الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محسن حسين في أوراقه الصحفية .. سياحة استذكارية لعقود ستة من العمل الصحفي

شكيب كاظم

2017 / 2 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تُواصل مجلة (دبي الثقافية) مشروعها الثقافي الجميل و المفيد, بأن تقدم مع كل عدد جديد منها هدية, كتاباً رائعاً - غالباً - وفي مناحي ثقافية ومعرفية متعددة, مما عزز رصيدها لدى القراء العرب, إذ نشرت نتاجات لأسماء مهمة في الثقافة العربية مثل: محمد خضير وحاتم الصكر ووارد بدر السالم, و الدكتور صالح هويدي, وحارث طه الراوي, وموفق عبد الفتاح العاني, وشاكر نوري, فضلاً على ادونيس, وجابر عصفور, وإبراهيم الكوني, ومحمد برادة, وعبده وازن, وعبد العزيز المقالح, و المفكر عبد السلام المسدي, وكمال أبو ديب, ونبيل سليمان وواسيني الأعرج, والصحفي العراقي المغترب الذي كان ثالث ثلاثة أسسوا وكالة الأنباء العراقية سنة1959, محسن حسين إلى جانب أحمد قطان وحميد رشيد.
جميلة هي كتب المذكرات ولا سيما المذكرات المهنية, وفي الذاكرة كتب الصحفي العراقي الكبير فائق بطي, نجل الصحفي الرائد (روفائيل بطي) الذي اصدر جريدة (البلاد) التي كنت أنعم بقراءتها, وأنا طالب في الابتدائية منتصف الخمسينات إلى جانب جريدة (الحرية) لصاحبها الأستاذ قاسم حمودي المحامي, وأوقفت (البلاد) عن الصدور في التاسع من شباط 1963 إلى جانب الصحف العراقية كلها, وما زالت في الذاكرة, جريدتا (الأخبار) لصاحبها جبران ملكون و(الزمان) لصاحبها توفيق سمعان الذي حول اسمه إلى لقب فأصبح يعرف بـ(السمعاني) فضلاً على الكتاب المهم الموسوم بـ(50 عاماً في الصحافة) للصحفي زيد الحلي وقدم له الصحفيان الرائدان فيصل حسون, من مغتربه في أمريكة وسجاد الغازي وكتاب للراحل طارق إبراهيم شريف عنوانه (الصحافة العراقية في ذاكرة روادها) ويشتمل على أحاديث عن عدد من الصحفيين منهم: فائق بطي وحسن العلوي ومحسن حسين. التقيت مرة بالصحفي الرائد محسن حسين, عصر السبت 18/ حزيران / 1994 خلال ندوة أقامتها نقابة الصحفيين العراقيين, في بناية التجمع الثقافي بالصالحية من كرخ بغداد, عنوانها (الخبر في الصحافة العراقية) التي شارك فيها الدكتور حارث عبود, والصحفي لقاء مكي - الدكتور فيما بعد- والصديق الأديب والصحفي مؤيد معمر - رحمه الله- وحضرها طه البصري وصلاح المختار و الدكتور أحمد عبد المجيد وناصرة السعدون, ومحسن حسين وغيرهم. الكتاب الجميل هذا الموسوم بـ(من أوراق صحفي عراقي) سياحة استذكارية جميلة لعقود من العمل الصحفي الجاد و المثابر للصحفي الرائد محسن حسين, من البدايات في جريدة (الشعب) التي كان يصدرها الصحفي يحيى قاسم, وأوقفها رجال تموز سنة 1958, حتى شهر آذار, مارس من سنة 2011, عندما قرر محسن حسين الاستراحة لبلوغه السابعة والسبعين, إذ انه ولد في الثاني عشر من حزيران سنة 1934 في ناحية المشخاب, التابعة لمحافظة النجف.

رأيه بالساسة العراقيين والعرب
في الكتاب كذلك انطباعات عن لقاءات مع عدد من زعماء العراق والوطن العربي: عبد الكريم قاسم, عبد السلام عارف, وعبد الرحمن عارف, والدكتور عبد الرحمن البزاز, وطاهر يحيى, وجمال عبد الناصر, وأحمد بن بله, وهواري بومدين, وملك المغرب محمد الخامس الذي زار العراق في شهر كانون الثاني من سنة 1960، وأهداه رئيس الوزراء العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم, رفاً من طائرات القوة الجوية العراقية, لتكون هذه الطائرات الثلاث نواة القوة الجوية المغربية, وهذا يبين لنا مدى التقدم, الذي عاشه العراق قبل ان تضربه الانقلابات, إذ تأسست القوة الجوية العراقية منتصف الثــلاثينات من القرن العشرين, أيام الملك غازي الأول - رحمه الله -. في الكتاب - كذلك - مثابات مهمة ومؤثرة, إذ حضر في نيسان 1966, وقائع جلسة انتخاب رئيس جديد للعراق, بعد حادث طائرة الهليكوبتر المدوي في الثالث عشر من نيسان / 1966, سقوط طائرة الرئيس عبد السلام عارف في منطقة (النشوة) جنوبي قضاء القرنة, بعد ان افتتح طريقاً متفرعاً من الطريق العام, العمارة - البصرة إلى إحدى النواحي, وقد شاهدته ظهر ذلك اليوم, راكباً سيارة كاديلاك حمراء اللون مكشوفة تعود لآل المنديل وأنا بطريقي إلى البصرة, إذ كان يتنافس على المنصب, رئيس أركان الجيش اللواء عبد الرحمن عارف, الذي كان شغل هذا المنصب, ولا يحمل شهادة الأركان, فضلاً على رئيس أركان الجيش في عهد عبد الرحمن وهو الآخر غير حاصل على شهادة الركن الأساسية في تبوؤ هذا المنصب المهم في العسكرية العراقية, اللواء حمودي مهدي!
أقول: كان يتنافس على الفوز بالمنصب اللواء عبد الرحمن عارف واللواء الركن عبد العزيز العقيلي, الضابط المهني المحترف, والدكتور عبد الرحمن البزاز, رجل القانون والسياسي المدني المعتدل, الذي قاد العراق, بعد سنوات من الحكم العسكري, وكانت نتيجة التصويت فوز عارف بأربعة عشر صوتاً و البزاز بثلاثة عشر صوتاً, وفاز العقيلي بصوت واحد, وهو صوته! إلا ان احد الضباط تقدم من عارف وأدى التحية العسكرية له قائلاً: (سأبقى جندياً مخلصاً لك, كما كنت جندياً مخلصاً لشقيقك, فقيدنا العظيم عبد السلام عارف)! وبهذا انتهى حلم عبد العزيز العقيلي برئاسة العراق, الذي عرف ببيانه المدوي يوم كان وزيراً للدفاع, بمطاردة الهاربين من الخدمة العسكرية, وضرورة مراجعة الشباب - وكنا منهم وقتذاك - بمراجعة دوائر تجنيدهم, وإذ لم يذكر الأستاذ محسن حسين اسم هذا الضابط, الذي غير مجرى الانتخاب لصالح عبد الرحمن عارف, بوصفه عسكرياً فضلاً على كونه شقيقاً للرئيس الراحل, فاني أرى انه العقيد سعيد صليبي, الذي كان له دور مؤثر في السياسة العراقية منذ سنة 1963 وحتى تموز / 1968, فهو الذي تصدى لعناصر الحرس القومي في يومي 11 و13 فضلاً على 18/ تشرين الثاني 1963, وإنهاء حكم حزب البعث, وهو الذي أجهض محاولات رئيس الوزراء وقائد القوة الجوية الفريق الطيار عارف عبد الرزاق, والذي سلمه عبد السلام, الرئاسة وكالة لغرض السفر والاشتراك في مؤتمر القمة العربية الثالث المنعقد في الرباط في 15/ من أيلول /1965, فضلاً على إجهاضه أكثر من محاولة انقلابية قادها صبحي عبد الحميد وبمعاونة هادي خماس وعرفان عبد القادر وجدي وآخرين.

محمد اوفقير الضابط الطموح
فضلاً على لقاءات صاخبة أجراها الصحفي محسن حسين مع رجل المغرب القوي, الجنرال محمد اوفقير أيام الملك الحسن الثاني (1961- 1999) الذي سطع نجمُه بسحقه عملية مهاجمة قصر (الصخيرات) الملكي في العاشر من تموز سنة 1971, تمهيداً للانقلاب على الملك الحسن الثاني, أثناء احتفاله بعيد ميلاده, وما أراه إلا العقل المدبر لذلك الانقلاب, لكن إذ وجد تسرب الخلل إلى عملية الانقلاب, بادر إلى سحقها لتأكيد ولائه للملك وإبعاد الشبهات عنه, وثقة الملك العمياء بوزير دفاعه والقائد العام للقوات المسلحة, شفعت له, وأبعدت عنه الأنظار المرتابة لكنه كررها ثانية يوم الأربعاء 16/ آب /1972 أثناء عودة الملك من باريس بعد إمضائه إجازة خاصة, فأرسل طائرات حربية لقصف طائرته في الجو, ولكن الطائرة الملكية أفلتت وتمكن طيارها من النزول بسلام, فافتضح أمره, فاستدعاه الملك بحضور عدد من وزرائه وكبير مرافقيه العقيد دليمي, وقال وزير داخلية المغرب اوانذاك محمد بن هيمة انه انتحر, وقالت بعض الروايات انه قتل, وما أراه إلا مات مقتولاً بيد الملك وحاشيته. اوفقير هذا كان العقل المدبر لعملية اختطاف الشخصية السياسية اليسارية (المهدي بن بركة) وقتله خريف سنة 1965 مما دفع بمحكمة جنايات باريس إلى الحكم عليه لثبوت تهمة اختطاف المهدي بن بركة وقتله ودفنه في مكان ناء في الريف الفرنسي, عثر على مكان دفنه منذ سنوات ضابط شرطة مهني فرنسي. بودي ختاماً ان انقل رأيه بالرئيس الأسبق الفريق عبد الرحمن عارف, الذي غادر الحياة في عمان, ودفن في مقبرة الجيش العراقي بالمفرق يوم السبت 25/ آب / أغسطس/ 2007، وكانت ميتته بمدينة الحسين الطبية, عن أحدى وتسعين سنة, ميتة طبيعية, بسبب كبر السن والذي لم يلوث يديه الكريمتين بالدم العراقي, وكان عهده قريباً من العهد الملكي, أقول: بودي ان انقل رأيه يقول ((وأتيحت لي الفرصة ان أرافقه في زيارة رسمية مع السيدة عقيلته إلى إيران, بدعوة من شاه إيران, محمد رضا بهلوي والإمبراطورة فرح في آذار/ مارس/ 1967, وقد لمست منه الكياسة والاحترام وتجنب الدخول في الصراعات السياسية, ما جعله في مأمن من القتل أو السجن (...) فنفي إلى الخارج ثم عاد إلى بغداد ليعيش مثل أي مواطن)) وأضيف انه كان يؤدي صلاة الجمعة في مسجد بلال بن رباح الحبشي القريب من مستشفى اليرموك, واصلاً إليه مشياً من داره. لم يذكر الأستاذ محسن حسين على الوجه الصحيح اسم الباحث و المؤرخ, صاحب موسوعة 14/ تموز ولي ملاحظات جمة عليها, ليست في صالح هذه الموسوعة, إذ كانت زاخرة بالأهواء و التعصب, مع ان فلاسفة التاريخ يؤكدون - ما أمكن- ضرورة الحياد في تدوين الوقائع, إذ أورد اسمه (العميد إبراهيم خليل الذي كنا نطلق عليه إبراهيم رويترز لتشعب اهتماماته ودراساته). وأقول: اسمه العميد خليل إبراهيم حسين الزوبعي, وسمي (برويترز) لذاكرته التي لا تبارى وقد عمل في صنف الاستخبارات العسكرية, وأمسى معاوناً لآمرها وكان موجد هيئة الطاقة الذرية العراقية, وشغل منصب وزير الصناعة, قبل ان يطاح به في تموز 1968 لأنه محسوب على العهد العارفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط