الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كل خطاب يحمل حقيقته في ذاته ؟

عزالدين جباري
(AZEDDINE JABBARY)

2017 / 2 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أساس هذا التحليل تفاعلٌ مع القولة الشهيرة لفريدريك نيتشه التي أصدرها في كتابه "ما وراء الخير والشر"، والتي يقول فيها :
كُلُّ خطاب قناعٌ /toute parole est un masque ) ).
ومن أجل تحليل هذه القولة، ينبغي تبيئتها في تربة علائقية، ترتبط بالإرادة الشخصية وفق شروط زمانية ومكانية.
نفترض حوارا كالآتي :
~ إننا جميعا نسعى للبحث عن الحقيقة؟
_ وهل الحقيقة تنتظر هناك؟ أليست الحقيقة تتشكل الآن في مساعينا للامتلاء بالحضور الذي نفتقده؟ ثم هل تسكن الحاجة بعد تجليها؟ أم تتحول لغياب آخر يستتبع السعي نحو إحضاره هنا ؟
أليست الحقيقة إذا تكشفا لحقيقة تتشكل الآن في وهم الامتلاك؟ أليست في النهاية " تشغيفا للحضور" ؟
لا تجري، عادة ، حواراتنا اليومية على هذا النحو، لكنها في العمق تنحو نحو الاتجاهات نفسها، نحو ملء الحضور بالمعنى الذي يستولي على شغاف القلب.
يمكننا أن نتساءل في البداية : ما الحالة الطبيعية الأولى للإنسان؟ هل هي الحاجة؟ أم الفقد؟ وما الفرق بينهما إذا؟
يمكن أن نميز بين نوعين من الحاجة: الحاجة الغريزية، مثل الحاجة إلى الطعام والنوم والجماع، والحاجة الضرورية، كالحاجة إلى اللباس الذي يقي الحر والبرد، والأدوات التي تجلب المنافع مثل أدوات الأكل والحرث، والوساد والنجاد... والأدوات التي تدفع الضرر كالسيوف والحصون المنيعة... لكن الحاجة حين تجاوز الغريزي والضروري تدخل باب الثقافة وتقيم هناك. إننا هنا في ضيافة الفقد، حيث حجم المفقودات لا حصر له ولا حساب، إنها الحاجة الثقافية.
يُدرِك الإنسانَ، بعد تحصيل أسباب العيش الحاجية والضرورية بلغة الشاطبي، الطموحُ إلى عتبة الكماليات. وأقول إنه يدرك أهمية عنصر الجذب، فيحس الإنسان بالانجذاب نحو صورة من الكمال في اعتبار الغير، ولكي ينتزع هذا الاعتبار يسعى إلى إحداث " الجِدّة ".
إن الإحداث هنا هو مساءلةٌ لحضورٍ ما، غير كائن لحظة السؤال، من أجل أن يكسو عُري اللحظة الراهنة، لحظة " تجلي السؤال".
إننا لا نستطيع أن نحصر حجم الممكنات الحضورية التي يمكنها إلباس لحظة التجلي هاته، ولا أن نحصي عدد الممكنات التي تحمل السؤال نحو "الغياب" أو "المغيب".
إن السؤال هنا توتر فقط، وليس وعيا متجليا لذاته، هو إمكان في الزمان، دخول في سيولة الزمان من أجل الانسلاك في أحوال الحضور. والأحوال هنا حالات من الوجود تفتقد للتسمية، حالات عارية عن المعنى المكتمل، لأن المعنى لا يكتمل إلا حين يلبس اسمه الحق، وإلا يظل مجرد نزوع، أو سؤال نحو مغيب ما، وإنما يأتي الحضور ليكسو اللحظة، ويجليها باسمها المُلابس لها.
فحين يطلب الموجود المُريد، أي الإنسان، حقيقة ما، فإنما يطلب حاجة في نفسه، حتى إذا ما ارتقى نظره لحاجة يفتقدها- كأنما أدرك أنها ملحة وعاجلة بشكل مباغت ومخاتل- فإنه يحتد، و يريد السفر نحو الحضور هناك، إنه يظل لاهنا-لاهناك، أو كما قال المتنبي (على قلق كأن الريح تحتي)، ويظل كذلك مالم يدخل في سلوكٍ إلى "الغياب "في "المغيب".
الغياب عنوان لمكان يظل مجهولا، عنوان للرغبة الغامضة نحو أقاصي المجهول ، وأما المغيب فهو استهلاك الحضور في الغياب واحتضان الغياب للحضور، إنه فعل " الاندحام "، الاندفاع بشدة نحو الأصل؛ يتسع مدلول الاندحام ليشمل كلَّ مطلوب يُفعم الإرادة بالشدة والاحتداد، بيد أنه اندحامٌ ينقطع ولا ينقضي، شهوة تفرغ ولا تفنى،. من أجل ذلك يستمر الغياب في غيابه، و تَنْوَسِمُ الإرادة بما يترك من الأثر، فيُخَيَّل إلى "الواعية " أنها قد تجده في المفقودات الحسية، فيما ارتكز في "الذاكرة الخافية"1 من الأشواق العارضة في غمرة أحوال السلوك نحو الغياب.
يتبين إذا أن ما تم ظنه سعيا نحو امتلاك شيء ما، لم يكن في الحقيقة سوى سرابا يهمي النفس وراء الوهم ، ويزين لها إرادته ، حتى إذا احتوشه لم تجده شيئا، وأحاط بها الفراغُ من جديد.
إن تفسير ذلك يعود إلى أن الحالة الطبيعية هي حالة فَقْد، الفقد هو الأصل، وهو النزوع نحو التعالي لإدراك الكمال المطلق الذي جُبلت على الشوق إليه النفسُ " الشاهِدةُ " للغيوب قبل أن تهبط من المحل الأرفع.
إن الكلمات تكون قناعا، في هذا المقام حين تخطئ تسمية الأشياء، حين يخيب وعدها الذي تعد به، و حين يفشل الدال في كشف صورة المدلول، ويزين للنفس اتباع هوى مكذوب.
حالة الرجل المُخفِق
لعل حالة انجذاب الرجل المُخفِق، أو ما اشتهر الاصطلاح عليه في اللغة الإنجليزية ب( loser)، هي حالة سلوكية، تُجَسِّد حالة السعي-نحو، وكذلك هي ضرب من أحوال استشعار الفقد.
يسعى الُمخفق دوما في علاقته بالمرأة إلى إرضاء غرورها، و رَيِّ غُلتها، دون أن تسعى هي منه إلى ذلك أحيانا؛ إنه شخص يريد أن يمنح نفسه قربانا من أجل نيل "ولاء" المرأة، فيخطط أولا الظفر برضاها، ثم يوهم نفسه أنها لن تستطيع الاستغناء عنه، فيكسب بعد رضاها "ولاءها" له. إنه مُخطط الفَشَلة. فمِثل هذا المُخطط لاينجح أبدا. إنك تموت حين تفقد نفسك من أجل غيرك، ومن أجلها بشكل أخص. حين تنعُم فإنك تتضاءل، وحين تتضاءل فإنك تغيب، ويبقى محلك من الإعراب فارغا، ثم لا تلبث تبيت مُهدَّدا بأن يملأه أي كاسر جارح يمر عن طريق الصُّدفة.
هذا الانزياح من وضعية المُعطي إلى وضعية الخفاء، يوازيه انزياح من وضعية التلقي لديها إلى وضعية الجفاء. إن خفاءه وجفاءها يُغذيهما ما يأتي به المخفق في الأساس من خوف شديد من الانفصال، ومن ضياع الفردوس المتجلي؛ إنه " يستوطن " الخصاص الحاد في موضع الأمومة2. وأقصد بالاستيطان البحث عن "وطن" داخل النفس يؤسس لقرارها، لذلك جاء في الدعاء القرآني : [ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما.] الفرقان، الآية 74. يرَجح أغلب المفسرين أن قرة من القٌرِّ، و يقول القرطبي في تفسيره الجامع : (ويحتمل أن تكون من القر وهو الأشهر . والقر البرد لأن العرب تتأذى بالحر وتستريح إلى البرد . وأيضا فإن دمع السرور بارد ، ودمع الحزن سخن ، فمن هذا يقال : أقر الله عينك ، وأسخن الله عين العدو)3 . إن هذا التأويل اللغوي-البيئي صحيح ، فاللغة ابنة المجتمع والجغرافيا، فنحن العرب نقول عن الشخص الجالب للسرور والفرح والطمانينة،( لقد أثلجت صدري)، وذلك بتأثير من البيئة العربية الصحراوية المنشأ، والتي ظلت مبعث الفصاحة والبلاغة منذ الجاهلية، غير أن الفرنسيين مثلا، الذين تَحُف سلسلة جبال "البيريني" جهتين من بلادهم وست مقاطعات إدارية، يقولون في موقف مماثل : (ça me réchauffe le coeur). لكن الإمام القرطبي لا يكتفي بهذا الوجه، ويشير من قبل هذا المعنى الذي سبقت الإشارة إليه، إلى أن قرة العين يُحتمل أن تكون من القرار، وهذا الراجح لدي، وهو ما يتناسب مع الاتجاه الذي نَشُق به الطريق نحو فتق حُجُب الغياب، فالمعاني هنا لا تتعارض، وإنما تتعاضد، و كل معنى يُجَلِّي من المنظور أحد حروفه، والحرف هنا حرف القرار، و قد فسره القرطبي بما لامزيد بيان عليه، فلنستمع لما يقول : ( وذلك أن الإنسان إذا بورك له في ماله وولده قرت عينه بأهله وعياله ، حتى إذا كانت عنده زوجة اجتمعت له فيها أمانيه من جمال وعفة ونظر وحوطة... لم يلتفت إلى زوج أحد ولا إلى ولده ، فتسكن عينه عن الملاحظة ، ولا تمتد عينه إلى ما ترى؛ فذلك حين قرة العين وسكون النفس .)4 القرار إذا، بَرْدٌ وسلام في العين و في النفس.
حين يُقْدم المخفق على البذل والتفاني التام، وتستمر الأنثى في وضعية " عدم الارتواء "، أو في" التراجع نحو الخلف "، تزداد حمأة الألم لديه، ويدفع به الألم إلى مزيد من العطاء، الذي يتحول سريعا إلى عبودية تامة للجسد، إذ يسقط في حبائل " خطاب الشهوة ". إذ ذاك يتحول الاتجاه من "قامة" المرأة إلى "هالة" الجسد؛ هذا الذي يصير يضرب الإرادة بسطوته، لأن مصدرا غَيْرَه لِـ"الثواب" لم يَعُد ممكنا لديه، بل أضحى من قبيل الممتنع، لكثرة ما تكرر سقوطه في خيبة الأمل، فانتقل الاتجاه من الإمكان إلى عدم الإمكان، وهو تتويج لاندحار الإرادة، والسقوط في شَرَك الاستحواذ، استحواذ السيد على العبد .
والواقع أن النفس حين ترى أمامها عبدا ذليلا فإنها تتأبى عليه حتى تأباه. فلا الجسدَ يطالُه العبدُ حقيقةً، ولا جوهرَ القلب يلوذ به. إنها وضعية احتراق كاملة، يفشل خلالها المخفق، ولاتملك معها الأنثى - على فرض أنها سوية النفس وغير سادية - أن تظل أنثى، أي أن تمضي نحو سعادتها أو تنصب نفسها هدفا لإسعاده. و يبدو أن الأنثى حين لا ترضخ في أول الأمر، أي حين تتأبى، فإنها تكون تختبر "مقام الإخصاب"، فإذا ما فشل الرجل في جذبها أَبَتْهُ، وصرفت وجه قلبها عنه.
إن الإخصاب هنا معنوي، يتعلق بتحقيق معنى مركوز في النفس، فالأنثى في مرحلة " السعي- نحو" هاته، تختبر أدوات الشريك القادم نحوها على القتال المُسالم، أي عن قدرته على تحمل أسلحة الإبهار والهجر والمُخافتة وغيرها، و في الوقت ذاته على دوزنة ذلك في المرونة التامة، وفي الاعتداد الكامل بالنفس. وحيثما تحقق الإخصاب تحمل المعنى كي تصير قِبْلة لبرجل، فتحصُل لها حالة انطباع تجعلها تنصبغ بصبغة الرجل، يمكن أن نطلق عليها صفة "الوسم". وهي حالة من الإدراك و الشعور تصاحب أفعال " البطل" الظافر، فتتلقاها أنثاه و تنغرس في ذاكرتها "الخافية" 5، وحينئذ تحصل على الإجابة الآنية عن حالها في " السعي-نحو" .

إن توصيف هذه الانفعالات من جانب الأنثى أو من جانب الرجل المخفق على أنها " أحوال " تقتضي منا اعتبارها عرَضية وعابرة، حيث إنها لا تثبت إلا برعاية الجوهر الجامع للعلاقة ، وهو عنصر الجذب. إني أسميه جوهرا لأنه يتعلق في شقه الأساس بمعنى غيبي. ولعل كل ما ذكرناه آنفا من آليات للسعي-نحو هي مهاراتٌ تُكتسب، كما أنها قد لا تصمد أو تُجدي نفعا إن لم يصح معها الشق الغيبي في العلاقة. وعن هذا الشق يقول إمام المنظرين في الحب، الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه الماتع " طوق الحمامة" مُعرِّفا حقيقة الحب بِـ" أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع " 6، ولهذا شواهد؛ فالنفوس بمنطوق التنزيل العزيز بُثَّتْ من نفس واحدة، ولما كانت تجتمع فيها قُوى مختلفة، فإن المتجانسة منها- والتي تتناسب مع هيئة تركيبها هناك، في مقرها العلوي حيث كانت تُجاورها- هي التي تتعلق ببعضها البعض تعلق الحب، فَـ" الشكل دَأْبا يستدعي شكله، والمِثْل إلى مِثْله ساكن " 7، ويستدل ابن حزم على هذا الإقرار بحجة واقعية، حيث ينفي أن يكون استحسان النفس ناشئا عن حسن الصورة أو لمجرد موافقة الأخلاق، وذلك أن المرء " يُؤثِر الأدنى ويعلم فضل غيره، ولا تجد محيدا لقلبه عنه، و لو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لايساعده ويوافقه " 8. ومن ذلك يستنتج أن الحب شيء يقع في ذات النفس.
ومن ثمة فإن دوائر الحب حين تحيط بالعاشق يمكنها أن تكون خادعة، وأن يكون خطابُها فقط خطاب شهوة يصطبغ بشيء من طبائع النفوس، كاستحسان الصورة الجسدية، ولا تعلق له باتصال حقيقي بين النفوس، وهو ما يجر على المُخفق عادةً ذيول الهزيمة والهوان.
إذا كانت الحقيقة تعني الإحاطة فإنها لا تأوي أبدا في الخطاب،وإذا كانت تعني السعادة فلا مسكن لها في دنيا الوجود، لأن الحقيقة صيرورة من العلوم والمعاني لا نهاية لها ولا حد، وجريان دائم لصور من الشدة والاحتداد، تفعم إرادة الإنسان بحبور منقطع، سريع الزوال، لأنه منفصل عن الغاية، ومأسور في غلالة من الحجب، مادامت الروح في معقل الجسد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
1 _ أستعمل هنا ترجمة نهاد خياط التي اعتمدَتها في كتاب ( البنية النفسية) لكارل يونغ، للمفهومين : Le Conscient / L’Inconscient، على التوالي ب"الواعية" و"الخافية" لما لهما من أصل قرآني فصيح ودال، وذلك في قوله تعالى: [ لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية]، الحاقة، الآية 12، وفي قوله تعالى: [ يومئذ تُعرَضون لا تخفى منكم خافية ]، الحاقة، الآية 18.
2 _ انظر لمزيد من التوضيح مقالا قصيرا على الموقع الإخباري الفرنسي : Info بعنوان psyché du loser.
3- 4 _ الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي القرآن، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي،تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزء 15، الصفحة 488.
5 _ إن الخافية، أو العقل الباطن، أو اللاشعور، عند "فرويد" لا يتجاوز محتويات الذاكرة الشخصية المرتبطة بمرحلة الطفولة، تلك التي تنطمر فيها الرغبات المكبوتة لإنها لم تتوافق مع الأنا الواعية، إلا أن " كارل يونغ" يوسع من مجالها الدلالي، ويرتفع بها إلى ذكريات الصور والرموز التي أحدثها الآباء الأولون، وبقيت معانيها متوارثة جيلا عن جيل. كما أنها قد تتحد بأشكال أخرى فتستحيل طبيعتها عن طريق التحويل transference ؛ (ففي مجال الحلمِ، حسب "يونغ"، تتصاعد صورالخافية، التي قد تُؤول الريح بالروح، كما قد يتبدى مقام الإله في صورة الأب أو الطبيب مثلا...) . ونحن نُجاوز هذا الأفق المُحايث، ونعتبر، انطلاقا من إيماننا الجازم بالغيب، واعتقادنا بإلهية النفخة الروحية، أن الروح لها ذاكرة مُعلَّقة بالغيب، وموصولة به على الدوام. وبذلك نصل عالم الشهادة بعالم الغيب.
6- 7 _ طوق الحمامة في الألفة والألاف، علي بن حزم الأندلسي، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، الطبعة الأولى 2016 م، ص : 12.
8 _ المصدر نفسه، ص : 35.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا