الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول السّلسلة المسرحيّة -من قصص العرش-

مالك بارودي

2017 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدأت منذ شهر كتابة فصول مسرحيّة تحت عنوان "من قصص العرش" وقد نُشر منها فصلان، الأوّل بعنوان "من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر" والثّاني "من قصص العرش - الله أحسنُ الخالقين". وقد كان هدفي من كتابة هذه الفصول التّركيز على تناقضات فكرة وجود إله بصفة عامّة وتناقضات الله الإبراهيمي بصفة خاصّة، مع وضع الأحداث في سياق إسلامي، للفت النّظر في درجة ثالثة إلى تناقضات القرآن، كتاب المسلمين المقدّس، والذي أعتبرُه سبب كلّ الكوارث التي عانى ويعاني منها العالم، إضافة إلى فضح تهافت الشّخصيّة المحمّديّة...
.
وقد وردت عليّ الكثير من التّعليقات والرّسائل على الفيسبوك، بعضها يساند هذه التّجربة وبعضها يستنكرها والبعض الآخر يهدّد ويتوعّد أو يشتم ويسبّ... ومن بين الرّسائل التي وردت والتي جعلتني أفكّر في تخصيص هذا المقال، رغم قِصَرِهِ، للرّدّ عليها، رسالة قصيرة من أحد المسلمين قال فيها ما يلي:
.
"أنت بتجسيدك لله في مسرحية بهذه الطريقة المبتذلة تعتدي على الله وعلى كلّ من يؤمنون به وتحرّض على الإرهاب لأنّه ستكون هناك ردود فعل عنيفة من طرف المؤمنين للدّفاع عن دينهم".
.
في الحقيقة، أودّ أن أشكر صاحب الرّسالة على عدم الإنسياق إلى السّبّ والشّتم وعدم الدّخول في نوبة تهديد كالتي تعوّدنا عليها من طرف المسلمين... لكن، دعُونا ننظر في رسالته بتمعّن... فرغم أن كلام هذا الشّخص يتدثّر بالمنطق في حديثه عن الفعل وردّ الفعل، إلّا أنّ فيه كمًّا هائلا من المغالطات.
.
أوّلا، لم يثبت أحدٌ إلى يومنا هذا وجود الله بأدلّة واضحة وصريحة وعلميّة لا تقبل الدّحض أو حتى مجرّد التّشكيك. وبالتّالي، فالله مثل باطمان أو سوبرمان أو العنقاء، يبقى كائنًا وهميًّا خياليًّا، ومن الحماقة أن يكون كلامي عنه إعتداء عليه، مثلما أنّه من الحماقة أن نقول أنّ من يسخرُ من باطمان قد إعتدى عليه. الشّخصيّات الوهميّة لا يمكن الإعتداء عليها، لأنّها أصلًا وهميّة لا تملك من الحقيقة شيئًا.
.
ثانيا، إذا كان تجسيدي لله بهذه الطريقة إعتداءً على المؤمنين به، فالحديث عن وجود الله من طرف المؤمنين به أيضًا يجبُ أن يُعتبر إعتداءً على مشاعر كلّ من لا يؤمنون بالآلهة. فهل مشاعر المؤمنين بالله أحقّ بالإحترام من مشاعر غير المؤمنين به؟ ومن يستطيع أن يكون حَكَمًا محايدًا ليُقرّر حجم الضّرر - إن كان موجودًا أصلًا - الذي لحق بالمؤمنين بسبب كلامي؟ لا أحد.
.
ثالثا، إذا كان كلامي سيتسبّب في ردّ فعل عنيف من طرف المؤمنين، فهذه ليست مشكلتي بل مشكلتهم هُم. الإنسانُ ذو الطّبيعة النّفسيّة القويّة والعقل السّليم لا يواجه الكلام بالعنف بل بالكلام. الحجّة بالحجّة، والقلم بالقلم، هذا هو المنطق السّليم. ومن يستعمل العنف في الرّدّ على مقالة أو صورة أو فيلم لا يمكن أن يكون شخصًا سويًّا، بل هو مريضٌ نفسيًّا ومهتزٌّ عقليًّا، هذا بالإضافة إلى أنّه لا يملك من مقوّمات الإنسانيّة شيئًا، لسلوكه طريق العنف والإرهاب.
.
----------------
الهوامش:
1.. الفصل الأول: "من قصص العرش - الله وسورة التّكاثر":
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=548729
الفصل الثاني: "من قصص العرش - الله أحسنُ الخالقين":
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550482
2.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
3.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي خرافات إسلامية:
https://archive.org/details/Islamic_myths
4.. صفحة مالك بارودي على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لايك حتى قبل القراءة
بارباروسا آكيم ( 2017 / 3 / 6 - 00:09 )
تمنياتي للأُستاذ مالك بارودي بالصحة والسلامة الدائمة
تحياتي وتقديري 🌹-;-

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال