الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا

احمد البهائي

2017 / 3 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مؤتمر الأزهر ( الحرية والمواطنة )... شيزوفرينيا
أختتمت في القاهرة الأربعاء الماضي فعاليات مؤتمر" الحرية والمواطنة - التنوع والتكامل " الذي نظمته مشيخة الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ، حيث تناولت جلساته التي عقدت على مدار يومين مناقشات ، تناولت مخاطر التفكك والانقسام على المجتمعات البشرية وأسس التعايش المشترك بين أبناء الديانات المختلفة ، وشدد المشاركون على أن الإرهاب ليس مرتبطا بدين دون غيره ، وفي كلمته أدان شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أعمال العنف والإرهاب والتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تهدد المجتمع ، وطلب من المؤسسات الدينية في الشرق والغرب أن تتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا ، مضيفا.. أن من " يستغلون الدين على هذا النحو السيئ كانوا محدودي الأثر والخطر، في ما مضى، لكن الأمر بات مختلفا في لحظتنا المعاصرة ويوقع في شراك ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا " ، وقد صدر عن المؤتمر في ختام أعماله " إعلان الأزهر للعيش الإسلامى المسيحى المشترك "، مشدداً على العيش سوياً في ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع.

من هنا نقول ، أن مؤتمر الأزهر "الحرية والمواطنة الدولي" قمة الشيزوفرنيا..فالمادة التي أشتمل عليها الدستور المصري التي تقول بأن" الإسلام دين الدولة... ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع" هي المادة التي قاتل عليها الأزهر وأصر بقوة على ان يتزين بها الدستور المصري ، ولكن هي في حقيقتها قنبلة موقوتة تنسف كل تلك المؤتمرات وما يقال فيها من عبارات رنانة عن المواطنة والحرية والمساواة ، اذا بقوة الدستور يحق للذين ينتمون لدين الدولة فعل مايريدون وخير إستناد ما قام به المتطرفين في سيناء من استهداف أقباط العريش وتهجيرهم فالكل يعلم قصة تلك المادة بداية بدستور 1923م في مصر حينما تردد اعضاء اللجنة المكلفة بوضعه وقتها على هذه المادة وهل هي ضرورية أم يمكن الاستغناء عنها ، والغريب أن أعضاء اللجنة من الأقباط عبروا بوضوح عن رأيهم بأنه لا ضرر من النص على ذلك في الدستور وقد كان ، لتأكيد ثقتهم وفخرهم بالانتماء للعالم والثقافة الاسلامية تحت الشعار السائد وقتها "الدين لله والوطن للجميع" ، ومن بعدها اصبحت مادة سائدة ومحكمة في كل الدساتير المصرية وتستخدم كورقة لتحقيق المصالح وخاصة في دستور 1970 عندما كانت تنص المادة الثانية منه على( الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية للتشريع) ، وعدلت هذه المادة عام 1980 لكي تقول … ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع،والجميع كان يعلم الهدف الحقيقي من هذا التعديل كان للتغطية علي سوءات تعديل المادة 77 من الدستور، التي أطلقت مدد الرئاسة إلي أبد الآبدين، فعبارة دين الدولة الاسلام خاطئة ، فالدولة بمفهومها هي نظام سياسي وليست نظام ديني ، تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والفكر ولا تتحقّق صفة الدولة إلا بمبدأ المواطنة والذي يعني أن الفرد لا يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وإنما يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن ، فالصحيح ان نقول المجتمع أغلبيته دينه الاسلام ، لان المجتمع هو من يذهب الى المسجد او الكنيسة ويصلى ويقدم الذكاة ويقوم بكافة العبادات لا الدولة , فالدولة لا يصح ان يكون لها دين ,لانها هى التى تقوم على رعاياها جميعا باختلاف معتقداتهم ومذاهبهم .
ففي مصر إذا قلنا أن دين الدولة الاسلام فهذا يعني عمليا الغاء حقوق المواطنين الاخرين الذين لا ينتمون لهذا الدين , وقد يعاني إضطهاد ابناء نفس الدين الذين يفهمون الدين بطريقة تختلف ، وهذا ما حدث بالفعل فبعد أيام قليلة من استهداف الأقباط المصريين في سيناء ، طلب من المعلمات اللاتي يعملن في مدينة رفح ارتداء النقاب ، وهدد المسلحون المعلمات بإقامة الحد عليهن في حال عدم وجود محرم معهن لدى ذهابهن إلى العمل ، مع العلم ان كلهن متحجبات ، بمعنى اكثر شمولية ان مفهوم " المواطنة – والمساواة - والقانون" تسقط وتصبح خاوية جوفاء تحت هذا التدرج ..، فمبادئ الشريعة الإسلامية أغلبها قائمة على الإجتهادات وتعدد التفسيرات في المذاهب الاربعة وهنا تكمن الخطورة .

فمن العبث القول أن المواطنة هي أساس الانتماء ، ويقال في نفس الدستور الشريعة أو مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ، هذا تناقض حاد جدا ، حيث تلغي إحداهما الأخرى ، فالمجتمع المصري نسيجه مكون من ديانتين الاسلام والمسيحية كديانتين اساسيتين ثم تأتي بقية الاديان ، يزداد الأمر تناقضا حين يحرم نفس الدستور في مادة أخرى قيام أحزاب على أساس ديني !! حيث الإسلام دين الدولة والشريعة هي مصدر التشريع .. عجبي، فالحل الامثل ان يترك الدين للمجتمع لا للدولة ، وان تتخلي الدولة عن امتلاك الدين، فالدين لا يُمتلك ولا يُؤجر ، وهنا تستحضرني مقولة الاديب طه حسين عندما علق على ان دين الدولة الاسلام بقولته المشهورة ( قد وجدنا فيها الضرر كل الضرر ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سكيزوفرينيا رجال الدين
مولود مدي ( 2017 / 3 / 8 - 17:54 )
صراحة أبعد الناس عن مفهوم المواطنة هم رجال الأزهر .. هم يقولون ما لا يفعلون و هم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه لا تعايش سلمي مع من يخالفهم و ينتقدهم لذلك يتسربلون و يتخفون وراء الشعارات الزائفة التي لا يمكن تحقيقها لأنهم وهم مجبرون على تسويق هذا الكذب العلني لتفادي الدعوات الى التجديد و تصحيح الخطاب الديني و عندما تتغير الظروف تعود حليمة الى عادتها القديمة


2 - حان الوقت
على سالم ( 2017 / 3 / 9 - 06:26 )
اعتقد قد حان الوقت لغلق مؤسسه الازهر الارهابيه الاجراميه وجميع معاهدها وكلياتها ومعاهد تحفيظ القرأن ومدينه البعوث الاسلاميه وكل المدارس الازهريه النجسه , مؤسسه الازهر الارهابيه تقتطع من الميزانيه المصريه لايقل عن سبعه عشر مليار جنيه سنويا , هذا مبلغ ضخم والمفروض الاستفاده منه فى مجال الصحه والتعليم والاسكان , اتمنى ايضا ان يتم القبض على كل الشيوخ المنافقين الارهابيين وايداعهم الحبس المشدد والاشغال الشاقه

اخر الافلام

.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا