الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميتافيزيقيا والفهم المطاطي - 3

تنظيم ابراهيم النجار

2017 / 3 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منطقة المفهوم ..
الحلقة الثانية ..
الميتافيزيقيا, والفهم المطاطي .
ظاهر الوهم الفكري في الفلسفة الوجودية ..
القراءة الثانية ..
ما رواء الطبيعة ..
قيل ان مصطلح ما وراء الطبيعة اتى مصادفة هكذا يقول نعومي في موسوعته , حيث ان مصنفي مؤلفات ارسطو صنفوا كلام البعض من رسائله على انه ما وراء الطبيعة , ومن هنا انطلقت هذه التسمية واستعمر الاصطلاح جيلا بعد جيل ليعبر عن تلك القوة الكامنة ما وراء ( كل ما هو طبيعي ).
وأذن فالميتافيزقيا بالاصل نتاج السببية العقلية الفطرية , هذا ما يدلنا عليه الكلام , فهذه النسبة , نسبه الكتاب الى ما وراء الطبيعة جاء بسبب القيد العقلي الحاكم بان هناك ما هو طبيعي و ماو وراء طبيعي .
قلنا ان الطبيعة هي اول اثر يحدث في الوجود , ( الطبيعة الام ) وليس الطبيعي طبعا , واثبتنا ان الاثر والمؤثر مقرونين ومتلاحقين موضوعيا وتاريخيا اي ( زمكانيا ) وان القول بعدم وجود تراتبية في اليات الوجود تسفيه للعقل البشري , ولو قلنا بعدم وجودها اي ( التراتبية ) فهذا تعويم للفكرة خارج مديات الفهم المنطقي لالة البشر , وأذن هو خارج حدود النفعية او الحاجة ( حتى المنحازة منها ) لكون المنطق يفترض علي الالتزاماً ان الحاجة ( منحازة وغير محايدة دائما ) , ومن هنا صار الاعتراف بالتراتبية الوجودية يتناقض تماماً مع آلية العزل الطبيعي للاشياء , بدعوى كونها ابستمولوجيا ذاتية الخصوصية , الا ما كان من اجل تقصي ذاتيتها , واكتشاف اواصر ارتباطها بالوجود والموجود الخارجي , وحينها يفترض كما اسلفت ان نعترف بضرورة وجود الية لدمجها بالعالم الخارج بنفس الطريقة التي تم عزلها من خلالها لاغراض الدارسة , وليس ان تعزل عزلا موضوعانيا لتغيير مسارات دمجها بالخارج تحاشيا للضرورة القائلة بتركيبها الما ورائي , ومن ثم خلق اواصر الارتباط بعالم الخارج بالطريقة التي تناسب ذوق الكاتب ومذهبه الفكري , لاننا هنا نطلب الحقيقة ولا نحاول ان نستغفل الاخرين بدوعى حملهم لفكر رجعي او لاتطوري ونحوه , لان هذه الطريقة الميكيافيلية قادرة على قتل الفكرة وليس اختزانها , اختزان الفكرة التاريخي ضروري احيانا , بالرغم من صعوبته , لاننا غالبا ما نضطر الى فصل العقل البشري عن مرجعيته من اجل برمجة فهمه فقط وليس من اجل ان ننسف الحقيقة الفطرية لديه , قد تكون الحقيقة ذات تصور بدائي في ذهن الفرد وقد تؤثر على مسلكه في التفكير وقد تسبب ايذائه وتاخره عن اكتشاف ذاته , الا انها تبقى حقيقة لا مجال للهروب منها , واذن قتلها او تعويمها ليس عملا انسانيا او اخلاقيا , وهذا الفعل من منتجات حالات عدم الثبات والاستقرار النفسي والموضوعي في البحث العلمي اي اللذة على الطريقة الفرويدية .
من نيتشه الى هيدغر الى ماركس الى سارتر الى فيورباخ الى غيرهم كثُر هم من تحدثوا عن الوجود ومحاولة تفسيره , منهم من جعل الجوهر سابق على الوجود ومنهم من جعل العكس , والاشكالية قائمة الى يومنا هذا كمحاولة لاجابة السؤال الكوني الكبير ( من اين اتينا وما الذي نفعله هنا والى اين نمضي ), ومن هنا انطلقت فكرة الماوراء وعلة العلل , بيد ان هذا المبحث لا يحاور علة العلل نفسها كونها وان اعترفنا بوجودها تقع في اعلى السلم الوجودي والتي تمثل ( هناك ) لدى هيدغر ( الوجود هناك في هذا العالم ) لكون علة العلل ميتافيزيقيا لا تطاق عند البعض , بل نتكلم عن الاثر الماورائي المنظور في ذاتيات الاشياء , لنحاول ان نربط منظومة التفكير بوجود مؤثر ( من الناحية العلمية ) وليس الدينية , وان جوهر الميتافيزيقيا قائم بضرورة عقلية ولا مناص من الاعتراف به , لان عدم الاعتراف به واعماله في البحث العلمي يعني فهما جزئيا للوجود , ولن يكون كليا , ومن هنا لا يمكن ان نضع مقايسة على تطور الوعي الانساني تجاه الوجود والموجود بآلية فهم منقوصة .

… ما وراء ..
هل ان ما تعنيه كلمة ( ما وراء ) هو ما يقع خلفه من حيث المكان , كقولنا ما خلف ظهرك ؟ , لان وراء من وارى يواري مواراة , وهي ظرف مكاني , ام انها تقع بلحاظ الحدث زمكانيا اي انها كقولنا لشخص ينفعل فجاة ما اصابك ؟ ام انها استعارة لاعمالها بحدود المجهول , اي استخدام مجازي, للتعبير عن الازلية ؟ كقولنا ما وراء هذا الكون بصيغة الاستفهام وليس الاخبار ؟.
ان ما فهمه اللغويوين بحسب قيد الوضع الاولي للغة هو ان ( ماوراء ) ظرف يدل على المكان , وهو وضع يناسب كلا اللغتين الاغريقية والعربية بسبب ارتباطه بعامل السببية المطلقة والذي ينطلق من فهم فطري وليس ثقافي لعامل الزمكان , وحينها يكون فهمنا ( لما وراء الطبيعة ) هو وجود محدود بصيغة المكان , ملتصقا بالطبيعة , محدود بحدود التصاقه بالذات الموجودة طبيعيا , وهذا ما يغرينا على القول بصحة كل الفروض التي قدمناها لفهم كلمة الماوراء , فلا يوجد ظرف مكاني خارج عن حدود الزمان في الطبيعة المفارقة للوجود , والذي انطلق منه مفهوم القدم والحداثة في الطبيعي .
حسناً .. قلنا ان الوجود سابقا على الطبيعة بمرتبة حتى وان كان الوجود دفعيا او لحظيا , واذن الوجود نفسه يخضع لعامل الزمكان , الا ان هذا خارج عن هذا المبحث , لاننا نتحدث الان عن ما بعد الوجود بعنوانه الاول وما تفرع منه حيث تعتبر الطبيعة جزءا منه وليست كله , تذكر الطبيعة بحسب فهم العقل البشري لها , فهي بحسب فهمه جزء من الوجود .. هو يريد كذلك وهو بهذا يتناغم مع الواقعيةالمطلقة لوجود الطبيعة والادراك الفطري المجرد الا ان العقل الفلسفي الوضعي , يدفع دائما باتجاه كون كل ما في الطبيعة خاضع لمقررات الفهم العقلي , الفهم العقلي القائل بضرورة ان يكون الاثر والمؤثر حاضران في ميدان التجربة , واذن هو يدفع باتجاه مخالف لما يريد تثبيته دون ان يشعر بذلك , فهو يرفض ان تكون الطبيعة جزء وليست كل ( الطبيعة بحسب الفهم الفلسفي لها ) وينظّر ويفلسف على اساس انها الوجود كله , اي انها تحضى بذاتية تطورية تاريخية خارج حدود الوجود السابق عليها رتبة , اي انها منعزلة عنه , الا انه لا يعترف بالوجود الخارجي المؤثر على الطبيعة كونه عنصر ثان موجود غير الطبيعة .
حسنا .. الطبيعة موجود بلحاظ الادراك العقلي لموضوعه , فهو اذن موجود بحسب ما يقرر العقل البشري من خصائص الوجود , وأذن هو يعتبر الطبيعة موجود عنصري تام الانعزال عن الوجود , واذن هي كل الوجود , بعد ان رفض ان يكون للوجود السابق عليها رتبة اثر فيها , ثم انه في نفس الوقت , يرفض الظاهرة الموجودة بأثرها في الطبيعة ويعتبرها عدم منحازا للوهم , ولا يرتب اثرا على وجودها في ابحاثة الفلسفية والعقلية ,الا انه في ذات الوقت يعملها ف ابحاثة ويقيما لها قوانين وقواعد وتسميات ويسميها اكتشافات ( فمن من راى قانون الجاذبية , انما اننا ندرك هذه القوة باثرها في جذب الاشياء , من منى راى قانون الازاحة , من منا رأى قانون الحركة او الكتلة ) انها فقط قوانين مؤثرة في الوجود ولا يمكن ان نراها او نستشعر طبيعيتها الا من خلال اثرها في عالم الخارج , فهو اذن يرفض فكرة كون الطبيعة بحسب ما فهمها جزء من الوجود وليست الموجود المفارق للوجود برتبة وفي نفس الوقت لا يرفض ان يقبل عناصر اخرى لا تتمثل بالطبيعة كما يفهمها هو , بل يتعبرها من ضرورات المادة وقائمة فيها .
هذا لغو من القول ومغالاطات كلامية , لان الميتافيزيقيا تبحث عن المؤثر المستقل ذاتيا عن المادة وان كان بداخلها , وليست تبحث عن كتله المادة واليات الصيرورة الانتاجية فيها .
يتبع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج