الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقرءان

سمير إبراهيم خليل حسن

2006 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يزعم ٱلمسلمون ٱلأزهريون وٱلوهابيون أنهم يتبعون ٱلعلماۤء وٱلمجتهدون وٱلجماعة ٱلذين ٱتفقوا على أنّ ٱلدين يؤخذ من رواية قول مَّنسوب لِّلنَّبىّ. وقد زعم ٱلراوى فى روايته أنّ ٱلنَّبىّ معصوم فى قوله وعمله. وأنّ كلَّ قول له هو من ٱلوحى ومكمّل لِّلكتاب.
وفى كتاب ٱللّه بيان مسألة ٱلعصمة وردّ على ذلك ٱلزعم:
"يَـٰۤأيها ٱلرَّسول بلِّغ ما أُنزِلَ إليكَ من رَبِّكَ وإن لم تَفعل فما بلَّغتَ رسالَتَهُ وٱللَّه يعصمُكَ من ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّه لا يهدِى ٱلقومَ ٱلكٰفرينَ" 67 ٱلمائدة.
ٱلمطلوب من ٱلرّسول هو تبليغ رسالة ٱللَّه "يَـٰۤأيها ٱلرَّسول بلِّغ ما أُنزِلَ إليكَ من رَبِّكَ". وهو أمر يدفع بسلطة ٱلطاغوت فى مكة إلى منعه وٱلعمل ضده. وقد كان موقف سلطة مكة هو رفض ما يبلغه ٱلرّسول وقد تطور موقفها من ٱلرَّفض إلى ٱلصَّدّ وٱلاعتدآء. بما فى ذٰلك ٱلإعداد لقتل ٱلرَّسول. أمَّا ٱلرَّسول فقد تابع عمله ٱلبلاغى فى ظلِّ حماية إلٰهية يبيّنها ٱلبلاغ "وٱللَّه يعصمُكَ من ٱلنّاسِ". فٱلعصمة له فى حمايته من ٱلناس وكيدهم. وهى ليست فى عمل يعمله أو فى قول يقوله وهو يمشى فى ٱلأسواق ويأكل ٱلطعام. وقد بيّن ٱلبلاغ أنَّه فى عيشه يذنب ويخطئ كما يذنب ٱلناس:
"يَٰۤأيُّها ٱلنّبىُّ لِمَ تُحرِّمُ مآ أحلَّ ٱللَّهُ لكَ تبتغى مَرضاتَ أزوٰجِكَ وٱللَّهُ غفُور رَّحيم" 1 ٱلتحريم.
ويبين ٱلبلاغ ٱلعربىّ ذنبه ويحثه على طلب ٱلمغفرة:
"فٱصبر إِِنَّ وَعدَ ٱللَّهِ حَقّ وٱستغفر لِذَنبكَ وسبِّح بحمدِ ربِّكَ" 55 غافر.
"فٱعلم أَنَّهُ لاۤ إِلـٰه إِلاَّ ٱللَّهُ وٱستغفر لِذنبكَ" 19 محمد.
"لِيَغفِرَ لك ٱللَّهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِكَ وما تأخَّرَ" 2 ٱلفتح.
وهو يتمنى ويلقى ٱلشيطان فىۤ أمنيته:
"وماۤ أرسلنا من قَبلِكَ من رَسُولٍ ولا نبىٍّ إلاۤ إذا تمنَّىٰۤ أَلقى ٱلشَّيطٰن فىۤ أُمنيَّتهِ فينسخُ ٱللّهُ ما يُلقى ٱلشّيطـٰنُ ثُمَّ يُحكِمُ ٱللّهُ ءايِـٰته وٱللّهُ عليم حكيم"52 ٱلحج.
كلُّ هذا ٱلبيان لا يقبل به ٱلعلماۤء وٱلمجتهدون وٱلجماعة وتابعيهم من أزهريين ووهابيين. وهم يصورون ٱلنّبىّ كآئنًا كٱلروبوت يُخرج صوتًا مُّسجَّلا ويفعل وفق منهاج مُّحدد مِّن دون أخطآء ولا ذنوب. وهم يستنفرون ويستنكرون أىّ قول يخالف ما تصوروه. كماۤ أنهم يطلقون على من يتبع كتاب ٱللَّه تهمة قرءانىّ وناكر لِّلسُّنّة. وهى تهمة تشبه ٱلاتهام بكلمة مرتدّ وكلمة كافر. إلاۤ أنهم لم يفتوا بحكمٍ على مَن يتهمون إلى ٱلأن.
لقد جمع هؤلآء رواية ما يُزعم به من حديث للنّبىّ فى مجلدين سُمّيا ٱلصحيحان. وعندهم أنّ ما ورد فيهما هو ٱلسّنّة ٱلمحرّم نكرها. وعندهم أنّ ما ورد فيهما صحيح وثابت ومَّنسوب وفق ٱلأشراط ٱلتى زعموا بها. وهم يقولون بوجوب قبول ٱلرواية "حسب مقتضيات ٱلايمان" من دون عقل لها مع كتاب ٱللَّه! وبهذا ٱلزعم صار ما يُنسب إلى ٱلنّبىّ من قول قوّة ودين على ٱلتابعين تُوجِبُ خضوعهم للقول ٱلمزعوم. ومثله ما يفعله مشايخ ٱلأزهر بٱلفتاوى ٱلتى يحتاجها صاحب ٱلسلطة ٱليوم. وهم مؤسسة جعلها صاحب ٱلسلطة تحتكر ٱلقول بٱسم ٱلدين ليكون قولها دين واجب ٱلقبول وٱلاتباع. وليكون صاحب ٱلسلطة مؤمنا صالحا فيسجن ويقتل بٱسم ٱلدين ٱلمفتى به فلا يؤاخذه فى طاغوته أحد.
ومن ٱلأقوال ٱلتى يبرز منها موقف صاحب ٱلسلطة من أىّ معارض أنَّ ٱلنبىّ قال "لا يجتمع في جزيرة العرب دينان". وهو قول لا يقبل بوجود أخر. وعلى ٱلناس واجب قبول هذا ٱلقول (حسب مقتضيات ٱلايمان ٱلموضوعة من قبل ٱلعلمآء وٱلجماعة ومتابعيهم من أزهريين ووهابيين) وعليه واجب ٱلامتناع عن ٱلعقل مع كتاب ٱللَّه وقوله ٱلعربىّ "لآ إكراه فى ٱلدين".
ولقد ورد فى ٱلرواية ما يتقدّم على كتاب ٱللَّه وينسخ أحكامه (يستعملون كلمة نسخ علىۤ أنها تدل على ٱلإلغآء وهذا من ٱللَّغو فى كلام ٱلقرءان). فمثلا أبو هريرة وٱبن عباس من ٱلرواة لأحاديث معظمها على خطٍّ معادٍ لكتاب ٱللَّه. وقد جعلهما علم ٱلعلمآء وٱلمجتهدون وٱلجماعة وٱلتابعين معصومين عن ٱلهوى وٱلكذب فيما يقولان. كما جعلوا فى قولهما نهاية لأىّ قول علمىّ فى كتاب ٱللَّه! فٱللَّه لا يعلم أكثر من علمهما! ولا يوجد فى كتاب ٱللَّه ما يخرج عن علمهما! وكلّ قول لإنسان من بعدهما يخالف ماۤ أدركاه من كتاب ٱللَّه هو كفر وخروج عن ٱلسُّنّة!
إنّ ما زعم به ٱلسادة ٱلعلماۤء وٱلمجتهدون وٱلجماعة وتابعيهم من أزهريين ووهابيين يبيّن أنّ ٱلسّنّة ٱلمطلوب ٱتباعها وتصديقها وٱلإيمان بها هى سنّة أبو هريرة وٱبن عباس ويلحق بهم ٱبن تيمية ٱلعظيم لدى ٱلطاغوت فى كلِّ زمان. لأن مقتضيات ٱلإيمان ٱلموضوعة من قبلهم تستدعى ٱلاتباع من دون تفكير ولا عقل مع كتاب ٱللَّه على طريقة ٱلقرار ٱلسياسى ٱلذى يصدر عن طاغوت ٱلسلطة فىۤ أيامنا هذه. وقد عمل هؤلآء علىۤ إلغآء ما جآء فى كتاب ٱللَّه من أنّه موجّه للذين يسألون وينظرون ويعلمون ويفقهون ويتفكرون ويعقلون وأولى ٱلألباب.
أناۤ أعلم أنَّ ٱلرسول حامل وناقل لرسالة ٱللّه للناس جميعهم. وأعلم أنَّ طاعة ٱلرَّسول هى فى قبول ما حمله ونقله للناس من ربهم. كماۤ أعلم بما عقلته من أقوال ٱلرواة مع كتاب ٱللَّه أنهم لا يفرقون بين ٱسم ٱلرسول وٱسم ٱلنبى وحديث ٱلرّسول وحديث ٱلنّبىّ (مقال "حديث ٱلرّسول وحديث ٱلنّبىّ"). وقد رأيت أنّ هذا ٱلخلط بين ٱلاسمين أوقعهم فى ٱلشرك. خصوصا قبولهم للمزاعم ٱلتى تقول:
"تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي".
و"ألا إني أوتيت الكتاب ومثله".
و"عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعَضوا عليها بالنواجذ".
فأنا لا يمكن أن أصدق أنَّ رسول ٱللَّه قد ٱرتكبها بزعم مَن روى مهما علا شأنه بين ٱلناس. وأعلم أنّ ٱللَّه ليس كمثله شىء وكذلك حديثه:
"قُل لَئنِ ِٱجتَمَعَتِ ٱلإنسُ وٱلجِنُّ علىٰۤ أَن يَأتُوا بِمِثْل ِهٰذا ٱلقُرءانِِ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ" 88 ٱلإسراء.
فهل أصدق أنّ ٱلنّبى قال هذا ٱلقول "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله"؟
فإذا كان ٱلإتيان بسورة واحدة مِّن مثله غير ممكن فكيف سيكون ٱلإتيان بمثله:
"وإِن كُنتُم فى ريبٍ ِمّمَّا نَزَّلنَا علىٰ عَبدِنا فَأتُوا بسُورةٍ مِّن مِّثلِهِ" 23 ٱلبقرة.
كذلك هو ٱلحديث:
"فَليَأتُوا بِحَديثٍ مِّثلِهِ إِن كانُوا صَـٰدِقِينَ" 34 الطور.
فكيف سيكون ٱلأمر مع ٱلسنَّة ٱلتي تدلّ على ٱلأمر ٱلجارى فى ٱلتكوين؟
لقد علمت بدليل ٱلفعل "سنَّ يسنُّ" علىۤ أنه ٱلأمر ٱلقاطع ٱلجارى. ومنه ٱلقول "مآء مسنون". فهل أصدق أنّ للرّسول وٱلنَّبىّ سنَّة كما هو ٱلأمر بٱلنسبة إلى ٱللَّه؟
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ سنّة ٱللّه لا تُبدّل ولا تُحوّل. وهو أمر يسوقنىۤ إلى ما يسمّى قوانين ٱلوجود substantive law. فهل أقبل بٱلقول عن سنّة لبشرىّ (رسول كان أم خليفة) خارج مفهوم سنِّ ٱلشرآئع ٱلمتوافقة مع سنَّة ٱللَّه؟
وعندماۤ أنظر فى ٱلقول "لا يجتمع في جزيرة العرب دينان" (ٱلذى يستند إليه شرع طاغوت تسمّى بٱسم ٱلإسلام) لاۤ أجد أنَّه يتوافق مع شرع ٱللَّه وسنّته "لآ إكراه فى ٱلدين" فماذاۤ أفعل؟ هل أخالف سنَّة ٱللَّه وأتبع ما قاله راوى مخالفا سنَّة ربِّه بزعم أنّ ذلك من مقتضيات ٱلإيمان؟
لقد سألت فى مقال "مسلمون للَّه أم للشيطان؟" هؤلآء ٱلمسلمين لمن هو إسلامكم؟ وهم ٱليوم لا يخجلون بفعل جهلهم وهم يتهمون مَن يتمسك بكتاب ٱللَّه ٱلكامل "ٱليوم أكملت لكم دينكم" بتهمة "قرءانىّ"! وهم لا يخجلون من زعمهم بٱحتكار ٱسم مسلم! وسبب ٱلتهمة أنّه يستند إلى ٱلقرءان فى قوله وإيمانه ولا يلتفت إلى ما قاله طاغوت ٱلسلف وإلى ما يقوله طاغوت ٱليوم. وهم يسندون تهمتهم بٱلقول أنّه ناكر للسنّة ٱلتى وضع أسسها رجال سلطة ٱلطاغوت من أمويين وعباسيين وعثمانيين ويتابعهم ٱليوم رجال سلطة طاغوت تتسمّى بٱلاسم عربىّ كذبًا وجهلا بدليل ٱلاسم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس