الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دين الرب..والسيناريو المقترح

علي الاسد

2017 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحدث نفسه,في لحظات الصفاء الروحي المختلس من لهاث مشاغل الحياة المكبله
لا تعترض على الأله, ولا تسأله لماذا فعل هذا ولم يفعل ذاك..فمجرد قولك له يا ألهي ,فأنت تناقض نفسك!
نعم,أليس الأله ,الرب الكلي القدرة والعلم والرحمة, لايفعل الا ما يدخل في باب هذه الصفات؟
فكيف تقول لكلي العلم والمعرفة أخطأت؟
وكيف تقول لكلي الرحمة قسوت؟
,,
أذن ما الأجابه على كل هذه الأخطاء والعشوائية والقسوة؟
أين أتوجه؟
لأبدأ بتحليل الموضوع علميا
نعم, لأعود الى بداية المشكله
ماهي المعطيات؟
الرب,أنا,الحياة
1-الحياة هي سبب الأشكال, وما يحدث هو ما يدعو الى أن تساءل الرب عن سبب سكوته,بل عن سبب تعاليمه التي ترى أنها اوصلت الحياة الى هذا الجحيم المعاش.
2-الرب , وها أنت بفهمك العقلي والمنطقي حكمت أنه لا يفعل ألا الأصح الأصلح.
3-لم يتبقى سواك..يا ألهي, وهل انا سبب الجحيم ,بالطبع لا.
..
يعود لنفسه تحدثه
-كن صريحا معي,أنا عقلك الباطن,ولنطرح الموضوع سويا للنقاش,لعلنا نتوصل الى الحقيقه.
قل لي ماهي المشكله الفعليه وبدون توريه.
=مشكلتي فكرية قبل ان تكون واقع شخصي,مشكلتي هي جمع بين تناقضات.
-وضح أكثر,قلت لك كن صريحا
=سأفعل,فأنت أنا,ولا يوجد ما يمنع..أسمع اذا:
الأله كما خلقنا ,جعل تعاليم لنسير عليها,والمفروض أن تعاليمه تتطابق مع خليقته,أقصد تتطابق ليس فقط مع الحاجات الماديه,ولكن تتطابق أيضا مع مانسميه الروح,النفس الأنسانيه,الضمير ,المشاعر الأنسانيه التي نشترك جميعا بها كنوع بشري يحس ويتفاعل مع الآخر والمحيط.
-أنت محق,فهذا بديهي جدا
=أنت أيضا تريد ان تغضبني, أي بديهي تتكلم عنه؟
ألا ترى ان اغلب ما نراه ونعلمه من تعاليم الأله,هو سبب المعاناة والألم والعذاب؟
ألا ترى أن بقعة الضوء الوحيدة هي حيث لا يوجد سوى تعاليم البشر ونتاجهم الفكري ,وما أصلتهم أليه أنسانيتهم ؟
-كلامك صحيح مئة بالمة..حتى أننا نرى اتباع ديانتنا يرمون بأنفسهم وأطفالهم في البحر ليصلوا الى نعيم الدول اللادينية.
=أذن ما الحل؟ هل أترك كل الديانات,واقنع أن الأله لم يتواصل مع خلقه..أم اقنع نفسي أنه انزل تعاليمه مناقضه لما وضعه في قلوب وعقول خلقه؟
-لا هذا ولا ذاك
=فما الحل أذن؟
-لنضع الحل وكأنه بأستطاعتنا تنفيذه, أقصد ,وكأننا في حقبة الأنبياء ,فلنعدد ما نراه متطابقا بين المطلوب وبين الضمير والروح الانساني..أبدأ أذا بما تراه صحيح, ولنختصر لأننا نتناقش فقط.
=نعم, لنبدأ من الواضحات الأساسيات المشتركة بين جميع البشر
-مثلا
=مثلا الرحمة..فليس من المعقول ان الخالق يطلب قتل الآخرين واستعبادهم,وسرقة أموالهم او اجبارهم على اعتناق دين ما
-طبعا,وبعد
=وليس من المعقول ان يكبلني بتعاليم يكون الآخرين على رقبتي لتنفيذها
-بدأت تسخن ,أستمر
=والحريه,الحريه الشخصيه..هل من المعقول أن يكبلنا بتعاليم تسبب توقف الحياة وتحولها الى معتقل..وتجعل البشر سجناء من الولادة حتى الموت
-أستمر فأفكارك تناغم قلبي وأجد لها صدى
=نعم بالخلاصه ما اقصده هو ان يحصل البشر على الحقوق كما في دول الغرب والشرق المتقدمة,وأكثر ان أمكن
-وتريد ان تكون هذه الحقوق عن طريق تعاليم سماويه أليس كذلك؟
=نعم
-أذن لنفترض هذا السيناريو
=كيف
-لنفترض ان الخالق يريد من الناس ان تتبع شريعه مطابقه لما خلقه فيهم من حب للحياة والحاجات الجسديه والنفسيه,وفضول فكري,وحريه مقدسه لدى كل فرد
=ما المانع
-لنرى ما المانع:
لنفترض ان الخالق, وليكن في زمن سابق, ارسل نبي,فهذه هي الطريقة للتواصل أليس كذلك؟
=نعم
-أذن حسب الأفتراض,جاء نبي للناس وقال لهم أن ربهم يريد الحريه الشخصية لكل فرد,ليلبس ويأكل ويشرب كما يحب..ما تعتقد ستكون ردة فعل الناس؟
=في الدول اللادينيه سيتركونه وشأنه
-نعم فأنه لم يأتهم بجديد, ولكن ما ردة فعل الناس في الدول الدينيه؟
=سيقتلونه قبل أن يكمل كلامه
-هاها
=ماذا؟
-أعتقد أننا وصلنا الى منتصف الحقيقة
=كيف؟
-فكر حبيبي, أنت صدعت رأسي لأنك تريد من الأله ان تكون تعاليمه مطابقه لطبيعة النفس والبدن للمخلوقين, والآن تقول لي ان الناس ستقتل من يرسله الأله أن جاءهم بتعاليم كهذه, وأنا أؤكد لك أنهم سيلتهموه التهاما وليس قتلا فقط.
=اذا ما الحل,وهل يعجز الأله بسبب رفض الناس؟
-أنا افكر ان هناك طريقه,لعل الأله يستخدمها
=قل لي
-الطريقه المثلى حسب رأيي,ولتتحقق الغايه من الخلق,ولكون الخالق كما قلنا كلي القدرة والعلم,ولكونه عادل,فلا بد أن ينزل شريعه تكون قمة في العدل
=كيف
-لا بد ان تكون تعاليمه مطابقه لخلقه
=هذا ما نتكلم عنه منذ الصباح
-ليس ما تقصده انت فقط من مطابقة تعاليمه لطبيعة المخلوق فقط
=وماذا اكثر
-يجب ان تكون علاوة على ذلك ,ميسرة للطيب وللظالم
=وضح
-يجب ان يراها الظالم ومحب الظلم مطابقه لنوازعه الشريرة,فيسير حسب فهمه ونوازعه الى ان يذوق العذاب الذي يختاره,ويبرر لنفسه انها اختبار له..فيجعل ظلف العيش زهدا,والقهر اختبارا,والمرض تطهيرا..الى ان يموت وهو لا يذوق الا ما جنته عليه نفسه وأمثاله..فحتى لو وضعته في اكثر بقع الارض صلاحا للحياة فستكون حياته جحيم
=والانسان الطيب
-الطيب سيراها تعاليم مطابقة للرحمة والعدالة والحرية
=وهل هذا ممكن
-ممكن للرب الكلي القدرة..ولكن هذا الموضوع نتركه اليوم فقد تعبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24