الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابا عدنان ... بسمة تغيب كغروب الشمس

مسعود محمد

2017 / 2 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الغربة تربة فهي تحرمك حتى البكاء، لوداع صديق او رفيق فقدته، منذ الصباح والدموع محبوسة في عيوني وكأنها ترفض ان تصدق الخبر.
كتب احد الرفاق وداعاً أبا عدنان الى الخلد، وكتب آخر عن رحيل الرفيق فواز بشاره ونشر نعي الحزب الشيوعي له، رغبت بأن لا اصدق الخبر. البسمة لا تفارق ثغر أبا عدنان بأصعب أيامه، فهو المناضل الطيب الأمين الوفي الشيوعي الحقيقي كما كتبت احدى الرفيقات.
دخلت الى التعليقات فقرأت تعليقاً يقول وداعاً رفيق فواز المناضل الصلب والد المناضلة سهى بشارة، لم يعد هناك مجال الشك انه الثغر الباسم أبا عدنان "عمو فواز "، مات المناضل المثال يا ميت خساره عالرجال، تعب الفارس المقدام ها هو يترجل عن جواده ليترك لنا فراغاً ليس من السهل تعويضه.
احترت كثيرا كيف ومن أين أبدأ هذه السطور.. كيف لا وأنا أرغب التعبير عن غيض من فيض من المشاعر لرجل كان لرحيله أثر كبير في نفسي شخصيا وفي نفس أهله وذويه وأصدقائه وأحبائه ورفاقه وحزبه وكل من عرفه عن قرب .. إنه الرجل العصامي الذي اتخذ من الوضوح عنواناً لحياته وتعامله مع الناس، والحزم في آرائه والصدق ينبض بكل أفعاله. انه الرجل الكريم، صاحب النكته الحاضرة، والسفرة الممدودة، واللقمة الطيبة، كما كل آل بشارة، هو ببساطة والد من حوله وحبيبهم. إنه الرفيق فواز النقابي ذلك الرجل الذي لن يفتقده أهالي دير ميماس فقط، بل كل من لامسهم سخاء خلقه وكرم معشره وطيب مقصده في فترة ما من فترات حياتهم سواء قصرت أو طالت.
رحيله مؤلم، وقد عزيت نفسي قبل أن أعزي الأحبة آل بشاره، في هذا الفقد الكبير، والذي لا نقول فيه إلا ما يرضي فقيدنا، فأبا عدنان لم يتخلى عن مرحه وفكاهته بأصعب أيامه، سنودعه بابتسامة وان كانت تحبس داخلها الكثير من الدمع وإن كنا على فراق أبي عدنان لمحزونون.. حين سيوارى الثرى في ديرميماس، سينزرع كزيتونة صلبة في ارضها التي احبها ارض الجنوب التي كانت تطل على جنوب الجنوب على فلسطين، وسيودعه جمع غفير رافقه إلى أن بلغ مثواه الأخير من الدنيا، وحدي لن لكون هناك، لأقبل جبينه، واضحك معه الضحكة الأخيرة، وأودعه وازرع له زيتونة قرب قبره ليجلس في ظلها.
حين أسر العملاء، والاحتلال الحبيبة سهى، كنت امر لعنده لأطمئن عليها دون ان أبادره بالسؤال عنها، كنت اسأله عن كل شيء الا عن سهى حتى لا أحرك جرحه، وكان يعرف مدى حبي لها وتعلقي بتلك الرفيقة العزيزة، فكان يبادر من نفسه ويقول لي " سهى منيحة"، وكان يخبرني ما عنده من اخبار حينها فقط كنت ابتسم، واتحمس لشرب شراب التوت الذي تعده أم عدنان.
عزاؤنا جميعا أن صيت الرجل من البعيد قبل القريب مليء بالثناء والدعاء كلما أتى ذكره في مجلس محبيه، الذين لن ينسوه وقد وثقت سيرته بأحرف من ذهب في صفحات تاريخ أهل الخير والكرم والطيبة والمعاني الأصيلة والجميلة والمناضلين الحقيقيين .. رحمك الله يا أبا عدنان وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
رحل جسدك الا ان بسمتك ستبقى مشرقة بيننا ...
غداً عندما تذهب الى هناك حيث سبقك الأحبة سلم على فرج الله الحلو، وابا انيس، وسهيل طويله، وخليل نعوس، وحسين مروه، وكل الأحبة، خذ لهم معك كمشة من تراب الجنوب، وكمشة من ياسمين الشام، احضنهم ولا تقل لهم أي كلام عن خاتمتنا الحزينة، وشقاقنا وفراقنا وشقاءنا ...
رح اقطف وراقك
منها اكتب حكاية
عن الناس اللي راحو
و عن العمر اللي جاية
سنديانة وزيتونة للرفيق فواز الصلب بصلابتهم، الأصيل المحب وداعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين حاولوا اقتحام الـ-م


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة أحمد الديين خلال الوقفة التضا




.. عنف الشرطة الأميركية ضد المتظاهرين المتضامنين مع #غزة


.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق




.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب