الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجسد الأنثوي تجارة لا تبور ونشوة لا تنتهي ....
محمد ايت الحاج
2017 / 2 / 28حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حديث النساء حديث كله اسرار وألغاز، مجامعهن معظمها حول الجمال والرجال، ذات مرة سمعت احدهن تتحدث مع صديقتها عن علاقتها الحميمية وعن مشاكلها الجنسية، في الحقيقة تعجبت في الامر واستغربته مما جعلني استرق السمع لان الموضوع يهمني كثيرا، فعلا حاولت وسمعتها تقول: (زوجي يعود الى المنزل في وقت متأخر وينام ولا يعيرني أي اهتمام، دائما يكون قاسي في كلامه معي ولم اسمع منه ولا كلمة جميلة، دائما هو يرفضني حتى في الجماع لا يأخذ وقته معي، يقول: جسمك ضخم ورائحتك كريهة. هذا خلق في نفسيتي عقدة).
بدأت المرأة تبكي وهي تتحدث عن مشاكلها الجنسية مع زوجها، في الحقيقة الامر يستدعي لحظة تأمل وتفكير وممارسة لعبة السؤال في مجتمع ذكوري يعيش على النفاق والمكر والخداع، مجتمع يبيع الأوهام ويعبدها باسم حشومة وعيب ولا يراعي عذاب الأجساد الانثوية، التي تبحث عن إرضاء الرجال بكل الوسائل والطرق، بينما هي في ركن مظلم في مجتمع الحشومة تنكسر وتتحسر على جسدها الذي يذق العذاب والحزن، تظل خائفة في المجتمع الذي لا يرحم الانثى ولا يعطي لها مجال للتبرير والدفاع عن نفسها أمام الرجال، مما يجعلها دائما عبدة له وتقوم بأي شيء يطلبه منها، لذلك لابد من التخلص من هذه الطابوهات لأنها تعيق " التواصل الجنسي"، لذلك نجد المرأة تبحث عن مكان تفرغ فيه مشاكلها الجنسية، ووجدت اليوم العالم المتحرر الفيسبوك الذي أعطى لها المجال لكي تعبر عن مشاكلها وتحرر جسدها، من خلال هذا العالم الأزرق قامت المرأة بإعلان الثورة وذلك باستعمال الأسماء المستعارة لكي تعرض مشاكلها وصورها وهي عارية على حائطها، والغرض من هذا كله هو إخفاء الهوية هذا من جهة، ومن جهة ثانية انها تتحرر ولها مساحة خاصة لكي تتحدث عن الطابوهات وتمارس الجنس بعيدا عن الاعين الشريرة حسب فهمها.
ولقد تتبعت العديد من الصفحات والمجموعات الخاصة بالنساء توصلت الى حقائق يصعب الوصول اليها في الواقع، لكن المجتمع الشبكي ساعدني في الوصول اليها من خلال الاطلاع على التعليقات التي تنشر في المجموعات المغلقة، وتتبعت المواضع المطروحة كلها مرتبطة بالجنس وبالمشاكل الجنسية، مما يؤكد الفرضية التي انطلقت منها في بداية هذا البحث ووجدت بأن هناك خلل في ما يتعلق بالثقافة الجنسية وفي السلوك الجنسي، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تذهب العديد من النساء الى طلب وصفات من اجل تكبير مناطق حساسة في جسدهن وطلب تفسيرات عن الوضعيات المناسبة للوصول الى النشوة في الجماع، والغاية من هذا كله هو أن المجتمع بحاجة الى وعي جنسي واخص بالذكر هنا الاسرة، التي تتخبط في مشاكل عدة " الزوج- الزوجة"، هم بأمس الحاجة الى الاستشارة مع المتخصص في المسائل الجنسية، لأن هناك خلل في هذا الجانب يستدعي التدخل العاجل من اجل انقاذ الاسر من الهلاك و التفكك، وينغي أيضا تخليص الرجال من ثقافتهم الذكورية التي تجعلهم يعبدون الأجساد ويستهوون الأسِرَّة والنشوة في الجسد. من هذا هنا ادعوا الى الانتباه الى النسق الثقافي لأنه أسهم في تكريس هذه الاعطاب الاجتماعية التي يتخبط فيه المجتمع الى حدود اليوم.
بقلم: محمد ايت الحاج
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سوريا.. عشرات المعتقلات السرية تحت الأرض بعيداً عن صيدنايا
.. مجزرة مروعة يرتكبها الاحتلال التركي في عين عيسى
.. مهجرات عفرين والشهباء المرتزقة ترتكب المجازر بحق السكان
.. الكاتبة العامة بجمعية اطاس حميدة السبعي
.. الناشطة النسوية سعاد رجب