الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضلة أمان صقر

رمضان الصباغ

2017 / 2 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



بعد حرب اكتوبر 1973 وحيث كان السادات فى أوج قوته ،فهو قائد العبور والزعيم المؤمن ، يسانده كل اعداء اليسار من الإخوان المسلمين إلى المنتفعين من السياسة السادتية المضادة لليسار وعبد الناصر ، والمضلَلين والمرتشين وعملاء الأجهزة الامنية . فى ذلك الحين انتقلت أنا الى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية قادما من المنصورة ، وجاءت أمان صقر الى نفس الكلية قادمة من كلية البنات - جامعة عين شمس بالقاهرة . وكانت بالكلية ماجدة جادو ، وبدأنا معا نحن الثلاثة بشكل رئيسى ومعنا بعض المتعاطفين مع الحركة الطلابية النشاط السياسى الناقد لسياسة السادات ونظامه . كانت الكلية فى صمت مطبق وكان علينا تأسيس العمل السياسى – خاصة اننى كان لى نشاط مكثف سابق فى طب المنصورة التى كانت بها حركة نشطة والعديد من القيادات – فوجئنا بشروط غريبة خاصة بمجلات الحائط – أى يجب ان يشارك فيها مجموعة أشخاص وتكون الموضوعات لا تقل عن خمسة موضوعات ، وأن نلتزم بالنقد الموضوعى والا تكون هناك آراء سياسية معارضة للنظام السياسى . وكانت مجموعات الطلاب والموظفين المرتبطين بأجهزة الأمن جاهزة ومتنمرة للتصفية الجسدية والضرب ، وكانت الجماعات الاسلامية التى اطلقها السادات فى الجامعة لمواجهة اليسار موجودة بكثافة ومستعدة لكل أشكال المواجهة مدعومة من النظام . فى هذه الظروف بدأنا العمل وواجهنا كل أنواع العنف والاحالة الى التحقيق وتمزيق وحرق المجلات و وكانت أمان صقر نموذجا للصمود والمواجهة والقدرة على الاستمرار وكانت تقابل كل ذلك بصبر وصمود .واستمر الحال ونحن نناضل ، فوضعنا المجلات على الارض وقدمناها للطلاب فى المدرجات وأدرنا حلقات النقاش ، وثابرنا حتى انتزعنا حق اصدار المجلات بدون توقيع وكنت أكتب المجلة كاملة فى موضوع واحد ، وبدانا نصدر مجلات متعددة تناقش القضية الوطنية ، والديموقراطية ، والقضية اللفلسطينية ، والقضايا الاجتماعية , والقضايا الثقافية ،ومشكلة الكتاب الجامعى ، ومناهج الدراسة وغير ذلك ممما أثار بعض أعضاء هيئة التدريس . وكان تعاوننا معا نحن الثلاثة ( أمان صقر وماجدة جادو وانا ) وتعون المتعاطفين مؤديا الى صمودنا واستمرارنا . وكانت قوة وصلابة أمان صقر من العوامل التى أغاظت انصار السادات فكانت تواجه بعنف وشراسة ، ولكنها كانت دائما أقوى من اعدائها . وكانت تمتاز بقدرة كبيرة على التحريض وصياغة رايها بشكل يلاقى استجابة كبيرة من الطلاب . كما كانت خارج الجامعة فى الندوات والمؤتمرات تلعب دورا هاما سواء فى الاعداد او الحديث ونقل وجهة النظر باقتدار .
وبعد انتهاء فترة دراستها فى الجامعة عملت فى الثقافة الجماهيرية ، وكانت تشرف على كورال الاطفال ، وذلك لاهتماها بغناء ألحان لشيخ امام والحان سيد درويش أيام الجامعة ، كما كتبت الشعر العامى فى السنوات الاخيرة .
لقد كانت أمان صقر نموذجا رائعا للمناضلة السياسية اليسارية ، فقد بذلت كل جهدها لتاسيس الحركة السياسية فى آداب الاسكندرية ،وساهمت فى الحركة النسائية ، والحركة الثقافية ، وكانت حاضرة دائما فى الندوات والمؤتمرات . كانت رفيقة نضال لا تنسى ، ومثالا نادرا للتضحية وانكار الذات .
ولقد نزل خبر وفاتها على كالصاعقة ، وعزائى الوحيد هو أنها لا تزال حاضرة لدى الجيل الجديد بنضالها وعطائها الذى كان ولا يزال نبراسا لكل المناضلين والمناضلات .

د. رمضان الصباغ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد