الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منصب خلافة الله

صراح محمدي

2017 / 2 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الله تعالى أعطى للإنسان بعضا من الحريات و المهام التي إن صح وصفها بالإلهية، كالتدبير و التسيير و الإدارة و الإشراف و غيرها، و ذلك بإمكانيات و قدرات محدودة، تتماشى مع الغاية من تواجد الإنسان على الأرض و تؤمن ضمان استمراريته.

لكن مهام الإنسان تعدت أبعد من ذلك، فقد أفسح المجال لنفسه و أعطى لنفسه الحق في أن يحتلّ أدوارًا أكبر و أعمق و أخطر! فشغل منصِب خلافةِ الله.
شاغلو هذا المنصب يدافعون عن الدّين الإسلامي مع جهلهم أو حتى علمهم بأن الدين ليس بحاجة أحد ليدافع عنه، إنما من طبع الفرد منهم أن يثور لأجل مقدّساته و التي يعتبرها غير قابلة للنقاش و لو بالتلميح فيما جائت به، فبالإضافة لنشأته على دينه بالفطرة، فإنه تبرمج على أن يستسلم بكل ما يملك لتعاليمه، عقلا و روحا و تفكيرًا، مكبّلا بالتبعية للموروث، مقيّدًا بما سمع فقط و قيل له و تربّى عليه، ذلك لأنّه يرى في الدين مجرّد عقيدة يمارس طقوسها يوميا، و يشكل هوية ثقافية عميقة لديه، و أي نقاش في دينه الذي فُطر عليه يعتبر كفرًا و يستحيل الخوض به، و من يجرؤ على ذلك يقابله بالكره و التكفير، و يسعى جاهدًا لكبت صوته و تقييد حريّته في النّقاش، حتى و إن كان النّقاش حول تصرّف لفئة من المسلمين، و ليس نقاشا في الدّين بحد ذاته، أو حتى اجتهادًا في فهمه و تأويله بعيدًا عن الموروث.
الدّين عندهم يُعتبر الشماعة التي يعلقون عليها كل شيء يخص تفاصيل حياتهم، و مبررات أحداثها، يعلقون عليها فشلهم الذريع بحجة أن الله لم يرَ لهم خيرا في أمرٍ فلم يوفّقهم به، و ليصبروا و ليحتسبوا ليحصلوا على أفضل من ذلك إضافة للأجر -يكفيهم بأنّه مسلمون- ، فتخمد محاولاتهم و يتجمّد سعيهم و تُحبَط عزائمهم و يفقدون الشعور بالمسؤولية شيئا فشيئا، أو يعلّقون عليها نجاحهم بحجّة أنّهم مسلمون و وفقهم الله لأنهم كذلك، يعلّقون على دينهم آمالهم و رفْعَ معنوياتهم، فيعمون عن معرفة الحقيقة وراء ما يحدث، ولا يتقدّمون خطوة للأمام، فإذا ما هوجمت مقدّساتهم أو انتُقِدت أو حتى طُرحت حولها الأسئلة سيبدؤون بالدفاع عنها معتمدين على أعنف ما يمكنهم استعماله، شتم و معايرة و تهجّم على مقدّسات غيرهم و أفكارهم، و مقارنة باقي الديانات بدينهم و احتقارها، و قد يصل ذلك للتعدّي على الذات الإنسانية! دون أن يكونوا ملمّين بما يمكنهم المواجهة به لمناقشة الأفكار بمثلها.
العاملون بهذا المنصب عادة هم من طبقات المجتمع السفلى، سُلب منهم حق الحياة و التمتّع بها، بعد إخفاقهم في الالتحاق بركب الحضارة، فشلهم و انعدام جانب الإنجاز بحيواتهم، ينشغلون بحياة غيرهم، فيحاسبون هذا و يكفّرون ذاك، و يحكمون على من سيدخل الجنّة أو النّار -كوُكلاء-، مع أنّه لا يضرهم و لا ينفعهم من كان سواء على حق أو على باطل!
إنّ العاملين بمنصب خلافة الله لا يتقاضون أجرًا، بقدر ما يدفعون جهدًا و يخسرون كرامة و يشوّهون صورة دينهم، بإعطائه صورة سلبية و سيئة.
فالمشكلة ليست في الدّفاع عن الدّين، بقدر ما تكمن في طريقة فعل ذلك، فالدّفاع رد فعل طبيعي و بديهي و منطقي لكل غيور على مقدّساته، مهما كانت طريقة الفهم لها، أو زاوية النّظر إليها.
و الخطر الأكبر أنّ الدّفاع عن الدّين قد يؤدّي بالمدافعين عنه لتأييد و اختيار نوّاب ناطقين باسمهم و باسم الدّين على الصعيد السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثبوت الخلافة بالكتاب والسنة والتاريخ
عبد الله اغونان ( 2017 / 2 / 27 - 21:14 )

الخلافة ثابتة بالكتاب والسنة والتاريخ
وليست كما تدعون مجرد رغبة بعض المسلمين في استغلالها في السياسة
اذ المعروف في الحضارة الاسلامية ارتباط الدين بالسياسة بلا ان الادين هو الذي شكل السياسة ونظام الحكم
يكفي مراجعة الأحكام والحدود والحلال والحرام السياسية في الاسلام في الجهادوالاقتصادوالأحوال
الشخصية
وبمراجعة مادة حكم في القران يتبين أن الحكم بشرع الله منصوص عليهويقترن رفضه بالكفر والفسق
وباستقصاء مادة خلف استخلف خليفة خلفاء
يتبين أن الخلافة مطكلوبة شرعا ابتداء من جعل ادم خليفة في الأرض
واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة
يادود انا جعلناك خليفة في الأرض
وعد الله الدين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض
بالاضافة الى تبيان القران من اتاهم الله الملك والنبوة منهم النبي محمد
وأن احكم بينهم بما أنزل الله
فلا وربك لايومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
أما في الحديث النبوي فهناك تسمية الخلفاء الراشدين
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجد
وحديث الخلافة مشهور يتكلم عن النبوة والخلافة على منهاج


2 - الخلافة ثابتة بالقران والسنة والتاريخ
عبد الله اغونان ( 2017 / 2 / 27 - 21:28 )

وفي التاريخ الاسلامي سمي أبو بكر خليفة رسول الله
وتسمى عمر بن الخطاب بعده أمير المؤمنين كي لايطول اللقب خليفة خليفة رسول الله
ومع بداية الدول الاسلامية أموية وعباسية وحتى في المغرب تسمى الى عهد الخلافة العثمانية
وكان المفكرون الاسلاميون يتبنون الخلافةويدعون الى جمع كلمة المسلمين تحت لوائها
وكثير من الجماعات والأحزاب تتبناها في ايديولوجياتها
بل ان كثيرا من المسلمين مازالوا يحلمون بها وما قيام ما يسمى بالدولة الاسلامية في الشام والعراق داعش الان الا ارهاص على الحلم بالخلافة مهما كان سلوكهم مخالفا للشرع ومستهجنا من كثير من المسلمين
بل لايزال من حكامنا الان من يطلق ألقابا دينيةبالبيعة وامارة المؤمنين

فالامامة والخلافة لدى السنة والشيعة ثابتة بالنصوالتاريخ والحلم

اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج