الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الكاتب كائن لا اجتماعي

حواس محمود

2006 / 1 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يتعرض الكاتب إلى كثير من الاتهامات و الإشاعات و الأحاديث التي توحي في مضامينها إلى ضعفه الاجتماعي مع الوسط المحيط ( العادي ) و ذلك نتيجة جملة من التصورات و المفاهيم و النظرات التي تأخذ صفة الثبات و القطعية و الجازمية ، دون أن تسمح بأي وجهات نظر مرنة و موضوعية تجاه ما يدور في الوسط الاجتماعي ، و إزاء ذلك و بحكم أن الكاتب يود أن يتواصل مع الوسط العام ، فإنه يتعرض إلى آلام اجتماعية حادة ، بسبب كثرة الاتهامات و التصورات الخاطئة تجاهه ، و النابعة من عدم تفهم العامة لدور الكاتب في العملية الاجتماعية إذ أنها تفهم العلاقا ت الاجتماعية من خلال المستوى الأفقي لها دون الغوص في المستوى العمودي لأنها تفتقر لهذا المستوى ، و هي بحاجة ماسة إلى المستوى العمودي ، و يشعر الكاتب بصعوبة بالغة في اختراق خيوط المستوى الأفقي لإدخال العامة في ثنايا و تلافيف المستوى العمودي ، ذلك أن الجهل الثقافي منتشر في صفوف واسعة و كبيرة في المجتمعات الشرقية ، و هذه الشريحة بحكم عوامل عديدة قديمة و حديثة تما نع في إحداث نقلات نوعية في مستوى وعيها الثقافي ، و لا تكتفي بذلك بل تقوم بمحاصرة الثقافة و المثقفين و اتهامهم بشتى الاتهامات ، لعل إحداها " المرض العقلي " فالكاتب الذي تؤهله قدراته المعرفية و الثقافية و الفكرية المتعددة للعب دور اجتماعي عبر و سائل ثقافية و إعلامية يصطدم بحواجز عديدة و خاصة في وضعنا الراهن ، إذ تسيطر الثقافة الشفوية حيث أنها تعانق الثقافة الشفوية المبثوثة في الفضائيات و هنا يلتقي الجهل الثقافي بالجهل التكنولوجي –إن جاز التعبير – أو بتعبير أخر تلتقي الثقافة الشفوية العادية عند الناس ( الذين يسود بينهم الجهل و التخلف و الأمية ) مع الثقافة الشفوية غير العادية –التلفزيونية –الفضائية و التي تتسم بالتسطيح و الابتذال و التعمية فتنتجان ثقافة مشتركة –ملتقية – هي الثقافة السطحية و المبتذلة ، و بالتالي تتعرض الثقافة المكتوبة "النوعية" للمحاصرة و العرقلة و التشويش ، و إزاءها يتعرض المثقف لحالة من حالات الحصار و التطويق الكابحين لقدراته الذهنية المتعددة و المتقدمة .
إن الانطباع السائد لدى العامة عن المثقفين و الكتاب انطباع خاطئ و له مخاطره الجدية المتعددة على صعيد الحد من التجديد و التغيير الاجتماعيين بحيث تبقى الحالة موجودة بوضعيتها السابقة و الراهنة و يتم إجهاض المحاولات التنويرية و النهضوية و تحدث الأزمة الشاملة ، إذن فالمسؤولية ليست كلها مسؤولية المثقف و إنما تقع أيضا على الوضعية التاريخية و الاجتماعية للمجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية