتساوي، وذلك في مختلف الميادين الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية...إلخ، وهذا ما توفره الإحصاءات الرسمية الفلسطينية بشكل رقمي وكمي وما تبوح به النظرة التقليدية إتجاه المرأة. ولا نجد أحدا يجرؤ ويعلن أن حال المرأة هذا مرضيا(طبعا مع الفارق النسبي)، ولكن بالممارسة نجد الكثير جدا ممن يمارسون ما يكرس هذا الحال ويفاقمه.
ولكن عندما نتحدث بلغة السياسة والإجتماع تغدو هذه الممارسات نابعة من دوافع المصلحة أو لدوافع فكرية ونظرية تحدد مكانة معينة للمرأة في الحياة، وأيضا بلغة السياسة النفعية، وبحكم أن سيد اللحظة هي الإنتخابات، تتسابق الأطراف في إدعاء تفهمها لقضية المرأة وتعهدها بحملها والعمل على تبنيها! فهذه الأطراف تضطر مناقضة فهمها وممارستها بما يتعلق بالمرأة، والذي حقيقته تكرس دونية المرأة، وبالتالي لا تجد مناصا من رفع شعارات برّاقة بطريقة براغماتية وديماغوجية تهدف كسب أصوات النساء!
الإنتخابات هي فرصة التغيير، ولحظة للتأثير في صنع القرار وسن التشريعات للمستقبل، فالمرأة إذا لم تتقن أداء دورها الفعال في هذه العملية قد يضيع عليها فرصة حقيقية وثمينة، ولا بد من أن تختار بقوة دون تردد، من يؤمن بقضية المرأة وحقها الكامل في المساواة وتكافؤ الفرص، وأنها قضية تنموية مجتمعية مركزية دون مواربة أو تضليل، وينطلق من كون المرأة إنسانة كما الرجل دون أي تمييز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال