الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن- القرآن - الذكر

انطلاق الرحبي

2006 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وماعلمناه الشعر وماينبغي له.إن هو إلاذكر وقرآن مبين
والقرآن ذي الذكر
إنا نحن نزلنا الذكر. وإنا له لحافظون
مايأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون
وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك
ورتلناه ترتيلا.
ورتل القرآن ترتيلا
إنه لقرآن كريم.في كتاب مكنون. لايمسه إلا المطهرون. تنزيل من رب العالمين
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث
وقال الرسول يارب أن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا

عندما قلت في السابق بأني لاأفسر القرآن ولاأعتمد على أقوال المفسرين
التراثيين أو المعاصرين المقلدين لهم والمكررين لأقوالهم بأغلب الأحيان
لعدم إيماني بالتفسير أولاً ولأن أقوال التراث أصبحت من الماضي المعرفي
الذي تجاوزته الحياة في حركة السيرورة والصيرورة المعرفية والإجتماعية
للإنسان. معنى عدم إيماني بالتفسير لأنني أعتقد أن القرآن يرفض ذلك معرفياً
لأنه جاء مرتلاً ومعنى ذلك منسقا ًحسب الموضوع . أي ينبغي أن نرتل الآيات
التي تتحدث عن موضوع معين لنرى ماتقوله من معرفة. ولأن القرآن هو
علوم ومعارف فأنه قراءة تكشف عن قول يحمل معرفة حقيقية (قوله الحق). فمن
السخف والضحك على الناس أنْ يُفَسَرْ القرآن كله من قبل شخص واحد أحد.
فكيف يمكن له أن يستوعب قوانين الكون والمجتمع بمفرده وماتؤول اليه في الواقع المتجدد والمتغير باستمرار. والقرآن يعلنها واضحة صريحة ( لايعلم تأويله إلا الله )
أي ماتؤول الية الحقائق في تحققها العملي في حركة الزمن في الواقع الإنساني والكوني أي البداية والنهاية ، أمَّا الذي يكشف عن ذلك في خط السيرورة والصيرورة فالعلماء( الراسخون في العلم) في جميع المجالات مجتمعة لينتجوا لنا المعرفة كل حسب إختصاصه. ولهذا قال القرآن, الله من جهة والراسخون في العلم من جهة أخرى وليس هذا المفسر الذي لايفقه شيئا من العلوم المعاصرة كالرياضيات والإجتماع و النفس والعلوم السياسية والإقتصادية والألسنيات وإلى آخره من العلوم التي يبني بها الإنسان المعاصر حياته الإجتماعية والمعرفية. وإن ادعى بعضهم إلمامه بتلك العلوم فلا يمكن أن يكون من فئة الراسخين بل من أنصاف المتعلمين او المتطفلين على العلم.لأننا لم نسمع أو نقرأ إن واحداً من هؤلاء قد أكتشف قانوناً طبيعياً أو أنتج نظريةً جديدةً في الإجتماع أو السياسة أو الإقتصاد أو اللغة أو...أو...الخ. إنه العقل القياسي (بمعنى قياس الشاهد على الغائب ومحاولة إيجاد الشيء المشترك بينهما) كما وصفه الدكتورمحمد شحرور،وهذا هو جُلَّ ماعندهم والذي لايغني من جوع بل يميت، بالعكس من الأنبياء الذي كان لهم الفضل الكبيرفي الكثير من الإكتشافات العلمية على المستوى المادي أو الكشف عن حركة القوانين الإجتماعية المحددة للبنية الإجتماعية نفسها. من آدم وإدريس إلى نوح ويوسف وداود وغيرهم الكثير سلام الله عليهم أجمعين المعلمين الأمناء للإنسانية والذي خلدتهم أقوامهم وشعوبهم في التراث المكتوب الذي وصل الينا من أساطير الأولين أو كتب الأنبياء موسى وعيسى ومحمد ( التوراة والإنجيل والقرآن العظيم).
فلنقرأ في المفاهيم الثلاثة ونحاول أن نتبين ماتقوله من معرفة للناس أجمعين :
فالآية الأولى( وما علمناه الشعر......) تتطرح ثلاثة مفاهيم :
أولا: الشعر وهو الأسلوب الأدبي المميز للعرب كان ولايزال.
فكان الشعر هو الأسلوب المهيمن والغالب الذي دون به العرب إنتاجهم المعرفي حتى ظهور محمد فأتى بثورة معرفية شاملة وعلى كافة المستويات ومنها رفضه للشعر كوسيلة لإنتاج المعرفة وليس كأدب وفن لأنه يمثل الوجدان الذي تعبر الناس به عن أحاسيسها وأحلامها وخيالها......ألخ. فلم يكن النبي شاعراً . كان إنسانا يبحث عن الحقيقة ( حقيقة الوجود المادي والمعرفي) فسعى لها سعيها وجاهد في سبيلها حتى أصابها وقدمها للإنسانية واضحة ناصعة في قرآنه الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه .على قاعدة( وقل رب زدني علما) . فالشعرلاينبغي له لأن مطلوبه يختلف عما يبتغيه الشعر فالشعر لايهتم بقول الحق أو الكشف عنه في واقع الحياة الإجتماعية او المادية كما هو في حقيقته بل نراه يلبسه ثوباً كما يريد هو أن يراه، وهوهو الوهم أو كما يقولون ( شيطان الشعر) وهو وصف دقيق لأن الشيطان يعني الوهم كما أوضحنا في السابق( راجع بحث الوجود المعرفي ). أي أن الشاعر يعيد صياغة الواقع كما يريد ويتمنى هو لهذا الواقع أن يكون وليس بما هو عليه الواقع فعلا . فالفرق معرفي بين الشاعر والنبي.
فما هو بديل النبي المعرفي ؟.
ثانياً الذكر: الأداة المعرفية( الأسلوب- البناء اللغوي) التي تمت به صياغة القرآن وهو المرحلة الأولى في عملية التمييز المعرفي للقانون العام للوجود في قلب النبي( الوجود المعرفي العام للإنسان) وهو معنى ( الإنزال) أي التمييز أي تحديد السمة الأساسية للشي المميز أي تسميته إعطاءه إسما يتميز به وهو الممارسة العملية لمعنى ( وعلم آدم الأسماء كلها) بتفعيل الوجود المعرفي الجديد ( القلب) من خلال الوظيفتين الرئيسيتين( التفكر والتعقل= التحليل والتفكيك ثم الربط والجمع اكتشاف العلاقة السببية) بشكله الإنجذابي أي الملائكة في بنية الوجود المعرفي للإنسان ( قلبه) كما تقرر في بحث الوجود المعرفي فراجع، فلا عقل بدون فكر فالعقل يكشف عن نتائج التفكر ويبين العلاقة السببية بين الظواهر الوجودية اي يبين حقيقتها معرفياً ولهذا قال معلمنا عليٌ إبن أبي طالب : العقول أئمة الأفكار. وعلى هذا فالقرآن يحتوي على الذكر لأنه هوهو (صيغته : بناءه اللغوي – إسلوبه) , وهو هو تأكيد الآية على إنَّ الإثنين إسلوبين جديدين في البناء اللغوي غير الشعر.
وهوهو الذكر يحمل قولاً معرفياً واضحا ًبيّناً وهو القرآن
وهذا التلازم بينهما هو مانقرأه في الآية( والقرآن ذي الذكر)
ثالثاً القرآن : القوانين المادية والمعرفية الكونية والإجتماعية في وجودها العام
وتميزها في قلب الانسان( وجوده المعرفي). وهو هو (النبوة) في معناها المعرفي
وليس المادي من(النبأ أو النبو) . أي الذي ينبأ عن الحقيقة الوجودية العامة( الرحمن)أوالنبو الذي يتميز معرفياً عن الآخرين.
وهذا مانفهمه من علاقة التلازم المعرفي بين الرحمن والقرآن والإنسان في بداية سورة الرحمن.
(الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان). صدق محمد الصادق الامين.
وللبحث صلة في حلقات قادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah